...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
الشراكة الاقتصادية بين عُمان وفرنسا تشهد ازدهاراً: ما يعنيه ذلك للمستثمرين ورواد الأعمال في عُمان

الشراكة الاقتصادية بين عُمان وفرنسا تشهد ازدهاراً: ما يعنيه ذلك للمستثمرين ورواد الأعمال في عُمان

مسقط، 14 ديسمبر/كانون الأول - تدخل العلاقات الثنائية العريقة بين سلطنة عُمان والجمهورية الفرنسية مرحلة جديدة ومكثفة تتسم بالالتزام بـ شراكة اقتصادية "رابحة للطرفين"يتماشى هذا الزخم المتجدد، المدفوع بمشاركات دبلوماسية وتجارية رفيعة المستوى، بشكل وثيق مع رؤية عُمان 2040 والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة. وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "ذي أوبزرفر"، سلّط نيكولاس فوريسييه، الوزير الفرنسي المنتدب للتجارة الخارجية والجاذبية الاقتصادية، الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون.

قال الوزير فوريسييه: "تود الحكومة الفرنسية التي أمثلها أن تؤكد لأصدقائنا العمانيين التزام فرنسا الكامل"، مشدداً على أن العلاقات القوية بين البلدين ترتكز على "التاريخ والثقة المتبادلة". وجاءت زيارته، التي رافقه فيها وفد من منظمة "ميديف" الدولية - وهي جمعية أصحاب العمل التي تتخذ من باريس مقراً لها - بهدف تنشيط العلاقات الاقتصادية بعد فترة من فتور التعاون.

شراكة متوازنة ومتبادلة المنفعة

يرتكز هذا التعاون المعزز على شراكة متوازنة ومتبادلة المنفعة. وأوضح الوزير فوريسييه أن الهدف هو بناء روابط عملية تركز على الشركات من كلا البلدين. وأضاف: "ينبغي أن تكون الاتفاقيات متوازنة دائماً، وأن تسعى إلى تحقيق العدالة بين كل دولة وشركة. هذا هو جوهر التجارة".

وقد حقق هذا النهج نتائج مبهرة، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية بين سلطنة عمان وفرنسا بمقدار 601 تريليون طن في عام 2024، وهو اتجاه استمر حتى عام 2025. ويسلط هذا النمو الضوء على الإمكانات الكبيرة للتوسع بما يتجاوز المساهمات الفرنسية الراسخة في قطاعات مثل معالجة النفايات وإنتاج مياه الشرب والإعلان الحضري.

تماشياً مع رؤية عُمان 2040

تُركز الشركات الفرنسية والجهود الحكومية بشكل وثيق على دعم ركائز رؤية عُمان 2040، لا سيما في ثلاثة قطاعات رئيسية: التحول الطاقي، والقطاع الخاص (الفضاء)، والتقنيات المتطورة. وقد أعرب الوفد الفرنسي عن تقديره العميق لريادة عُمان في مجال التحول الطاقي.

تُتيح أهداف عُمان الطموحة - المتمثلة في الحصول على ما يصل إلى 301 تريليون طن من الطاقة من مصادر مستدامة ومتجددة بحلول عام 2030، و601 تريليون طن بحلول عام 2040، وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 - فرصًا كبيرة للتعاون. وقد التزمت شركتا الطاقة الفرنسيتان العملاقتان، توتال إنيرجيز وإي دي إف رينوفيلابل، باستثمارات إجمالية قدرها ملياري يورو، وهما على أتم الاستعداد لدعم خطط عُمان الطموحة. وأشار الوزير فوريسييه قائلاً: "أنتم تُنفذون هذه الأهداف بعزيمة راسخة".

في مجال الطيران والفضاء والتقنيات المتقدمة، تستثمر فرنسا خبرتها من خلال مشاريع مثل أول قمر صناعي للاتصالات في سلطنة عُمان، والذي طُوّر بالتعاون مع شركة إيرباص للدفاع والفضاء، ما يُبرز التعاون الوثيق في هذا القطاع المتخصص. إضافةً إلى ذلك، تسعى فرنسا إلى دعم منظومة الابتكار الرقمي في عُمان، مستلهمةً من نجاح حاضنة الشركات الناشئة "ستيشن إف" في باريس. وتجري حاليًا مناقشات لدعم مركز الشركات الناشئة في عُمان، "تيرمينال 11".

تعزيز الحراك الدبلوماسي والاقتصادي

إلى جانب الشراكات القطاعية، تدعو فرنسا إلى تعزيز الحراك الاقتصادي وحرية التنقل بين الأفراد. وأكد الوزير فوريسييه دعم فرنسا القوي لإعفاء المواطنين العمانيين من تأشيرة شنغن، كما يؤيد بنشاط مبادرات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى إبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

أكد الوزير قائلاً: "ندعو إلى اتباع نهج مسؤول ومنفتح في اتفاقيات التجارة الحرة"، مشدداً على أهمية الاتفاقيات الدائمة طويلة الأمد. كما تعهد الوزير بالتزامه الشخصي والرسمي المستمر بهذه الجهود. وأعلن قائلاً: "سأعود شخصياً"، مضيفاً: "من المحتمل أن يزور الرئيس سلطنة عُمان أيضاً في المستقبل القريب. إننا نرغب حقاً في تعميق علاقاتنا".

تُشير هذه الزيارة إلى إحياءٍ حاسمٍ للحوار المنتظم رفيع المستوى. فالعلاقات الفرنسية العمانية، المبنية على أساسٍ من الثقة الراسخة، تشهد الآن تحديثاً وتفعيلاً سريعاً، مما يمهد الطريق لتعاونٍ اقتصادي واستثماري مستدامين، يُتوقع أن يعودا بالنفع على كلا البلدين في المستقبل.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تعزيز العلاقات العمانية الفرنسية، القائمة على الثقة المتبادلة والمتوافقة مع رؤية عمان 2040، يُتيح ذلك فرصاً كبيرة للشركات في مجالات التحول الطاقي، والفضاء، والتقنيات المتقدمة. ينبغي على المستثمرين الأذكياء استغلال هذا الزخم من خلال استهداف القطاعات المدعومة بالخبرات ورؤوس الأموال الفرنسية، ولا سيما الطاقة المتجددة ومراكز الابتكار الرقمي. مع ذلك، يتعين على الشركات أيضاً التعامل مع تعقيدات الاتفاقيات الثنائية المتوازنة لتحقيق أقصى قدر من النمو المستدام والوصول إلى الأسواق.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *