إدارة المشتريات والمرافق: استراتيجيات رئيسية لتعزيز الكفاءة المؤسسية وتعزيز أعمالك في عُمان
المسكات عنب طيب الشذاتطورت أدوار إدارة المشتريات والمرافق من وظائف مساعدة إلى محركات أساسية للاستدامة التشغيلية، وتحسين التكاليف، وتميز الخدمات داخل المؤسسات. وقد سُلِّط الضوء على هذا المنظور في نقاشٍ أُجري مؤخرًا مع راشد المسروري، الخبير العماني البارز في هذا المجال، والذي يُقدِّم رؤىً قيّمة حول المشهد المتغير لإدارة البنية التحتية المؤسسية في القطاعين العام والخاص في عُمان.
يؤكد المسروري على الحاجة المُلِحّة لتغيير جذري في كيفية النظر إلى هذه الوظائف. ويقول: "إدارة المرافق هي اليد الخفية التي تُبقي المؤسسات فاعلة، بينما تُمثّل المشتريات الشريان الاقتصادي الذي يضمن الاستمرارية والقيمة". ويؤكد أنه عندما يتم تنسيق إدارة المرافق والمشتريات استراتيجيًا، يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى تحسينات كبيرة وقابلة للقياس في الأداء.
على الرغم من تزايد الوعي بأهميتها، يشير المسروري إلى وجود العديد من التحديات التي لا تزال قائمة. وتشمل هذه التحديات النظرة التقليدية لخدمات الدعم، وتجزؤ العمليات بين العمليات والمشتريات، وتأخر التكامل الرقمي، وندرة الكوادر المؤهلة محليًا. وأشار إلى أن "هذه الإدارات غالبًا ما تُعتبر أعباءً إدارية، لكنها في الواقع حيوية لاستدامة المؤسسات على المدى الطويل".
يعتقد أن عُمان تمتلك البنية التحتية والطموح اللازمين لتحديث هذه المجالات. ومع ذلك، يعتمد النجاح على تطور الثقافات التنظيمية. "تُصبح الأدوات الرقمية، مثل أنظمة إدارة المرافق بمساعدة الحاسوب (CAFM) وتخطيط موارد المؤسسات (ERP)، أكثر فعاليةً عند دمجها ضمن نموذج حوكمة متطور يُمكّن صانعي القرار."
وفيما يتعلق بتحديث المشتريات، حدد المسروري ثلاث أولويات رئيسية:
- أتمتة كاملة لسير العمل لتعزيز الشفافية وتقليل التأخير.
- وضع سياسات واضحة تعمل على تعزيز المنافسة العادلة والتعاقد على أساس القيمة مقابل المال.
- إنشاء قاعدة بيانات وطنية للموردين لمراقبة الأداء وتسهيل المصادر الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، يدعو إلى اعتماد عقود قائمة على الأداء وتحليلات التكلفة والفائدة كممارسات قياسية في القطاعين العام والخاص. وأضاف: "يجب أن يُكافئ النظام النتائج لا مجرد الالتزام".
فيما يتعلق بالمواهب العمانية، يُعرب المسروري عن ثقته بقدرات جيل الشباب، ولكنه يُشدد على الحاجة إلى المزيد من التدريب العملي، وبرامج الشهادات الدولية مثل CIPS وIFMA، ومسارات راسخة للتقدم الوظيفي. "في هذا القطاع، تُعدّ مهارات حل المشكلات العملية بنفس أهمية الشهادات الأكاديمية."
واختتم كلمته بدعوة إلى العمل: "على القادة في القطاعين الحكومي والخاص إعادة النظر في تصوراتهم لهذه الوظائف. الاستثمار في إدارة المشتريات والمرافق ليس تكلفةً، بل هو استثمار في المرونة التشغيلية، والقيمة العامة، والتنمية الوطنية".
مع سعي عُمان المستمر لتحقيق أهداف رؤيتها 2040، سيظل تعزيز الفعالية المؤسسية والاستدامة أولوية قصوى. ويذكرنا خبراء مثل المسروري بأن أساس الكفاءة الاستراتيجية يكمن غالبًا في الوظائف التي قد لا تُلاحظ، ولكنها جوهرية لعملياتنا.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
التركيز على إدارة المرافق الاستراتيجية والمشتريات باعتبارها محركات أساسية للاستدامة التشغيلية، تُتيح فرصًا كبيرة للشركات في عُمان لتعزيز الكفاءة والميزة التنافسية. ومع ذلك، المخاطر المرتبطة بالتكامل الرقمي المتأخر ونقص العمالة الماهرة ويجب معالجتها بسرعة لتجنب عدم الكفاءة التشغيلية. ينبغي للمستثمرين ورجال الأعمال إعطاء الأولوية الاستثمارات في الأدوات الرقمية وبرامج التدريب لتتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040 والاستفادة من الإمكانات الكامنة في هذه القطاعات الحيوية.