المركز الوطني للابتكار يُرسّخ طموحات عُمان في مجال التكنولوجيا الذكية: ما يعنيه للمستثمرين ورواد الأعمال في عُمان
مسقط: قال المهندس سعيد بن عبدالله المنذري، الرئيس التنفيذي لمجموعة ITHCA، الذراع الاستثماري التكنولوجي لهيئة الاستثمار العمانية، إن إطلاق المركز الوطني للابتكار في سلطنة عمان يمثل علامة فارقة في التقدم التكنولوجي للبلاد، ويؤسس لسلطنة عمان كمركز إقليمي لتصميم أشباه الموصلات وتقنيات الاتصالات الذكية.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة أوبزرفر عقب اتفاقية استثمار بقيمة $20 مليون دولار بين ITHCA وشركة موفاندي الأمريكية، أكد المنذري أن المبادرة تتوافق مع تطلعات رؤية عمان 2040 لتطوير اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
أوضح قائلاً: "لا يقتصر مركز الابتكار على التكنولوجيا فحسب، بل يهدف إلى تمكين الأفراد. وسينصب تركيزه الأساسي على تنمية الخبرات العمانية في تصميم أشباه الموصلات، وأنظمة الاتصالات اللاسلكية، والشبكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تُشكل هذه القطاعات جوهر الاقتصاد الرقمي العالمي، وتهدف عُمان إلى أن تكون مشاركًا فاعلًا لا مجرد مستهلك."
أوضح المنذري خطط المركز للتعاون الوثيق مع الجامعات العمانية ومعاهد البحث وشركات التكنولوجيا العالمية الرائدة لتوفير تدريب متقدم للمهندسين والطلاب. ويهدف هذا النهج إلى بناء قاعدة مستدامة من الكفاءات القادرة على تصميم وتطوير تقنيات تلبي المعايير العالمية.
وأضاف أن "هذا الاستثمار يخدم هدفين رئيسيين: تعزيز رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب وتنمية المهارات، والمساهمة بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تصدير التقنيات المصممة والمطورة داخل سلطنة عمان".
كما سلّط الضوء على الاستراتيجية المتكاملة لسلطنة عُمان، التي تربط وزارات العمل والاستثمار والتعليم العالي، مما يُهيئ بيئةً جاذبةً لشركاء التكنولوجيا الأجانب. وقال المنذري: "لقد هيأنا بيئةً تُمكّن الشركات من إنشاء مقراتها الإقليمية في عُمان، مع الاستفادة من الخبرات المحلية والبنية التحتية البحثية المتطورة".
من المتوقع أن يكون مركز الابتكار مركزًا إقليميًا يربط الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا بقطاع أشباه الموصلات والاتصالات المتنامي في عُمان. ويهدف المشروع إلى جذب شركات ومستثمرين عالميين رائدين بالاستفادة من موقع عُمان الاستراتيجي وبنيتها التحتية الرقمية المتينة.
وأشار المنذري إلى أن "رؤيتنا تتمثل في أن تصبح عُمان مركزًا إقليميًا للتصميم والبحث والتطوير، يدعم ليس فقط الشركات الأمريكية، بل أيضًا شركاء من آسيا وأفريقيا". وأضاف: "ستُسهم الخبرات التي نوفرها في دفع عجلة الابتكار، وتأمين براءات الاختراع، وتوليد صادرات عالية القيمة".
وكشف كذلك أن شركة موفاندي، التي تمتلك أكثر من 120 براءة اختراع، ستتعاون مع المهندسين العمانيين لتقديم براءات اختراع جديدة يتم تطويرها من خلال مركز مسقط للابتكار، وبالتالي تعزيز محفظة الملكية الفكرية في عمان ومخرجات البحث.
وصف المنذري هذه المبادرة بأنها حجر الزاوية في استراتيجية مجموعة ITHCA طويلة المدى، التابعة لجهاز الاستثمار العماني، والرامية إلى تنويع اقتصاد عُمان وتعزيز قدراته الرقمية. وأضاف: "نستثمر في صناعات مستقبلية مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والاتصال الذكي. وسيشكل مركز الابتكار أساسًا للنمو الوطني في هذه القطاعات، وسيعزز سمعة عُمان كشريك إقليمي موثوق في المجالات التكنولوجية المتقدمة".
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن إنشاء المركز الوطني للابتكار في سلطنة عمان يمثل قفزة استراتيجية نحو أن تصبح قوة إقليمية في تصميم أشباه الموصلات وتقنيات الاتصالات الذكية، بما يتماشى بشكل مباشر مع رؤية عُمان 2040. بالنسبة للشركات، هذا يفتح الفرص المتاحة في الصناعات القائمة على المعرفة والصادرات عالية التقنيةفي حين ينبغي للمستثمرين الأذكياء أن يأخذوا في الاعتبار النظام البيئي المتنامي المدعوم بالتنسيق الحكومي والشراكات التكنولوجية العالمية باعتباره أرض خصبة للابتكار ونمو الاقتصاد الرقمي على المدى الطويل.