مشروع إي-ميثانول الجديد ومركز التزويد بالوقود في عُمان: ما يعنيه للمستثمرين والصناعة البحرية
مسقط، 6 نوفمبر/تشرين الثاني - تقود شركة إتش آي إف جلوبال، الشركة العالمية الرائدة في إنتاج الوقود الإلكتروني الخالي من الكربون، اتحادًا من الشركاء العالميين والمحليين لاستكشاف تطوير منشأة لإنتاج الميثانول الإلكتروني إلى جانب مركز للتزويد بالوقود في صلالة، جنوب سلطنة عمان.
وفي خطوة أولى مهمة، وقع الكونسورتيوم مذكرة تفاهم هذا الأسبوع مع وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العمانية في إسبانيا، تزامناً مع الزيارة الرسمية لجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى البلاد.
يضمّ هذا التحالف شركة أكسيونا نورديكس للهيدروجين الأخضر، المعروفة بتنفيذ مشاريع واسعة النطاق للهيدروجين الأخضر والوقود الإلكتروني، تعمل بالطاقة المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية. تجمع هذه الشراكة بين خبرة أكسيونا في البنية التحتية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا نورديكس للرياح لإنتاج وقود مستدام ومنخفض الكربون للأسواق العالمية. كما تُعد شركة الميرة للاستثمارات، الشركة العُمانية المحلية، شريكًا رئيسيًا في هذه المبادرة.
سلّطت شركة HIF Global الضوء على مذكرة التفاهم، قائلةً: "تُرسي هذه الاتفاقية شراكةً بين القطاعين العام والخاص لاستكشاف تطوير مركزٍ واسع النطاق لإنتاج الميثانول الإلكتروني وتزويد السفن بالوقود في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، مما يدعم جهود إزالة الكربون من قطاع الشحن العالمي. معًا، نخطو خطوةً أخرى نحو عالمٍ أنظف يعتمد على الوقود الإلكتروني. فلنواصل دفع عجلة التحوّل في مجال الطاقة قدمًا."
يقع مقر شركة HIF Global في هيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي معروفة بتوسيع نطاق إنتاج الوقود الاصطناعي من الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون المُلتقط. ومن خلال مشاريع تشغيلية في تشيلي والولايات المتحدة وأستراليا وأوروغواي، تُحوّل HIF الكهرباء المتجددة إلى هيدروجين من خلال التحليل الكهربائي، ثم تُدمجه مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الميثانول الإلكتروني. ويمكن تكرير هذا الميثانول الإلكتروني إلى بنزين إلكتروني، أو ديزل إلكتروني، أو وقود طيران مستدام. وبدعم من مستثمرين مثل بورشه وبيكر هيوز، تهدف HIF إلى إزالة الكربون من قطاعي النقل والطيران من خلال توفير وقود منخفض الكربون، سهل الاستخدام، ومتوافق مع المحركات والبنية التحتية الحالية.
بموجب مذكرة التفاهم، سيتعاون التحالف مع الوزارة لتقييم الفرص الفنية والتنظيمية والتجارية لتطوير مشروع واسع النطاق لإنتاج الميثانول الإلكتروني، مستفيدًا من موارد الطاقة المتجددة الوفيرة في عُمان والبنية التحتية الساحلية. سيجري التحالف دراسات جدوى ودراسات تقنية واقتصادية لتقييم إمكانات إنتاج الميثانول الإلكتروني، وتزويد السفن بالوقود، وتصديره في محافظة ظفار. ويشمل ذلك دمج طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الهيدروجين الأخضر، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون من المصادر الصناعية والحيوية، وتحويله إلى ميثانول إلكتروني. وستنسق الوزارة مع الجهات العمانية المعنية مواءمة اللوائح التنظيمية، وتخصيص الأراضي، وأطر الحوافز المحتملة.
وتعد مبادرة الميثانول الإلكتروني أحدث الجهود الاستراتيجية الرامية إلى ترسيخ مكانة صلالة كمركز إقليمي للوقود منخفض الكربون والذي يخدم في المقام الأول قطاع الشحن البحري.
في ديسمبر 2022، وقّعت شركة أوكيو للطاقة البديلة (OQAE)، التابعة لمجموعة أوكيو للطاقة في سلطنة عُمان، مذكرة تعاون مع مجموعة أسياد، وشركة أيه بي مولر-ميرسك، وشركة سوميتومو كوربوريشن ميدل إيست (FZE) لدراسة جدوى عمليات تزويد السفن بالوقود الصديق للبيئة في الموانئ العُمانية، وخاصةً الدقم وصلالة. وتستكشف هذه الشركات جدوى عمليات تزويد السفن بالوقود باستخدام الأمونيا الإلكترونية و/أو الميثانول الإلكتروني للاستخدام المحلي والتصدير.
وفي الآونة الأخيرة، أبرم ميناء صلالة اتفاقية إيجار استراتيجية مع شركة هورايزون إنيرجي صلالة، وهي شركة محلية، لإنشاء مركز لتخزين الوقود الحيوي، مما يعزز البنية التحتية اللوجستية للطاقة المتجددة في سلطنة عمان.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يشير تعاون سلطنة عمان مع لاعبين عالميين مثل HIF Global و Acciona Nordex إلى خطوة استراتيجية لتصبح رائدة إقليمية في إنتاج الوقود منخفض الكربون وإزالة الكربون البحري، مستفيدة من مواردها الوفيرة من الطاقة المتجددة. وهذا يمثل فرص هائلة للشركات والمستثمرين المحليين للمشاركة في البنية التحتية المتطورة للطاقة النظيفة وأسواق تصدير الوقود الأخضر، مع تعزيز مكانة عُمان كمركز رئيسي في التحول العالمي في مجال الطاقة. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء الآن التركيز على الشراكات المبتكرة والتوافق التنظيمي للاستفادة من صناعات الوقود الأخضر والتزويد بالوقود الناشئة.
