من المتوقع أن يحقق قطاع السياحة في سلطنة عمان هدفاً استثمارياً بقيمة 2.6 مليار ريال عماني: ما يعنيه ذلك للمستثمرين ورواد الأعمال؟
مسقط: يشهد قطاع السياحة في سلطنة عمان نمواً ملحوظاً، مدفوعاً باستثمارات عامة وخاصة كبيرة إلى جانب أهداف التنويع الطموحة المحددة في رؤية عمان 2040. وتؤدي استراتيجية الدولة المركزة على السياحة المستدامة ذات القيمة العالية إلى زيادة أعداد الزوار والاستثمارات الرأسمالية، مما يرسخ السياحة كركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي في المستقبل.
أفادت وزارة التراث والسياحة بأن مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي شهدت نموًا ملحوظًا، حيث بلغت 2.71 تريليون تريليون ين في عام 2024، وتشير التوقعات إلى استمرار هذا المستوى حتى عام 2025 استنادًا إلى البيانات الأولية للربع الأول. ويُعدّ هذا التقدم امتدادًا للنمو السابق، حيث ارتفعت مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 1.61 تريليون تريليون ين في عامي 2020 و2021 إلى 2.01 تريليون تريليون ين في عام 2022.
تهدف سلطنة عُمان إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، مستهدفةً الوصول إلى 3.5 تريليون ريال عُماني بحلول عام 2030 و5.3 تريليون ريال عُماني بحلول عام 2040. وتشير التوقعات الحالية إلى أن إجمالي الناتج السياحي سيبلغ 2.1 مليار ريال عُماني، مع قيمة مضافة مباشرة من السياحة تُقدّر بـ 1.1 مليار ريال عُماني. ويُعدّ ضخّ رأس مال كبير عنصراً أساسياً في هذا التوسع، حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات السياحية المخطط لها خلال الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025) إلى 2.6 مليار ريال عُماني، مما يؤكد التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع.
يدعم هذا التدفق الاستثماري توسيع الطاقة الاستيعابية لقطاع الإقامة في سلطنة عُمان وتعزيز جاذبيته. تضم السلطنة حاليًا 1022 فندقًا بإجمالي 35331 غرفة. والجدير بالذكر أن معظم هذا التطوير يتركز ضمن مجمعات سياحية متكاملة، تُشكل مراكز نمو استراتيجية. وتتصدر محافظة مسقط القائمة بـ 17 مجمعًا سياحيًا متكاملًا، تليها محافظة ظفار بخمسة مجمعات، والتي تشتهر بجذبها السياحي الموسمي خلال موسم خريف ظفار. وتشمل المحافظات الأخرى ذات الحضور الكبير في المجمعات السياحية المتكاملة: جنوب الباطنة (4 مجمعات)، وجنوب الشرقية (3 مجمعات)، ومسندم (مجمعان)، وشمال الباطنة (مجمع واحد). ويهدف هذا التوزيع الجغرافي المدروس إلى إطلاق العنان لإمكانيات السياحة الإقليمية المتنوعة، بما يُعزز الفوائد الاقتصادية الشاملة على مستوى البلاد.
تكشف بيانات الزوار عن سوق سياحي متوازن يشهد طلباً قوياً من القطاعين الدولي والمحلي. من المتوقع أن تستقبل سلطنة عُمان 3.9 مليون زائر وافد في عام 2024، ما يُدرّ إنفاقاً سياحياً وافداً بقيمة 989 مليون ريال عُماني. ولا تزال السياحة الداخلية قوية، حيث ساهم 13.6 مليون زائر محلي بإنفاق قدره 834 مليون ريال عُماني. ويستمر موسم خريف ظفار في كونه عامل جذب رئيسي، حيث استقطب 1.07 مليون زائر في عام 2025. وبشكل عام، بلغ عدد النزلاء في جميع فئات الإقامة 4.4 مليون نزيل، ما يُشير إلى تعافٍ ونمو سريعين بعد الاضطرابات العالمية. وتتجلى التحسينات في سهولة الوصول، حيث سُجّلت 588 رحلة طيران عارض خلال الفترة 2024/2025، ما يُعزز الرحلات المباشرة، لا سيما من الأسواق الأوروبية الرئيسية.
مع تقدم سلطنة عُمان نحو تحقيق أهداف رؤيتها 2040، يُعد قطاع السياحة مؤشراً رئيسياً على نجاح التنويع الاقتصادي. وتعكس الإنجازات القريبة من الأهداف في سعة الغرف وأعداد الزوار فعالية الاستثمارات الاستراتيجية، وتطوير البنية التحتية، واستهداف شرائح السوق بدقة.
مع تخصيص أكثر من 2.6 مليار ريال عماني للاستثمار، ووجود مراكز سياحية متخصصة ذات مواقع استراتيجية، لا تكتفي سلطنة عمان بتوقع النمو، بل تسعى جاهدةً لبناء اقتصاد سياحي مستدام وفعّال، يُتوقع أن يكون ركيزة أساسية لمستقبلها ما بعد النفط. ويؤكد الجمع بين ارتفاع الإنفاق السياحي الوافد والمشاركة المحلية القوية على مكانة السياحة كمحرك قوي ومرن لخلق الثروة الوطنية.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يشهد قطاع السياحة في سلطنة عمان تطوراً سريعاً ليصبح ركيزة التنويع الاقتصادي والمرونةمدفوعة باستثمارات استراتيجية بلغ مجموعها 2.6 مليار ريال عماني في إطار رؤية 2040. ينبغي على الشركات والمستثمرين الاستفادة من توسع مجمعات السياحة المتكاملة وقاعدة الزوار المتناميةوتستغل هذه الخطوة الزيادة الكبيرة في السياحة الدولية والمحلية على حد سواء لفتح آفاق جديدة في قطاعات الضيافة والخدمات والبنية التحتية. ويمثل هذا النمو المستدام مؤشراً على... سوق واعدة ذات اعتماد منخفض على النفط وجاذبية إقليمية مزدهرة، لكنها تتطلب تكيفًا سريعًا مع تفضيلات السياحة المتغيرة ومتطلبات البنية التحتية..
