العمارة الترابية لبناء أكثر خضرة: كيف تُحدث اتجاهات البناء المستدام تحولاً في سوق العقارات في عُمان
مسقط، ٢ ديسمبر - تستكشف سلطنة عُمان بنشاط استخدام مواد البناء التقليدية، وخاصةً الطين، لتعزيز ممارسات بناء أكثر استدامة، في ظل التركيز العالمي المتزايد على البدائل منخفضة الكربون في البيئة العمرانية. وقد سُلِّط الضوء على هذا التركيز خلال يوم LC3 2025 - عُمان، وهو منتدى تقني دولي جمع خبراء وباحثين وأصحاب المصلحة في القطاع لمشاركة التطورات في مجال مواد البناء منخفضة الكربون.
أكد المهندس خلفان بن مسعود الناعبي، مدير عام التخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، على الأهمية المتزايدة لاعتماد مواد صديقة للبيئة في ظل سعي الدول للحد من الأثر البيئي للتطوير العمراني. وأكد أن المواد منخفضة الكربون تحظى باهتمام عالمي لقدرتها على خفض الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتعزيز مرونة المدن على المدى الطويل.
في معرض تسليطه الضوء على مبادرات عُمان، أشار المهندس الناعبي إلى مشروع "إحياء العمارة الطينية"، وهو مشروع تعاوني بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة التراث والسياحة. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة استخدام الطين، وهو مادة أساسية في التراث المعماري العُماني، باستخدام تقنيات هندسية حديثة تُحسّن الأداء مع الحفاظ على أهميته الثقافية والبيئية.
وأضاف أن "الطين جزء من التراث المعماري في سلطنة عمان، ونحن اليوم نستكشف سبل إعادة تطويره من خلال الأساليب الهندسية الحديثة التي تضمن الكفاءة مع تعزيز الطابع الثقافي والبيئي للمشهد الحضري".
وفقًا للمهندس الناعبي، تُتيح المواد الطينية وغيرها من المواد منخفضة الكربون فرصًا كبيرة لتقليل البصمة البيئية للبناء، لا سيما في المناخات القاحلة حيث يُعدّ الأداء الحراري واستهلاك الطاقة عاملين حاسمين. تتميز الهياكل الطينية بخصائص عزل طبيعية، مما يُساعد على تنظيم درجات الحرارة الداخلية وتقليل احتياجات التبريد.
كما شدد على أهمية البحث العلمي والتعاون الدولي في تعزيز استخدام المواد البديلة على نطاق أوسع. ويُعد تبادل الخبرات العالمية ونتائج الأبحاث أمرًا بالغ الأهمية لفهم خصائص المواد وتحسين أدائها، لا سيما مع استمرار ظهور تقنيات جديدة لمعالجة هذه المواد وتطبيقها.
أشار المهندس الناعبي إلى أن قطاع البناء العالمي يتجه بشكل متزايد نحو اعتماد المواد منخفضة الكربون، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي وتنامي الوعي البيئي. وأشار إلى أن المنتديات التقنية، مثل يوم LC3، تُعدّ منصات مهمة للحوار المهني وتبادل المعرفة، بدلًا من صياغة السياسات.
وقال إن القيمة الأساسية لمثل هذه التجمعات العلمية تتمثل في جمع الخبراء لتبادل المعرفة وعرض الخبرات، مضيفًا أن التعاون بين القطاع العام والصناعة الخاصة والمؤسسات الأكاديمية أمر بالغ الأهمية لمعالجة التحديات البيئية التي تواجه صناعة البناء.
من خلال استضافة هذا المنتدى، أتاحت عُمان للمتخصصين الدوليين فرصةً لمناقشة الاستراتيجيات العملية والبحثية للحد من انبعاثات الكربون في قطاع البناء، مع تسليط الضوء على المبادرات المحلية مثل العمارة الطينية. ويتوقع المنظمون أن تُعزز هذه المناقشات التعلم المهني والابتكار على نطاق أوسع في مجال استخدام المواد المستدامة، سواءً داخل عُمان أو على مستوى العالم.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يمثل إحياء عمان للعمارة التقليدية القائمة على الطين والمتكاملة مع الهندسة الحديثة قفزة استراتيجية نحو التنمية الحضرية المستدامةمما يضع البلاد في موقع الريادة في مجال البناء منخفض الكربون في المناخات القاحلة. بالنسبة للشركات، يفتح هذا التحول الفرص المتاحة في مجال مواد البناء الخضراء وتقنيات البناء الصديقة للبيئةفي حين ينبغي على المستثمرين الأذكياء النظر في دعم الابتكارات التي تعزز كفاءة الطاقة والحفاظ على التراث الثقافي. كما تُشير هذه المبادرة إلى إمكانات المخاطر التي تواجهها قطاعات البناء التقليدية في التكيف مع الاستدامة، داعياً إلى اتباع نهج استشرافي فيما يتعلق بالمتطلبات البيئية والسوقية.
