...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين عُمان والهند: كيف سيعزز فريق التنفيذ الخاص فرص الأعمال الثنائية؟

اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين عُمان والهند: كيف سيعزز فريق التنفيذ الخاص فرص الأعمال الثنائية؟

وقد سلطت وزارة التجارة والصناعة وتشجيع الاستثمار الضوء على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين سلطنة عمان وجمهورية الهند كدليل على العلاقات التجارية القوية بين البلدين.

يمثل هذا الاتفاق علامة فارقة في تعزيز التبادلات التجارية، وتسهيل الوصول إلى السلع والخدمات، وجذب الاستثمارات النوعية، وتوسيع نطاق التعاون عبر القطاعات ذات الأولوية لكلا البلدين.

أكدت الوزارة أن المفاوضات استندت إلى دراسات متخصصة، ولا سيما دراسة اقتصادية أجرتها شركة ديلويت آند توش. وقد تناولت هذه الدراسة الآثار المتوقعة على تحرير الرسوم الجمركية، ونمو الصادرات، وتوسيع الاستثمارات، مؤكدةً جدوى الاتفاقية وقدرتها على إضافة قيمة للاقتصاد الوطني، فضلاً عن تعزيز القدرة التنافسية للصادرات العمانية على الصعيد الدولي.

من أبرز الميزات تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الخام المستوردة من الهند. سيؤدي ذلك إلى خفض تكاليف الإنتاج داخل سلطنة عمان، ودعم سلاسل التوريد الصناعية، وتعزيز دور عمان كمركز استراتيجي للتجارة والخدمات اللوجستية يربط الخليج والشرق الأوسط والشرق الأقصى.

لضمان سلاسة التنفيذ، ستُشكّل الوزارة فريقاً وطنياً للتدخل السريع لمتابعة تطبيق الاتفاقية ومعالجة أي تحديات قطاعية أو على مستوى الشركات. وتجري حالياً اتخاذ الإجراءات التشريعية والقانونية اللازمة للمصادقة على الاتفاقية، بهدف تمكين دخولها حيز التنفيذ. وسيُعزز ذلك مكانة سلطنة عُمان في أنظمة التجارة العالمية، ويُرسّخ رؤيتها لاقتصاد متنوع قائم على القيمة، يتسم بالتنافسية والاستثمار المستدام.

امتدت مرحلة المفاوضات على خمس جولات رئيسية بين عامي 2023 و2025، وشملت نطاقاً واسعاً من القضايا، بما في ذلك الأطر القانونية، وقواعد المنشأ، والمعايير الصحية والفنية، وتيسير التجارة، وتجارة السلع والخدمات، والملكية الفكرية، وتسوية المنازعات. وقد أسفر الاتفاق المتوازن عن حماية مصالح الطرفين مع احترام التزامات سلطنة عُمان تجاه دول الخليج والدول الأخرى.

بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والهند حوالي 1.7 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، مما جعل الهند إحدى أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان، لا سيما في الصادرات غير النفطية مثل البولي إيثيلين واليوريا والجبس والإيثيلين والمنتجات البتروكيماوية والمعادن. ومن المتوقع أن يُسهم الوصول التفضيلي إلى الأسواق بموجب الاتفاقية في تعزيز التوسع التجاري.

حققت سلطنة عُمان مستوىً عالياً من تحرير التجارة، حيث استفادت 97.41 تريليون طن من السلع العُمانية، استناداً إلى أحجام الصادرات الحالية، من تخفيضات الرسوم الجمركية، بينما بلغ حجم وصول الهند إلى السوق حوالي 77.81 تريليون طن، مع أحكام خاصة للصناعات الوطنية الاستراتيجية. وقد منحت عُمان الهند تحريراً تدريجياً للرسوم الجمركية، ليصل إلى 99.22 تريليون طن، بما يتماشى مع السياسات الاقتصادية الوطنية التي تحمي الصناعات المحلية.

يتألف اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة من 16 فصلاً رئيسياً مع ملاحق فنية تتناول تجارة السلع، والرسوم الجمركية، وإجراءات الاستيراد والتصدير، وقواعد المنشأ، والتدابير الصحية، والملكية الفكرية، وحركة الأشخاص الطبيعيين، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والتعاون الاقتصادي، وتجارة الخدمات مع أحكام تتعلق بالوصول إلى السوق والشفافية.

كما يولي الاتفاق أولوية لحماية الصناعات الوطنية من خلال تدابير مكافحة الإغراق والتعويض والحماية، إلى جانب ضمانات ميزان المدفوعات. ويدعم الاتفاق سياسات عُمان الوطنية المتعلقة بتعمين المنتجات، بما في ذلك القيود المفروضة على بعض المهن.

تحتل الهند مرتبة متقدمة بين أفضل عشرة مصادر للاستثمار الأجنبي المباشر في سلطنة عمان، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات حوالي 286 مليون ريال عماني في الربع الأول من عام 2025. وتشمل القطاعات الرئيسية الحديد والصلب والأسمدة والطاقة النظيفة والرعاية الصحية والبتروكيماويات، مما يساعد على تعزيز سلاسل القيمة الصناعية والقدرة الإنتاجية وخلق فرص العمل.

ومن المتوقع أيضاً أن يعزز الاتفاق الأمن الغذائي والدوائي ويعزز التعاون في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا الحيوية والتجارة الرقمية والخدمات اللوجستية والتعدين والابتكار والفضاء والسياحة، بما يتماشى بشكل وثيق مع أهداف رؤية عمان 2040.

ساهمت المشاركة الفعّالة لأصحاب المصلحة في القطاع الخاص العماني خلال المفاوضات في ضمان أن يعكس الاتفاق واقع السوق وفرصه. وأكدت الوزارة أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تتوافق تمامًا مع التزامات دول مجلس التعاون الخليجي، ولا تعيق حركة التجارة داخل المجلس. وقد استُثنيت المشتريات الحكومية حفاظًا على السيادة التشريعية، وتؤكد المراجعات القانونية توافق الاتفاقية مع دستور سلطنة عمان والقانون الدولي.

تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن تحرير الرسوم الجمركية بين سلطنة عُمان والهند سيعزز القدرة التنافسية للمنتجات العُمانية، التي كانت تواجه سابقًا حاجزًا جمركيًا متوسطه 171 تريليون روبية في السوق الهندية. وبموجب اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، ستتمكن الشركات العُمانية من الوصول إلى سوق واسعة يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 1.7 تريليون روبية، وتضم أكثر من 400 مليون مستهلك، مما يُسهم في تعزيز النمو الصناعي وتوسيع نطاق الإنتاج.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين عُمان والهند (CEPA) محطة استراتيجية هامة من خلال تحرير تدفقات التجارة والاستثمار بين البلدين بشكل كبير، مما يجعل عُمان مركزًا تجاريًا ولوجستيًا تنافسيًا في المنطقة. وهذا يخلق بيئةً مثاليةً للشركات. فرص لخفض تكاليف الإنتاج من خلال تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الخام الرئيسية والتوسع في سوق الهند الضخمة التي تبلغ قيمتها 1 تريليون و17 تريليون دولار أمريكي وتضم أكثر من 400 مليون مستهلك. ينبغي على المستثمرين الأذكياء الاستفادة من هذا الوصول المحسن إلى السوق، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل البتروكيماويات والتصنيع والطاقة النظيفة والتجارة الرقميةمع الحرص على توخي الحذر بشأن تطبيق التدابير الوقائية للصناعات المحلية المضمنة في الاتفاقية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *