منصة الأمم المتحدة تفتح الأبواب أمام الموردين العُمانيين: ما يعنيه هذا لنمو الأعمال وفرص الاستثمار في عُمان
المسكات عنب طيب الشذا: نظمت غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ورشة عمل أمس بعنوان من السوق المحلية إلى السوق العالمية: تمكين الموردين في سلطنة عُمان عبر منصة الأمم المتحدة في مقر الغرفة بمسقط.
جمعت الفعالية زكريا بن عبد الله السعدي، الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عمان؛ والدكتور ثائر ياسين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في سلطنة عمان؛ وأصحاب الأعمال؛ وممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص؛ وخبراء دوليين من منظمة الأغذية والزراعة. وحضر الفعالية عدد من الشركات والموردين العمانيين لاستكشاف فرص توسيع حضورهم في الأسواق العالمية والمشاركة في أنظمة المشتريات الدولية.
أكد زكريا السعدي أن هذه المبادرة تُؤكد التزام غرفة تجارة وصناعة عُمان بتمكين القطاع الخاص العُماني وتعزيز مشاركته في الأسواق العالمية من خلال شراكات استراتيجية مع منظمات عالمية. وأشار إلى أن التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يلعب دورًا محوريًا في نقل الخبرات وتعزيز قدرة الشركات المحلية على المنافسة عالميًا، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040 وأهداف غرفة تجارة وصناعة عُمان في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز التنويع الاقتصادي.
وصف الدكتور ثائر ياسين ورشة العمل بأنها علامة فارقة في الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة وغرفة تجارة وصناعة عمان. وأشار إلى أن نظام مشتريات الأمم المتحدة يتجاوز $25 مليار دولار أمريكي سنويًا، ويغطي أكثر من 220 دولة ومنطقة، مما يوفر فرصًا واسعة للموردين حول العالم. ومع ذلك، ورغم تنافسية الشركات العمانية، لا تزال مشاركتها في مشتريات الأمم المتحدة محدودة، حيث لا تشكل سوى حوالي 0.06% من إجمالي الموردين المسجلين.
وفرت الورشة منصةً لتعزيز جاهزية الموردين العُمانيين للتسجيل والمنافسة بفعالية في المناقصات الدولية. وتم تعريف المشاركين بسوق الأمم المتحدة العالمي (UNGM)، وهي بوابة المشتريات المركزية التي تربط أكثر من 30 وكالة تابعة للأمم المتحدة بالموردين حول العالم. وتستضيف المنصة أكثر من 490,000 مورد مُسجل من أكثر من 190 دولة، منهم 313 موردًا من عُمان.
يوفر سوق الأمم المتحدة العالمي (UNGM) إمكانية الوصول إلى سوق عالمية شفافة وتنافسية ومستدامة، حيث يوجد أكثر من 95% من الموردين من الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وحوالي 86% منها في الدول النامية. وتُعتبر عُمان، المصنفة في المرتبة الخمسين عالميًا على مؤشر التنمية البشرية، دولة متقدمة للغاية تُسهم في توسيع شبكة الموردين العالمية.
تضمنت الورشة عروضًا فنية وجّهت الشركات العمانية خلال عملية تسجيل الموردين في سوق الأمم المتحدة العالمي. وشرح خبراء منظمة الأغذية والزراعة آليات الشراء، مثل طلب عروض الأسعار (RFQ)، ودعوة تقديم العطاءات (ITB)، وطلب تقديم العروض (RFP)، وطلب إبداء الاهتمام (REOI). كما شرحوا بالتفصيل معايير التقييم المستخدمة في تقييم العطاءات، والتي تشمل نظام التقييم الفني 70% ونظام التقييم المالي 30%، وشددوا على أهمية شفافية المقترحات وممارسات التوريد المستدامة المتوافقة مع معايير الأمم المتحدة.
قدّم سعيد إبراهيم، مسؤول المشتريات وسلسلة التوريد في منظمة الأغذية والزراعة في عُمان، معلوماتٍ حول أهم مبادرات المنظمة في عُمان. وتشمل هذه المبادرات مشروع سلسلة قيمة جبن الإبل في محافظة ظفار، الذي يدعم ريادة الأعمال النسائية، إلى جانب برامج تهدف إلى تعزيز تربية النحل، وإنتاج الدواجن، وأنظمة بذور الخضراوات، ومشاتل أشجار الفاكهة. كما سُلِّط الضوء على جهود المنظمة في الإدارة المشتركة لمصايد الأسماك، ومبادرات يوم الأغذية العالمي، التي تُعنى بالتصدي للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
التعاون بين غرفة تجارة وصناعة عُمان ومنظمة الأغذية والزراعة لدمج الموردين العُمانيين في السوق العالمية للأمم المتحدة يفتح فرصًا كبيرة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمانية للمشاركة في سوق المشتريات السنوي الذي تبلغ قيمته 1.4 تريليون ريال عمانيوتتماشى هذه الخطوة الاستراتيجية مع رؤية عُمان 2040، التي تعزز التنوع الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية. وينبغي للمستثمرين ورجال الأعمال الأذكياء التركيز على بناء القدرات، والتوريد المستدام، وإتقان عمليات المشتريات في الأمم المتحدة للاستفادة من هذه السوق الدولية غير المستغلة بشكل كامل.
