...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
الهيدروجين الأخضر يُرسّخ استراتيجية الطاقة في عُمان: ما يعنيه هذا للمستثمرين ونمو الأعمال

الهيدروجين الأخضر يُرسّخ استراتيجية الطاقة في عُمان: ما يعنيه هذا للمستثمرين ونمو الأعمال

أكد وزير الطاقة والمعادن العماني المهندس سالم بن ناصر العوفي أن سيكون الهيدروجين الأخضر حجر الزاوية في إطار الطاقة المستقبلية للسلطنة، حيث تسعى سلطنة عمان إلى تحقيق التوازن بين الاستخدام المستمر للنفط والغاز مع التطور السريع للطاقة المتجددة.

في مقابلة حصرية مع مجلة تواصل، أوضح العوفي أن تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام ٢٠٥٠ يتطلب استثمارًا كبيرًا ومستدامًا في البحث والتطوير. وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية لدفع عجلة التحول في مجال الطاقة بنجاح.

قال العوفي: "لا نعتبر مصادر الطاقة المتجددة بدائل مباشرة للنفط والغاز، بل مكملاً استراتيجياً ضمن منظومة طاقة متنوعة ومتعددة المصادر". وأضاف: "هدفنا ليس الاستغناء التدريجي عن النفط والغاز، بل توسيع نطاق مصادر الطاقة لدينا".

وأكد الوزير أنه في حين تظل الوقود الأحفوري حيويا للاقتصاد العالمي، فإن سلطنة عمان تتبع نهجا مزدوجا: تسخير التقنيات المتقدمة لتعزيز الكفاءة والاستدامة في الهيدروكربونات، إلى جانب تسريع المشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.

اتخذت عُمان خطواتٍ فعّالة للنهوض بأجندتها الخاصة بالهيدروجين الأخضر، بما في ذلك تأسيس شركة هيدروم كجهة تنسيق وطنية، وتخصيص مساحاتٍ استراتيجية لأغراض الإنتاج والتصدير. ووقّعت السلطنة العديد من الاتفاقيات مع شركات ومستثمرين دوليين، وتعمل على مواءمة أطر سياساتها مع معايير السوق العالمية.

أشار العوفي إلى أن "أولوياتنا الحالية تشمل تطوير البنية التحتية للنقل والتصدير، ورعاية الكفاءات الوطنية المؤهلة، وتحديث اللوائح التنظيمية لتلبية المتطلبات العالمية". وأضاف: "في حين تواجه مشاريع بهذا الحجم تحديات، فإننا نعتبرها فرصًا للنمو".

كما سلط الضوء على جامعة السلطان قابوس كشريك استراتيجي رئيسي في تطوير قطاع الطاقة. وقد تم تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الطاقة والمعادن وجامعة السلطان قابوس لتعزيز التكامل البحثي، ودعم مشاريع التخرج، وإنشاء مختبرات متخصصة تُركز على دراسات تحولات الطاقة والمعادن النادرة.

وقال العوفي: "إن تحقيق صافي الصفر سيتطلب استثمارًا مستمرًا في البحث والتطوير، وخاصة في مجال الهيدروجين، وتقنيات الغاز النظيف، واحتجاز الكربون وتخزينه، وإعادة تدوير النفايات الصناعية".

مؤخرًا، حددت الوزارة احتياطيات واعدة من النحاس والكروم في شمال الشرقية بموجب اتفاقيات امتياز جديدة، بينما تواصل شركة تنمية نفط عُمان تقييم الجدوى التجارية لاكتشافات النفط والغاز الجديدة في المربع 6. بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم مواقع طاقة الرياح عالية الإمكانات للتطوير من خلال شراكات مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

دعا العوفي إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وخبراء القطاع، مؤكدًا على أهمية دمج المعرفة النظرية بالتطبيق العملي. وقال: "المعرفة التي تبقى نظرية تُهدر، والاستكشاف دون أساس علمي يُعرّض الموارد للخطر". وأضاف: "أعظم الإنجازات تبدأ بفكرة، يتبعها بحث، وتُتوّج بالنجاح".


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

التركيز الاستراتيجي لسلطنة عمان على الهيدروجين الأخضر باعتباره حجر الزاوية في مشهد الطاقة المستقبلي تشير إلى تحول تحويلي يقدم فرص استثمارية وابتكارية كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، والبحث والتطوير، وتطوير البنية التحتية. ينبغي على الشركات والمستثمرين النظر إلى النهج المزدوج للسلطنة - الموازنة بين الوقود الأحفوري وتنويع مصادر الطاقة المتجددة - كفرصة للانخراط في قطاعات الطاقة الناشئة، مع الاستفادة من التعاون الحكومي مع الأوساط الأكاديمية والصناعية. يجب على المستثمرين الأذكياء مراعاة الأطر التنظيمية المتطورة وإمكانات التصدير المتنامية للطاقة الخضراء، ليتمكنوا من تعزيز مكانتهم في منظومة الطاقة متعددة المصادر هذه.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *