ارتفاع أرباح أرامكو بمقدار 28 مليار ريال في الربع الثالث: ما يعنيه ذلك للمستثمرين ونمو الأعمال في عُمان
أظهرت أرامكو السعودية مرة أخرى مرونتها في ظل حالة عدم اليقين في سوق الطاقة العالمية من خلال تحقيق نتائج قوية في الربع الثالث من عام 2025، مما يؤكد قوتها التشغيلية ورؤيتها الاستراتيجية لمستقبل الطاقة.
أعلنت الشركة عن صافي دخل معدّل بلغ 28.0 مليار دولار أمريكي للربع، بزيادة طفيفة عن 27.7 مليار دولار أمريكي في الفترة نفسها من العام الماضي. وقد تحقق هذا على الرغم من انخفاض أسعار النفط بنحو 111 تريليون دولار أمريكي خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما يُبرز قدرة أرامكو على مواجهة انخفاض الأسعار من خلال زيادة الإنتاج وإدارة التكاليف بشكل صارم.
حافظت التدفقات النقدية التشغيلية على قوتها عند 36.1 مليار دولار أمريكي، مما مكّن الشركة من الحفاظ على عائد توزيعات أرباح قوي يبلغ حوالي 5%. في ظل بيئة طاقة عالمية مضطربة، تواصل أرامكو توليد تدفقات نقدية كبيرة وتحقيق عوائد ثابتة لمساهميها. وعلق جوش جيلبرت، محلل السوق في eToro، قائلاً: "تؤكد نتائج أرامكو للربع الثالث على قوتها ومرونتها في مواجهة ظروف السوق الصعبة. وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط بمقدار 11% على مدار العام، حافظت الشركة على ربحية ثابتة من خلال نمو الإنتاج وضبط التكاليف بشكل منضبط. ويعزز عائد توزيعات الأرباح القوي وتدفقاتها النقدية الثابتة مكانة أرامكو كواحدة من أكثر الشركات مرونة في قطاع الطاقة العالمي".
تماشياً مع استراتيجيتها للنمو طويل الأجل، رفعت أرامكو هدفها لإنتاج الغاز لعام 2030 بمقدار 801 طناً و3 أطنان مقارنةً بمستويات عام 2021، مع تقدم مشاريع التنقيب والإنتاج الرئيسية وفقاً للخطة الموضوعة. وتؤكد هذه الجهود التزام أرامكو بأعمالها الهيدروكربونية الأساسية، مع دعم استقرار الطاقة عالمياً.
إلى جانب عملياتها التقليدية في النفط والغاز، تستثمر أرامكو بكثافة في الابتكار والتقنيات الجديدة. في أكتوبر، أعلنت الشركة عن خطط للاستحواذ على حصة أقلية في شركة هيومين، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، لتضع نفسها في طليعة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصناعي. إضافةً إلى ذلك، وسّعت أرامكو عملياتها في قطاع التكرير والبتروكيماويات من خلال مشروع مشترك للتكرير والبتروكيماويات في مقاطعة فوجيان الصينية، مما عزز حضورها العالمي.
تعكس هذه المبادرات الاستراتيجية التزام أرامكو بتعزيز مستقبل قائم على التكنولوجيا ومنخفض الكربون، بما يتماشى مع هدفها المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات تشغيلية صفرية بحلول عام 2050. ومن خلال الابتكار والشراكات والاستثمارات التكنولوجية، تهدف الشركة إلى تحقيق التوازن بين الطلب الحالي على الطاقة والاستدامة المستقبلية.
ورغم أن أداء سهم أرامكو كان أضعف من المتوقع في السنوات الأخيرة، فإن نتائجها التشغيلية القوية وتنويعها الاستراتيجي واستمرار توزيع أرباح المساهمين تُظهر قدرتها على التكيف والقيادة في ظل مشهد الطاقة المتطور.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
أداء أرامكو السعودية المرن في الربع الثالث من عام 2025، والذي يُبرزه استقرار الأرباح على الرغم من انخفاض أسعار النفط، يُشير إلى كفاءة تشغيلية قوية ومرونة استراتيجيةبالنسبة للشركات العمانية، هذا يؤكد أهمية التنوع والابتكار لمواجهة تقلبات السوق، بينما ينبغي على المستثمرين النظر في فرص التوسع في قطاع الطاقة، وخاصةً في مشاريع الغاز والتكنولوجيا. يجب على رواد الأعمال الأذكياء التركيز على الاستدامة والتحول الرقمي لمواكبة مستقبل الطاقة المتطور في المنطقة والاستفادة من مجالات النمو الناشئة.
