تيك توك توقع اتفاقية مشروع مشترك: ماذا يعني هذا للمستثمرين والشركات التي تواجه خطر الحظر الأمريكي؟
أعلنت شركة تيك توك عن اتفاقية مشروع مشترك مع مستثمرين، تُمكّنها من مواصلة العمل في الولايات المتحدة وتجنب الحظر المحتمل المرتبط بملكية الشركة الصينية. ويُنهي هذا التطور نزاعًا طويلًا حول تطبيق مشاركة الفيديوهات الشهير في الولايات المتحدة، حيث تُشير التقارير إلى أن تيك توك لديها أكثر من 170 مليون مستخدم.
بحسب مذكرة داخلية حصلت عليها وكالة فرانس برس، أبلغ شو تشو، الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، الموظفين بأن الشركة وشركتها الأم الصينية، بايت دانس، قد اتفقتا على هيكل الكيان الجديد. ومن بين كبار المستثمرين في المشروع المشترك شركات أوراكل وسيلفر ليك وMGX التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها. والجدير بالذكر أن لاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل، معروف بصداقته الطويلة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
أوضح تشو في المذكرة أن المشروع المشترك الأمريكي سيشرف على مجالات حيوية مثل حماية البيانات الأمريكية، وأمن الخوارزميات، ومراقبة المحتوى، وضمان جودة البرمجيات. وسيكون لهذا الكيان سلطة حصرية لضمان أمن المحتوى والبرمجيات والبيانات المتعلقة بالمستخدمين الأمريكيين.
يُخصّص هيكل الملكية نصف المشروع الأمريكي لتحالف من المستثمرين الجدد، حيث تمتلك كل من أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس 15%. وستمتلك الشركات التابعة الحالية لشركة بايت دانس ما يزيد قليلاً عن 30%، بينما ستحتفظ بايت دانس نفسها بما يقل قليلاً عن 20%، وهو الحد الأقصى المسموح به لشركة صينية بموجب اللوائح الأمريكية.
ستتولى كيانات TikTok Global US أيضًا مسؤولية التوافق العالمي للمنتجات والأنشطة التجارية المحددة، بما في ذلك التجارة الإلكترونية والإعلان والتسويق. وأشار تشو إلى أن هناك خطوات إضافية مطلوبة لإتمام الصفقة بحلول الموعد النهائي في 22 يناير.
يأتي هذا الترتيب استجابةً لتشريعٍ سُنّ في عهد الرئيس جو بايدن، يُلزم شركة بايت دانس إما بالتخلي عن عمليات تيك توك في الولايات المتحدة أو مواجهة حظرٍ في أكبر أسواقها. وقد أعرب مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم ترامب خلال ولايته الأولى، عن مخاوفهم من إمكانية استغلال الصين لتطبيق تيك توك لجمع بيانات عن الأمريكيين أو ممارسة نفوذٍ من خلال خوارزميته المتطورة.
أرجأ ترامب تطبيق هذا القانون عبر عدة أوامر تنفيذية، كان آخرها تمديد الموعد النهائي إلى يناير. وتتوافق الاتفاقية الجديدة مع إعلان البيت الأبيض في سبتمبر، الذي أكد إطار عمل تم الاتفاق عليه مع الصين للامتثال لتشريع عام 2024.
بعد إعلان سبتمبر، علّق ترامب قائلاً: "لو كان بإمكاني جعلها متوافقة تماماً مع مبادئ أمريكا العظيمة لفعلت، لكن للأسف لن تسير الأمور على هذا النحو". كما أشار إلى لاري إليسون من شركة أوراكل باعتباره شخصية رئيسية في الصفقة.
حظي إليسون، أحد أثرى أثرياء العالم، باهتمام متجدد من خلال تعاونه مع ترامب، لا سيما في مبادرات الذكاء الاصطناعي مع شركة OpenAI. كما دعم إليسون استحواذ ابنه ديفيد الأخير على شركة باراماونت، ويشارك في محاولة ديفيد المستمرة للاستحواذ على شركة وارنر بروس في مواجهة نتفليكس.
لم يُدلِ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غو جياكون، بتعليق مباشر على الصفقة، لكنه أكد مجدداً موقف بكين الثابت بشأن قضية تيك توك ووصفه بأنه "ثابت وواضح". ولم تُصدر شركة بايت دانس بياناً رسمياً حتى الآن.
ينظر خبراء الصناعة إلى الاتفاقية على أنها حل وسط هام يحافظ على وصول شركة بايت دانس إلى السوق الأمريكية المربحة. وقال لي تشنغ دونغ، مؤسس شركة دولفين الصينية للاستشارات التقنية: "إن استمرار عمليات الشركة في الولايات المتحدة يُعد بحد ذاته انتصاراً" لشركة بايت دانس.
— وكالة فرانس برس
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
مشروع مشترك لشركة تيك توك مع مستثمرين أمريكيين وأبوظبي للحفاظ على عملياتها الأمريكية يشير ذلك إلى تحول استراتيجي في الشراكات التقنية العالمية ويسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لأمن البيانات والامتثال التنظيمي. بالنسبة للشركات في سلطنة عمان، فإن هذا يخلق فرص لاستكشاف التعاون التقني عبر الحدود والاستفادة من المنصات الرقمية المتطورة مع مراعاة المخاطر الجيوسياسية. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء ضع في اعتبارك الدور المتزايد لحوكمة خصوصية البيانات والمشاريع المشتركة الدولية باعتبارها مفاتيح للنمو المستدام في الاقتصاد الرقمي.
