وادي دربات مركزًا مزدهرًا لمشاريع الشباب: فرص للمستثمرين ورواد الأعمال خلال موسم الخريف في عُمان
شهد وادي دربات بمحافظة ظفار ازدهارًا ملحوظًا في الأنشطة الشبابية خلال موسم الخريف، تجلى في مجموعة متنوعة من المشاريع والمبادرات العمانية. تُبرز هذه المساعي روح الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب العماني، الذين يزدهرون في منطقة تشتهر بجمالها الطبيعي، وتجذب الزوار من جميع أنحاء السلطنة وخارجها.
تشمل مجموعة المشاريع مشاريع ترفيهية، وخدمات القوارب المائية، ومطاعم، وأكشاكًا متنقلة، وحرفًا يدوية، ومنتجات يدوية، بالإضافة إلى برامج بيئية وتوعوية مُخصصة للحفاظ على نظافة الوادي وسحره الطبيعي. ويعود نجاح هذه المشاريع إلى تلبية احتياجات السوق المحلية، مع تعزيز التجربة السياحية الشاملة.
تحظى هذه المبادرات بدعم مباشر من الجهات الحكومية المعنية، مما يعكس جهدًا استراتيجيًا لتمكين الشباب العُماني من الاستفادة من الإمكانات السياحية لموسم الخريف، لا سيما في المواقع النابضة بالحياة مثل وادي دربات. وقد برز هذا الموقع كمركز رئيسي للمشاريع الرائدة التي تدعم التنمية المحلية المستدامة.
وقد ساهمت المميزات الطبيعية لوادي دربات خلال موسم الخريف في تعزيز فرص ريادة الأعمال من خلال توفير بيئة مثالية لعرض المنتجات، وتطوير المهارات التجارية، وجذب السياح، وتوسيع الاقتصاد المحلي.
أشار محمد محسن المعمري، صاحب قوارب منتزه دربات، إلى أن المشروع انطلق رسميًا عام ٢٠٠٨ بعد مرحلة أولية متواضعة عام ٢٠٠٧، شهدت انخفاضًا في إقبال الزوار ومحدودية في الخدمات. بدأ المشروع بثلاثة قوارب وفريق عمل من أربعة أفراد، ثم توسع ليشمل أكثر من ٨٥ قاربًا يعمل بها ٣٣ موظفًا عمانيًا و١٥ موظفًا وافدًا. وسلط الضوء على تحسينات البنية التحتية والضيافة، بما في ذلك إنشاء مقهى حديث، مما ساهم في تلبية الطلب المتزايد وتقليل أوقات انتظار الزوار، وبالتالي إنعاش السياحة في الوادي.
وصف سالم محمد المعشني، صاحب منتجع دربات الريفي، مشروعه بأنه انعكاسٌ للتراث الريفي العُماني، ويقع في مكانٍ بارزٍ عند مدخل الوادي. يوفر المنتجع تجربة إقامةٍ أصيلة، مبنية من مواد طبيعية كالخشب والطين، ممزوجةً بمنتجات محلية كالسمن والعسل والفخار. وأشار إلى خططٍ للتوسع مستقبلاً نظرًا للطلب المتزايد، مؤكدًا على دور هذه المشاريع التراثية في تعزيز السياحة المجتمعية ودعم الحرفيين والمنتجين المحليين.
في هذه الأثناء، روى سعيد مهد المعشني، صاحب مشروع "أكواخ دربات"، أن مشروعه بدأ قبل أربع سنوات بثلاثة أكواخ، والآن يضم تسعة أكواخ بتصميمين مختلفين. يقدم المشروع خدمات الضيافة وسط المناظر الطبيعية الخلابة للوادي، ويجذب الزوار من عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي على حد سواء.
في قطاع سياحة المغامرات، سلّط المهندس عبد الحكيم عامر المعشني، الشريك المؤسس لشركة ظفار للسياحة والاستثمار، الضوء على مشروع الانزلاق بالحبل الذي أُطلق في وادي دربات عام ٢٠٢٢، والذي بدأ بمسار بطول ١٢٠ مترًا. وتبع ذلك تطورات سريعة، شملت إضافة مسارات مزدوجة تُتيح رحلات ذهابًا وإيابًا وموقعين للتجربة، مما وفّر حوالي ٦٠ فرصة عمل مؤقتة للشباب العُماني. وتشمل خطط هذا العام إنشاء مسار انزلاق بالحبل الرئيسي بأربعة مسارات ذهابًا وإيابًا، مما يُتيح توظيف حوالي ١٤٠ باحثًا عن عمل. ويهدف المشروع إلى تطوير سياحة المغامرات مع تدريب الكوادر العُمانية على الأدوار التشغيلية والإدارية.
في قطاع الأغذية والمشروبات، أوضح محمد خالد جعبوب، صاحب مقهى "فوغ لندن"، أن مشروعه استلهمه من شغفه بالطبيعة ورغبته في مزج النكهات العصرية مع البيئة الخلابة. يطل المقهى على وادي دربات، ويقدم تشكيلة من المشروبات والحلويات والوجبات الخفيفة في أجواء راقية، مع جلسات داخلية وخارجية. وأكد جعبوب على شعبية المقهى بين الزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة وسط الضباب والخضرة، مؤكدًا استعداد وادي دربات لاحتضان مشاريع نوعية تُثري التجربة السياحية.
يعكس التحول النابض بالحياة في وادي دربات خلال موسم الخريف الإمكانات الديناميكية لريادة الأعمال التي يقودها الشباب والمرتبطة بالسياحة المستدامة والتراث الثقافي المحلي.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يسلط الضوء على الطفرة الديناميكية في ريادة الأعمال في وادي دربات خلال موسم الخريف الإمكانات المتنامية لسلطنة عُمان في مجال السياحة المستدامة القائمة على المجتمعبالنسبة للشركات، هذا يعني فرص للابتكار حول العروض الصديقة للبيئة والعروض الثقافية الأصيلةبينما ينبغي على المستثمرين النظر في دعم المشاريع التي توازن بين الحفاظ على الطبيعة والبنية التحتية السياحية القابلة للتطوير. يجب على رواد الأعمال الأذكياء التركيز على تعزيز تجارب الزوار من خلال تنويع الخدمات والاستفادة من الدعم الحكومي للاستفادة من الطلب المتزايد من السياح المحليين ودول مجلس التعاون الخليجي.