مبادرة عُمان الذكية: تحويل كفاءة الحكومة لتعزيز فرص الأعمال في عُمان
تُعيد ثورة عُمان الهادئة في الحوكمة الرقمية صياغة مفهوم الجاهزية للاستثمار. لقد ولّى عصر الزيارات المتكررة للوزارات المختلفة والتعامل مع أكوام من الأوراق لتأسيس الأعمال.
واليوم، من خلال منصات مثل منصة عُمان للأعمال، واعتماد، وبلديتي، تبرز عُمان كواحدة من أكثر الاقتصادات مرونةً في التحول الرقمي في المنطقة، حيث تقدم للمستثمرين راحةً وشفافيةً وسرعةً لا مثيل لها.
يكمن الإنجاز الحقيقي في نهج عُمان للتحول الرقمي، كإصلاح إداري شامل لا مجرد ترقية سطحية. فمن خلال دمج أكثر من خمسين خدمة حكومية في بوابة إلكترونية واحدة تديرها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، حسّنت السلطنة بشكل كبير عملية تسجيل الشركات وترخيصها.
بالنسبة للعديد من المستثمرين، فإن القدرة على تسجيل الأعمال عن بعد ودفع الرسوم عبر الإنترنت تمثل تحولاً حاسماً بعيداً عن الممارسات البيروقراطية المرهقة التي كانت تثبط الاستثمار الأجنبي في السابق.
تُعزز مبادرات بلدية مسقط هذا التحول. فقد قلّصت منصة "اعتماد"، المُصممة لموافقات تصاريح الحفر، زمن المعالجة من ستة أشهر إلى عشرة أيام عمل فقط. وفي الوقت نفسه، يهدف النظام البلدي الموحد إلى ربط الخدمات البلدية في جميع المحافظات، مما يُحقق توحيدًا وكفاءةً في الحوكمة المحلية. تُعدّ هذه المبادرات جزءًا من استراتيجية وطنية أوسع نطاقًا تتماشى مع رؤية عُمان 2040 لإنشاء منظومة رقمية متكاملة.
يتميز نموذج عُمان بشموليته. فمن خلال رقمنة الإجراءات البلدية والاستثمارية، مكّنت الحكومة الشركات الصغيرة والمتوسطة من المنافسة على قدم المساواة مع الشركات الكبرى. ولم يعد الوصول إلى الخدمات مرهونًا بالقرب الجغرافي من العاصمة أو العلاقات الشخصية، بل يعتمد على أنظمة إلكترونية موثوقة. ويساهم هذا التحول الديمقراطي في الوصول إلى الخدمات في إحداث تحول في التفاعلات بين قطاع الأعمال والحكومة، ويعزز ريادة الأعمال في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، لا تزال رحلة التحول الرقمي الكامل مستمرة. ولا يزال بعض المستثمرين يواجهون أنظمةً مجزأة وأوقات معالجة غير متسقة بين المحافظات. ولا تنبع هذه التحديات من نقص الإرادة، بل من تعقيد مواءمة الجهات المتعددة ضمن إطار رقمي موحد.
إن استدامة التقدم سوف تعتمد على تحقيق التوافق التشغيلي ــ ضمان أن كل منصة، بدءاً من تسجيل الشركة إلى الحصول على الموافقة البيئية، تتواصل بسلاسة.
ورغم هذه التحديات، فإن التقدم الذي أحرزته سلطنة عمان مثير للإعجاب، وخاصة عندما ننظر إليه في السياق الإقليمي.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إصلاح الحوكمة الرقمية العميق في سلطنة عمان، والذي يتجسد في منصات موحدة مثل منصة عمان للأعمال ومنصة اعتماد، يقلل بشكل كبير من العقبات البيروقراطية، ويوفر خدمات أسرع وأكثر شفافية تعمل على تعزيز ثقة المستثمرينبالنسبة للشركات، هذا يعني تعزيز القدرة التنافسية وتسهيل دخول السوق، وخاصةً للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع المناطق. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء التركيز على الاستفادة من هذه الكفاءات الرقمية مع متابعة التحسينات المستمرة في قابلية التشغيل البيني للاستفادة الكاملة من المشهد الاقتصادي المتطور والمتكامل في عُمان.
