...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
القوة التحويلية للتصميم: كيف يمكن لسرد القصص أن يُعزز الأثر الاقتصادي للشركات في عُمان

القوة التحويلية للتصميم: كيف يمكن لسرد القصص أن يُعزز الأثر الاقتصادي للشركات في عُمان

صلالة: تؤكد المهندسة سومو تابوك، مؤسسة استوديو سومو للتصميم، على أن التصميم الفعال يتجاوز مجرد الديكور؛ فهو لغة تؤثر على السلوك والإنتاجية والبيئة. وتوضح قائلةً: "يجب أن يربط التصميم بين الثقافة والوظيفة والجمال. فعندما تروي المساحة قصة واضحة، تجد صدى لدى الناس، ويتحسن الأداء".

بعد أن أسست تبوك استوديوها عام ٢٠١٩ بعد حصولها على شهادة في الهندسة المعمارية الداخلية من جامعة ظفار، اكتسبت رؤى قيّمة من خلال عملها المبكر في تطوير وتنفيذ المفاهيم. مكّنها هذا الانفتاح من إدراك فرصة سوقية واعدة للتصاميم الداخلية التي تدمج بتناغم الهوية العمانية مع الجماليات العالمية المعاصرة، محترمةً التراث وملبيةً احتياجات العصر.

مع انطلاق مسيرتها، واجهت تابوك تحديات مألوفة: بناء الثقة، وتحديد أسعار عادلة للأعمال الإبداعية، وإدارة العمليات دون المساس بجودة التصميم. وتُشير قائلةً: "كان علينا الموازنة بين الطموح والانضباط - التسليم في الوقت المحدد وضمن الميزانية مع السعي الدائم لتقديم تصميم هادف". وتؤمن تابوك بأن هذا الانضباط يُحوّل الفكرة الملهمة إلى مساحة عملية ودائمة.

تدعو تابوك إلى اعتبار قطاع التصميم مساهمًا اقتصاديًا حيويًا لا مجرد ترف. وتحث على تعزيز منصات التواصل بين المصممين والمطورين والمستثمرين، وتبسيط إجراءات الشركات الناشئة الإبداعية، والاعتراف بالتصميم كعنصر استراتيجي في مختلف المشاريع، بما في ذلك المنازل وأماكن العمل والضيافة والأماكن العامة. وتشدد على ضرورة أن يكون التدريب والتمويل والتعرض الدولي محورًا أساسيًا لدعم السياسات، مؤكدةً أن "سوقًا مُلِمًّا بالتصميم يرفع معايير الجودة للجميع".

تتطلع إلى المستقبل، وتتصور مستقبلاً يتماشى فيه التصميم مع السياحة والاستدامة والتكنولوجيا، وهي مجالات نمو رئيسية في عُمان. فالتصاميم التي تُركّز على الإنسان تُحسّن تدفق العملاء ورفاهية الموظفين في الفنادق ومساحات البيع بالتجزئة. كما أن استخدام المواد المستدامة وإعادة استخدام المباني التراثية بشكل مُتكيّف يُقلّل من الهدر ويُعزز الهوية. علاوة على ذلك، تُحدث الأدوات الرقمية، بما في ذلك التصور السريع ودعم الذكاء الاصطناعي في مراحله الأولى، ثورةً في طريقة استكشاف الأفكار وتوصيلها. وتقول: "تُتيح التكنولوجيا نقل القصة بسرعة أكبر، لكن يبقى السرد هو الأهم".

داخل مرسمها، ترتكز القيادة على النزاهة والتعاطف والوضوح. تُشدد تابوك على أهمية المراجعات الشاملة والآراء الشفافة، وتُشجع المصممين الشباب على استكشاف إبداعاتهم. وتُؤكد قائلةً: "بإمكانكم الالتزام بمعايير عالية مع الحفاظ على اللطف". الهدف هو ترسيخ ثقافة يتعايش فيها الابتكار مع الحرفية، وضمان تقييم كل مشروع بناءً على فعاليته ورسالته واستدامته.

رسالتها للمصممين الطموحين واضحة: حددوا رؤيتكم قبل اختيار الأسلوب. "لا تطاردوا الصيحات؛ بل كونوا فضوليين ومتسقين، سامحين للعمل بأن ينقل المعنى". وتُشير إلى أن "الصيحات تتلاشى، لكن المعنى يبقى".

يعمل استوديو سومو للتصميم حاليًا على مشاريع متعددة، لكل منها أهدافه ورؤاه الخاصة. أكثر ما يثير حماس تابوك هو مشاهدة الانتقال من الفكرة إلى الواقع - تلك اللحظة التي تُثبت فيها تجارب المستخدم صحة الأفكار الأولية أو تُشكك فيها. في نهاية المطاف، تهدف تابوك إلى بناء محفظة أعمال تُعرف ليس فقط بجمالياتها، بل أيضًا بقدرتها على تغيير طريقة تفاعل الأفراد مع المساحات في عُمان. "يُبنى الإرث مشروعًا تلو الآخر - مفيدًا اليوم، وملائمًا غدًا".


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تؤكد هذه المقالة على الأهمية المتزايدة للتصميم كمساهم اقتصادي استراتيجي في عُمان، نمزج التراث المحلي مع احتياجات العصر. ينبغي على الشركات أن تدرك أن الاستثمار في التصميم المدروس يمكن أن يعزز الإنتاجية وتجربة المستهلك، مما يخلق ميزة تنافسية في السوق. المستثمرون ورجال الأعمال الأذكياء ينبغي على الشركات أن تفكر في الاستفادة من تقاطع التصميم والاستدامة والتكنولوجيا لتعزيز النمو المستقبلي وتحسين أهميتها في السوق.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *