ارتفاع أسعار الأسهم في وول ستريت يُشعل طفرة في الأسواق العالمية: ما يحتاج المستثمرون والشركات إلى معرفته
ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية يوم الجمعة، مدعومةً بجلسة قياسية في وول ستريت عقب أحدث خفض لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وجاءت هذه المكاسب على الرغم من تجدد المخاوف بشأن تقييمات قطاع التكنولوجيا بعد تقارير أرباح مخيبة للآمال من عملاقي الصناعة أوراكل وبرودكوم.
لاحظ دان كوتسوورث، رئيس قسم الأسواق في شركة إيه جيه بيل، أن "عملية بيع أسهم التكنولوجيا الأمريكية كانت قصيرة الأجل حيث قلصت وول ستريت خسائرها قرب نهاية جلسة الأمس، مما ساعد على تحسين معنويات السوق بشكل عام".
في لندن، ارتفع مؤشر فوتسي 100 بمقدار 0.31 نقطة في تداولات الصباح المتأخرة، على الرغم من البيانات الرسمية التي كشفت عن انكماش غير متوقع في الاقتصاد البريطاني لشهر أكتوبر، وذلك قبل ميزانية بريطانيا القادمة لرفع الضرائب.
يتجه اهتمام المستثمرين الآن إلى بيانات الوظائف الأمريكية المقرر صدورها الأسبوع المقبل، والتي قد تقدم مؤشرات حول توجه السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال العام القادم. وأشارت بيانات جزئية صدرت يوم الخميس إلى ارتفاع أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، مسجلةً بذلك أكبر زيادة منذ أكثر من خمس سنوات، ومعززةً بذلك مؤشرات ضعف سوق العمل.
بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي، اعتُبرت تصريحات رئيسه جيروم باول أقل تشدداً مما كان متوقعاً. ومع ذلك، ألمح البيان إلى إمكانية عدم خفض سعر الفائدة للمرة الرابعة على التوالي في يناير، مما دعم الدولار الأمريكي.
شهدت أسواق الأسهم في المراكز الآسيوية الرئيسية ارتفاعاً ملحوظاً: فقد ارتفعت أسهم طوكيو وهونغ كونغ وسيدني وسنغافورة وسيول بأكثر من 11000 نقطة، بينما أغلقت أسهم شنغهاي وويلينغتون وتايبيه ومومباي ومانيلا على ارتفاع. في المقابل، تراجعت أسهم جاكرتا، ولم تشهد بانكوك تغيراً يُذكر، حيث تجاهل المستثمرون إلى حد كبير أنباء حل رئيس الوزراء التايلاندي للبرلمان قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل.
جاء هذا الزخم الإيجابي وسط مخاوف مستمرة بشأن انتعاش قطاع التكنولوجيا مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي، والذي رفع قيمة الأسهم إلى مستويات قياسية. وقد أصبحت شركة إنفيديا أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية تريليون و4.5 تريليون دولار في أكتوبر. ويحذر المحللون من أن هذا التدفق الهائل لمئات المليارات من الدولارات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي قد يكون مبالغًا فيه، مع بقاء العوائد المحتملة بعيدة المنال، مما يزيد من خطر حدوث فقاعة سوقية متضخمة.
تفاقمت هذه المخاوف يوم الخميس عندما جاءت أرباح شركة برودكوم أقل من التوقعات، وخيبت توقعات مبيعاتها في مجال الذكاء الاصطناعي آمال المستثمرين، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بأكثر من 41 نقطة في التداولات المسائية. وبالمثل، أعلنت شركة أوراكل عن إيرادات ربع سنوية أقل من التوقعات، وأشارت إلى زيادة كبيرة في الإنفاق على مراكز البيانات لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأغلقت أسهم أوراكل منخفضة بمقدار 10.81 نقطة في تداولات نيويورك.
وفي تطورات الشركات، شهد سهم سوفت بنك ارتفاعاً بنسبة 3.9% بعد تقارير بلومبرج التي تفيد بأن شركة الاستثمار التكنولوجي تدرس المزيد من عمليات الاستحواذ، بما في ذلك مشغل مركز البيانات سويتش، لتعزيز مكانتها في قطاع الذكاء الاصطناعي.
أغلقت مؤشرات السوق الرئيسية على النحو التالي:
– مؤشر فوتسي 100 في لندن: ارتفع بمقدار 0.31 نقطة ليصل إلى 9730.52 نقطة
– مؤشر كاك 40 في باريس: ارتفع بمقدار 0.61 نقطة ليصل إلى 8137.78
مؤشر داكس فرانكفورت: ارتفع بنسبة 0.41 نقطة ليصل إلى 24,382.37
– مؤشر طوكيو نيكاي 225: ارتفع بنسبة 1.41 نقطة ليصل إلى 50,836.55 (سعر الإغلاق)
– مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ: ارتفع بنسبة 1.81 نقطة ليصل إلى 25,976.79 (سعر الإغلاق)
– مؤشر شنغهاي المركب: ارتفع بمقدار 0.41 نقطة ليصل إلى 3889.35 (سعر الإغلاق)
– مؤشر داو جونز في نيويورك: ارتفع بنسبة 1.31 نقطة ليصل إلى 48,704.01 (سعر الإغلاق)
شهدت تحركات العملات ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الين، حيث تم تداوله عند 155.92 ين مقارنة بـ 155.58 ين يوم الخميس، بينما انخفض اليورو إلى 1.1728 من 1.1741.
— وكالة فرانس برس
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يشير خفض سعر الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفيدرالي ومكاسب سوق الأسهم العالمية إلى بيئة متفائلة بحذر لمستثمري سلطنة عمانمع التأكيد على أهمية مراقبة المؤشرات الاقتصادية الأمريكية مثل بيانات الوظائف. ومع ذلك، فإن تقلبات قطاع التكنولوجيا، وخاصة المخاوف المتعلقة بالتقييمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تشكل تحديًا. يمثل هذا خطرًا من المبالغة في التقييم وفرصة للاستثمار الاستراتيجي في الشركات التي تركز على الابتكارينبغي على رواد الأعمال والمستثمرين الأذكياء في سلطنة عمان الموازنة بين الحماس للتطورات التقنية والإدارة الدقيقة للمخاطر للتغلب على تصحيحات السوق المحتملة إلى الأمام.
