اتفاقية التجارة الضخمة مع اليابان التي أعلن عنها ترامب: تداعياتها على المستثمرين ورجال الأعمال في عُمان
طوكيو أعلن دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن اتفاقية تجارية هامة مع اليابان، تُمثل إنجازًا هامًا لشركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين في سعيهم لإبرام الصفقات بحلول نهاية الشهر. تُعدّ هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية ترامب لمعالجة العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة، مع خطط لفرض رسوم جمركية عقابية "متبادلة" على العديد من الدول إذا لم تتوصل إلى اتفاقيات مع واشنطن بحلول الأول من أغسطس.
بهذا الإعلان، أصبحت اليابان واحدة من خمس دول أبرمت اتفاقًا، لتنضم إلى المملكة المتحدة وفيتنام وإندونيسيا والفلبين، وذلك عقب التزام ترامب في أبريل بالتفاوض على "90 صفقة خلال 90 يومًا". وصرح على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به: "لقد أنجزنا للتو صفقة ضخمة مع اليابان، ربما تكون أكبر صفقة تُعقد على الإطلاق". ووفقًا لترامب، ستستثمر اليابان بموجب هذه الاتفاقية 1.55 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، وستحصل الولايات المتحدة على 9.01 مليار دولار أمريكي من الأرباح الناتجة.
في حين لم يُكشف عن تفاصيل إضافية لخطة الاستثمار، أكد ترامب أنها ستوفر "مئات الآلاف من فرص العمل". حاليًا، تُفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، والتي كانت سترتفع إلى 25% لولا هذه الاتفاقية.
بالإضافة إلى ذلك، فُرضت رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات اليابانية - التي تُشكّل حوالي 8% من الوظائف في اليابان - بالإضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 50% على الفولاذ والألمنيوم. وأعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات إلى 15%، مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية مثل تويوتا وميتسوبيشي بنحو 14%. وصرح إيشيبا للصحفيين: "نحن أول دولة في العالم تُخفّض الرسوم الجمركية على السيارات وقطع غيارها، دون قيود على الكميات".
وأكد أنه بإعطاء الأولوية للحماية الأساسية، تمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق يخدم مصالحهما الوطنية. وأضاف إيشيبا: "في هذا الاتفاق مع الرئيس ترامب، أعتقد أننا تمكنا من التوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
ومع ذلك، أشار المبعوث التجاري الياباني ريوسي أكازاوا، الذي تفاوض على الاتفاق خلال زيارته الثامنة لواشنطن، إلى أن الرسوم الجمركية البالغة 50% على الصلب والألمنيوم ستبقى سارية. وأوضح أكازاوا أن زيادة الإنفاق الدفاعي الياباني، الذي دعا إليه ترامب، لم تكن مشمولة في هذه الاتفاقية. كما أعلن ترامب أن اليابان وافقت على فتح سوقها أمام التجارة، بما في ذلك السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية. تُعدّ واردات الأرز حساسة بشكل خاص في اليابان، وقد استبعدت حكومة إيشيبا، بعد أن فقدت أغلبيتها في مجلس الشيوخ مؤخرًا، تقديم أي تنازلات في هذا الصدد. تستورد اليابان حاليًا 770 ألف طن من الأرز معفاة من الرسوم الجمركية بموجب التزامات منظمة التجارة العالمية، وقد أشارت إيشيبا إلى أنها ستشتري المزيد من الحبوب الأمريكية وفقًا لذلك.
أكد إيشيبا يوم الأربعاء أن الاتفاقية لا تُعرّض القطاع الزراعي الياباني للخطر. ورحّب تاتسو ياسوناغا، رئيس مجلس التجارة الخارجية الياباني، بالإعلان، لكنه شدد على ضرورة تقديم مزيد من التفاصيل لتقييم أثره. وصرح ياسوناغا قائلاً: "أُشيد بشدة بتحقيق هذا الإنجاز الكبير، لأنه يُخفف من مخاوف الشركات الخاصة". في المقابل، أعرب بعض المواطنين عن خيبة أملهم، ومنهم نعومي أومورا، البالغة من العمر 80 عامًا، التي أعربت عن أسفها لعدم قدرة اليابان على اتخاذ موقف أقوى تجاه الولايات المتحدة. وصرح الناخب تيتسو موميياما، البالغ من العمر 81 عامًا، بأن زمن إيشيبا قد ولّى، مُلمّحًا إلى استقالته المتوقعة عقب النكسة الانتخابية.
في ظل ضغوط متزايدة لإبرام اتفاقيات تجارية، أعلن ترامب تفاصيل اتفاقية منفصلة مع إندونيسيا يوم الثلاثاء. تتضمن هذه الاتفاقية تخفيف القيود على صادرات المعادن الأساسية وخفض الرسوم الجمركية من 32% إلى 19%. كما أعلن أن الرسوم الجمركية على الفلبين، وهي حليف رئيسي آخر للولايات المتحدة، ستُخفض بنقطة مئوية واحدة إلى 19%، وذلك عقب اجتماع عُقد مؤخرًا مع الرئيس فرديناند ماركوس.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
الأخيرة اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة واليابان تشير التوقعات إلى تحولات كبيرة في ديناميكيات التجارة العالمية والتي قد تؤثر على الشركات في سلطنة عمان. الفرص متاحة لسلطنة عمان في شكل فرص سوقية محتملة وزيادة الاستثمار الياباني، مما قد يعزز البنية التحتية والصناعات المحلية. ومع ذلك، ينبغي للمستثمرين الأذكياء أن يراقبوا عن كثب التحولات في التعريفات الجمركية والسياسات التجارية، لأنها قد تخلق نقاط ضعف أو تغير المشهد التنافسي في المنطقة.