أداء قوي لشركة ريسوت للأسمنت في النصف الأول من العام: تداعيات على المستثمرين ونمو الأعمال في عُمان
مسقط، 19 يوليو أعلنت مجموعة شركة ريسوت للأسمنت، أكبر شركة منتجة للأسمنت في سلطنة عمان، عن تحقيق انتعاش مالي كبير في النصف الأول من عام 2025، مما يشير إلى لحظة محورية في تطورها كشركة رائدة مرنة في الصناعة.
ارتفعت الإيرادات الموحدة للمجموعة بمقدار 30.81 مليار ريال عماني (3.3 مليار دولار أمريكي)، لتصل إلى 41.3 مليون ريال عماني، في حين انخفضت الخسائر الصافية بمقدار 381 مليار ريال عماني (3.3 مليار دولار أمريكي) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويسلط هذا الأداء الضوء على الاستراتيجيات الناجحة التي طبقتها المجموعة في جميع عملياتها، وخاصة من شركتها التابعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بايونير للصناعات الأسمنتية، وتوسع حضورها في جزر المالديف.
لعبت شركة بايونير لصناعة الأسمنت (PCI)، التابعة والمملوكة بالكامل لشركة RCC في الإمارات العربية المتحدة، دورًا محوريًا في انتعاش المجموعة. فقد ارتفع معدل استغلال طاقتها الإنتاجية إلى 88% خلال النصف الأول من العام، بزيادة ملحوظة عن 40% في الفترة المقابلة من عام 2024. ويعزى هذا النجاح إلى تعزيز الانضباط التشغيلي والتركيز المتجدد على الأنشطة التجارية. وقد استقطبت PCI عملاء من شركات الأسمنت بالجملة في الإمارات، مما عزز مبيعاتها الشهرية بمعدل 50,000 طن متري. كما طورت الشركة منتجات كلنكر ممتازة ذات هوامش ربح أعلى، وطبقت استراتيجية تسعير ذكية لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق.
في مقابلة مع صحيفة "ذا أوبزرفر"، أكد الرئيس التنفيذي بالإنابة، الدكتور هلال سيف الضامري، على أهمية هذه التطورات الاستراتيجية. وقال: "يُعدّ تعافي شركة بايونير للأسمنت مثالاً واضحاً على كيف يُمكن للتميز التشغيلي والتمركز الذكي في السوق أن يُحققا نتائج ملموسة". وأضاف: "لقد استعدنا سمعتها، وأعدنا تموضعها كشركة رائدة في مجموعتنا، تتميز بالأداء العالي والتركيز على الجودة".
أثبت التوسع الاستراتيجي لشركة RCC في جزر المالديف نجاحه، حيث أصبحت شركتها التابعة، شركة ريسوت للأسمنت، المملوكة لها بنسبة 75%، موردًا مفضلًا لمشاريع البنية التحتية الرئيسية في البلاد. وتستحوذ المجموعة حاليًا على حصة 35% من إجمالي واردات الأسمنت إلى جزر المالديف. ورغم التحديات اللوجستية الشائعة في أسواق الجزر، فقد اعتمدت الشركة نماذج توزيع فعّالة، وأطلقت أسمنتًا بحريًا متخصصًا مصممًا خصيصًا لتلبية احتياجات البناء الساحلية.
أشار الدكتور الضامري إلى أن "جزر المالديف تُعدّ ركنًا أساسيًا في استراتيجيتنا للنمو الدولي. لقد رسخنا مكانتنا كشريك موثوق في مشاريع التنمية الوطنية، ويعزز نهجنا المحلي ثقة عملائنا على المدى الطويل".
فيما يتعلق بالاستدامة، تضع شركة ريسوت للأسمنت معايير جديدة في محطتها الرائدة في صلالة. وتُطبق الشركة نظامًا لاستعادة الحرارة المهدرة، ومن المتوقع أن يُولّد 9 ميجاوات من الكهرباء النظيفة سنويًا، مما يُخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 50,000 طن سنويًا، ويوفر حوالي 1.5 مليون ريال عُماني من تكاليف الطاقة. إضافةً إلى ذلك، يجري العمل على إطلاق مشروع الوقود المُشتق من النفايات (RDF) لمعالجة حوالي 700 طن من النفايات البلدية يوميًا وتحويلها إلى وقود بديل، مما سيُغني عن 151 طنًا من الغاز الطبيعي المُستهلك في المحطة. تتماشى هذه المبادرات مع الأهداف البيئية لسلطنة عُمان، وتُجسّد الجدوى المالية للتكنولوجيا الخضراء في الصناعات الثقيلة.
في مصنع أسمنت صحار، ارتفعت المبيعات الشهرية بمقدار 32,000 طن متري، مما عزز أداء المجموعة على مستوى الشركة. وساهم تحسين الأسعار الاستراتيجي في أسواق التصدير في تعزيز الإيرادات، مما ساهم في بناء نموذج أعمال أكثر استدامة.
بفضل هذه الإنجازات، تدخل شركة ريسوت للأسمنت مرحلة جديدة من النمو المستدام تحت إشراف الدكتور الضامري. وصرح قائلاً: "لقد أرسينا أساسًا متينًا من خلال تنشيط عملياتنا الأساسية، والتوسع دوليًا، وتحقيق الريادة في مجال الاستدامة. وينصب تركيزنا الآن على تسريع وتيرة نمونا وتعزيز مكانتنا كشركة رائدة إقليميًا في هذا المجال".
مع حلول عام 2025، تبرز شركة ريسوت للأسمنت كنموذج للتحول الصناعي، من خلال دمج التميز التشغيلي وتنويع السوق والمسؤولية البيئية لتعزيز القيمة طويلة الأجل لقطاع الأسمنت في سلطنة عمان والمنطقة على نطاق أوسع.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
تشير التحولات القوية لشركة ريسوت للأسمنت إلى مشهد سوقي مرن للشركات في عُمانمما يُمثل فرصةً رئيسيةً للاستثمار في الممارسات المستدامة والتميز التشغيلي. ومع اتساع نطاقها الدولي وعروض منتجاتها المبتكرة، ينبغي على الشركات تقييم شراكات استراتيجية في دول مجلس التعاون الخليجي وجزر المالديففي حين يمكن لرجال الأعمال استكشاف أسواق متخصصة في حلول البناء الصديقة للبيئة. يجب على المستثمرين الأذكياء التركيز على الشركات التي تعطي الأولوية للاستدامة، حيث يتماشى هذا الاتجاه مع الأهداف الاقتصادية والبيئية طويلة الأجل لسلطنة عمان.