دور الجمعيات التعاونية في عُمان: رؤى رئيسية من ندوة جمعية التعاونيات العمانية للمستثمرين وأصحاب الأعمال
فيصل العجمي
مسقط، 22 أكتوبر
عقدت الجمعية الاقتصادية العمانية ندوتها الثامنة والعشرين للمجلس الاقتصادي في 21 أكتوبر 2025، بمقر عمانتل، وركزت على موضوع "الجمعيات التعاونية: الواقع والطموحات" أقيم الحدث تحت رعاية سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد، وجمع نخبة من العلماء والاقتصاديين والإعلاميين.
وكان من بين المشاركين البارزين محمد بن حسن العنسي، ممثل مجلس الشورى عن ولاية صلالة؛ ونصرة بنت سلطان الحبسية، المديرة العامة للتجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار؛ وناجي بن درب غشم الشقري، المدير العام السابق لشركة سبينيس ورائد أعمال نشط.
أكد الدكتور خالد بن سعيد العامري، رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية، على الدور العالمي الهام للتعاونيات. وأشار إلى أن التعاونيات، التي بدأت مع رواد روتشديل في إنجلترا في القرن الثامن عشر، نمت لتبلغ حوالي ثلاثة ملايين تعاونية حول العالم، وتضم أكثر من مليار عضو. وتولد أكبر 300 تعاونية مبيعات بقيمة 1.4 تريليون ريال عُماني، وتوفر فرص عمل لأكثر من 100 مليون شخص، متجاوزةً بذلك العديد من الشركات متعددة الجنسيات من حيث الحجم. وأكد الدكتور العامري أن التعاونيات لا تقتصر على كونها كيانات اقتصادية قوية فحسب، بل هي أيضًا مؤسسات اجتماعية حيوية تعزز تمكين المجتمعات المحلية وتساهم في الاستقرار الاقتصادي العالمي.
أكد عبدالله بن محمد العبري، عضو الجمعية الاقتصادية العمانية، على الدور الحيوي للتعاونيات الاستهلاكية في دعم الاقتصاد الوطني. وأشار إلى مساهمتها الكبيرة في إضافة القيمة المحلية ودورها في تمكين المنتجين المحليين من الوصول إلى أسواق أوسع. ووصف العبري هذه التعاونيات بأنها "مبادرات شعبية" تضمن استمرارية التداول المالي داخل البلاد، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي المحلي.
وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجهها التعاونيات الاستهلاكية، أشار العبري إلى أنه على الرغم من وجود أطر قانونية، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى المزايا والفوائد الكافية. وأكد على الحاجة الماسة إلى معاملة تفضيلية لتمكين هذه التعاونيات من الازدهار والتنافسية. كما سلط الضوء على الحوكمة كقضية رئيسية، مشددًا على ضرورة وجود عمليات صنع قرار واضحة، ومساءلة، وهياكل إدارية شفافة لضمان الاستدامة والتنمية.
أكد محمد بن حسن العنسي على أهمية التعاونيات الاستهلاكية في استقرار الأسعار خلال الأزمات، ودعم المنتجين المحليين والمشاريع الصغيرة، والحفاظ على القيمة الاقتصادية للمجتمعات. وأضاف أن التعاونيات تُمكّن المواطنين كمستهلكين ومساهمين، وتُعزز خلق فرص العمل، والحد من التجارة غير الرسمية، وتعزز التنمية المحلية المستدامة.
قدمت معالي السيدة نصرة بنت سلطان الحبسية اللائحة التنفيذية للتعاونيات الاستهلاكية الصادرة عام ٢٠٢٣. وتوضح اللائحة إجراءات الترخيص، والتزامات التعاونيات، وأطر مشاركة الأعضاء، مع تحديد مساهمات الشركاء التي يجب أن تتراوح بين ٥١ و٢٥١ مليون ريال سعودي. كما استعرضت الحوافز والتسهيلات المقدمة للتعاونيات الاستهلاكية، إلى جانب الإجراءات الرقابية والتنظيمية التي تضمن عملها بفعالية وشفافية.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن التركيز المتزايد على التعاونيات الاستهلاكية في عُمان يشير إلى فرصة استراتيجية للشركات للاستفادة منها مشاركة المجتمع المحلي والإدماج الاقتصادي مع استقرار الأسواق ودعم المنتجين المحليين. ومع ذلك، للاستفادة الكاملة من هذه الإمكانات، يجب على رواد الأعمال والمستثمرين إعطاء الأولوية لأطر الحوكمة القوية والدعوة إلى تعزيز الحوافز القانونية التي تعزز المزايا التنافسية. وينبغي لأصحاب المصلحة الأذكياء أيضاً اعتبار التعاونيات وسيلةً للتنمية المستدامة وخلق فرص العمل، ومواءمة استراتيجياتها مع الأهداف الاقتصادية الوطنية والأطر التنظيمية لتحقيق أقصى قدر من التأثير.