مزيج القوى المستقبلي لسلطنة عمان في اقتصاد الذكاء الاصطناعي: ما يعنيه ذلك لفرص الأعمال والاستثمارات
المسكات عنب طيب الشذا: استضافت وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان، بالتعاون مع شركة أتكنز رياليس، فعالية "تزويد المستقبل بالطاقة: معرض ابتكارات الكهرباء في سلطنة عمان" في 10 ديسمبر. وقد جمع هذا الحدث قادة بارزين من الحكومة وشركات المرافق والهيئات التنظيمية والصناعة لمعالجة الطلب المتزايد على الكهرباء في سلطنة عمان، والمدفوع بالنمو الاقتصادي الذي يغذيه الذكاء الاصطناعي.
ركز المعرض على استراتيجيات تلبية متطلبات الطاقة المستقبلية من خلال مزيج متنوع من الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، ومصادر الطاقة المتجددة، وشبكات الطاقة المتقدمة، وحلول تخزين الطاقة، مع السعي في الوقت نفسه إلى التوافق مع هدف الدولة المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
أكد محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، على أهمية وجود نظام طاقة آمن ومستدام لاستراتيجية سلطنة عُمان الصناعية. وأشار إلى مبادرات مثل "المثلث الرقمي العُماني"، الذي يتضمن إنشاء مجمعات فائقة للذكاء الاصطناعي بقدرة جيجاوات كجزء من خارطة طريق البنية التحتية الرقمية الوطنية. وأوضح الحضرمي أن هذا التعاون يُبرز تقنيات ونماذج من شأنها تنويع مزيج الطاقة، وتعزيز مرونة الشبكة، وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
تضمن الحدث جلسات مخصصة لمسارات خفض الانبعاثات الكربونية، ومرونة شبكات الكهرباء في الاقتصادات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والأدوار التكاملية للطاقة النووية إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة. وناقشت عروض الخبراء مواضيع مثل الربط الشبكي الإقليمي، وحلول الهيدروجين، وخيارات التمويل، وتقنيات الشبكات المتقدمة. كما استكشفت حلقات النقاش التكامل، وأطر السياسات، واستراتيجيات الاستثمار. وشارك الحضور في محاكاة تفاعلية تهدف إلى إدارة عمليات الشبكة مع مزيج متنوع من مصادر الإمداد.
أكد تود سميث، نائب رئيس قسم التسويق وتطوير الأعمال في شركة كاندو للطاقة، على ضرورة توفير طاقة أساسية موثوقة ونظيفة لاقتصاد حديث قائم على البيانات. وأشار إلى أن الطاقة النووية توفر قدرة قابلة للتوزيع ومنخفضة الكربون، مما يُمكّن الدول من توسيع نطاق الطاقة المتجددة دون المساس باستقرار الشبكة أو القدرة على تحمل التكاليف.
تأتي هذه المناقشات في وقتها المناسب بشكل خاص، حيث يرتفع الطلب على الكهرباء في سلطنة عمان بمعدل سنوي قدره 6.11 تريليون طن، ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك الإقليمي بشكل كبير بحلول عام 2035. ويؤدي التوسع السريع لمراكز البيانات، وزيادة متطلبات التبريد، وانتشار الكهرباء على نطاق واسع إلى ممارسة ضغط إضافي على أنظمة الطاقة في جميع أنحاء الخليج.
أشار ماثيو ترايب، رئيس قسم السوق العالمية للمباني والأماكن في شركة أتكنز رياليس، إلى أن الهدف من هذا المعرض هو ترجمة المفاهيم النظرية إلى استراتيجيات عملية قائمة على الأدلة. وأكد أن دمج مصادر الطاقة المتجددة، وخيارات التخزين المتقدمة، وتقنيات بناء الشبكات، والحلول النووية الراسخة، من شأنه أن يدعم النمو الفوري، مع ترسيخ مكانة عُمان كدولة رائدة إقليمياً في أنظمة الطاقة القوية منخفضة الكربون.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
تركيز سلطنة عمان مؤخراً على تنويع مزيج الطاقة الخاص بها يشير الاعتماد على المصادر النووية والمتجددة إلى تحول محوري بالنسبة للشركات، مما يفتح آفاقاً جديدة. فرص استثمارية جديدة في تقنيات الطاقة والبنية التحتية. بينما تسعى الدولة إلى نظام طاقة مستدام لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء النظر في التوافق مع المبادرات الحكومية واستكشاف الحلول في تكنولوجيا الشبكات المتقدمة واستراتيجيات خفض الانبعاثات الكربونية. ومع ذلك، فإن ضغط الطلب المتزايد يشكل مخاطر أيضاً؛ إذ يتعين على الشركات التعامل مع تقلبات أسعار الطاقة والتغيرات التنظيمية المحتملة.
