سيرونا تطلق مشروع مورينجا لالتقاط ثاني أكسيد الكربون: ما يعنيه لفرص الاستثمار المستدامة في عُمان
مسقط: قامت شركة سيرونا تكنولوجيز البلجيكية الناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة بتشغيل أول وحدة لالتقاط الهواء المباشر (DAC) في إطار مشروع مورينجا، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون (CO₂) مباشرة من الغلاف الجوي لمكافحة تغير المناخ.
يقع المشروع في منطقة محضة، شمال عُمان، حيث ستنشر شركة سيرونا وحدات التقاط ثاني أكسيد الكربون تعمل بالطاقة الشمسية لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لاحقًا عن طريق التمعدن في صخور البريدوتيت الوفيرة في المنطقة. ومع ذلك، أوضحت الشركة، ومقرها بروكسل، أن عملية التمعدن نفسها تقع حاليًا خارج نطاق المشروع المباشر.
أكدت شركة سيرونا تكنولوجيز أن مشروع مورينغا هو أكثر مواقعها تطورًا حتى الآن في الشرق الأوسط. يستخدم المشروع وحدات امتصاص التأرجح الحراري الفراغي (TVSA) من سيرونا، والتي تعمل في البداية بمولدات الديزل الحيوي، ولكن من المقرر أن تتحول لاحقًا إلى الطاقة الشمسية النظيفة. بمجرد الحصول على الموافقات التنظيمية، سيتم تعدين ثاني أكسيد الكربون الملتقط في تكوينات البريدوتيت من خلال شراكات مع مزودي التقنيات المناسبة للتخزين الدائم والقابل للتحقق.
تقوم الشركة حاليًا بتشغيل وحدة DAC أولية بطاقة إنتاجية 300 طن سنويًا لاختبار هذه التقنية في ظروف واقعية. تُعد هذه الخطوة بالغة الأهمية لتوسيع نطاقها إلى 1800 طن سنويًا بحلول عام 2026. وأكد سيرونا أن المشروع يُظهر قابلية توسع سريعة من خلال نظامه المعياري الجاهز للاستخدام الفوري، وسيُمكّن الشركة من الحصول على أول اعتمادات معتمدة لإزالة ثاني أكسيد الكربون.
صُممت وحدات DAC من مشروع مورينغا على شكل حاويات، وهي تدعم التوسع التدريجي، مما يسمح بالإنتاج بكميات كبيرة والنشر السريع. وتُعد هذه الأنظمة مناسبة بشكل خاص للمناطق ذات الموارد الشمسية الوفيرة والظروف الجيولوجية المواتية، مثل عُمان والإمارات العربية المتحدة.
يُبرز اختيار شركة سيرونا لسلطنة عُمان الدور الناشئ للسلطنة كمركز عالمي لتعدين ثاني أكسيد الكربون الدائم، بفضل تكويناتها الصخرية البريدوتيتية الواسعة. وتتجلى هذه الخبرة أيضًا في شركة 44.01، الشركة العُمانية الرائدة في مجال تكنولوجيا المناخ، والتي حازت على العديد من الجوائز الدولية لمشاريعها التجريبية في عُمان والإمارات العربية المتحدة. باستخدام عملية تُذيب ثاني أكسيد الكربون في الماء وتُحقنه في تكوينات البريدوتيت، تُحوّل تقنية 44.01 ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم إلى معادن كربوناتية مستقرة، مما يُولّد أرصدة كربونية للجهات المعنية.
يُعدّ احتجاز الكربون وتخزينه استراتيجيةً رئيسيةً تدعم طموحات عُمان نحو تحقيق صافي انبعاثات صفري. وتتعاون وزارة الطاقة والمعادن بنشاط مع الجهات المعنية في القطاع لتطوير اللوائح والسياسات المتعلقة باحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه ومبادرات الهيدروجين الأزرق.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن تبني سلطنة عمان الاستراتيجي لتقنيات التقاط الكربون المتطورة، مثل وحدات التقاط الهواء المباشر التي تعمل بالطاقة الشمسية من شركة سيرونا تكنولوجيز، يضع السلطنة في مكانة رائدة في مجال الابتكار المناخي ومركزًا حيويًا للاستثمار المستدام في الشرق الأوسط. لا تتوافق هذه المبادرة مع طموحات عُمان نحو تحقيق صافي الصفر فحسب، بل تفتح أيضًا فرص كبيرة للشركات والمستثمرين في أسواق التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة وائتمان الكربون. وينبغي لرواد الأعمال الأذكياء أن يراقبوا عن كثب التطورات التنظيمية المتعلقة باحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه والهيدروجين الأزرق للاستفادة من الحوافز والشراكات الناشئة في هذا القطاع سريع التطور.
