...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
استثمار 1.4 مليار ريال عماني في شبكة الطاقة الخضراء العملاقة في عُمان: الآثار المترتبة على المستثمرين وأصحاب الأعمال

استثمار 1.4 مليار ريال عماني في شبكة الطاقة الخضراء العملاقة في عُمان: الآثار المترتبة على المستثمرين وأصحاب الأعمال

قطاع البنية التحتية في عُمان على أهبة الاستعداد للنمو بفضل الاستثمارات الرأسمالية الاستراتيجية

المسكات عنب طيب الشذايتقدم قطاع البنية التحتية وتمويل المشاريع في سلطنة عُمان بخطى ثابتة من خلال برنامج شامل للاستثمار الرأسمالي يهدف إلى ضمان أمن الطاقة على المدى الطويل، مع دفع عجلة التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة في رؤية عُمان 2040. تُمهّد هذه المبادرة الطريق لعقد من النمو المطرد والريادة في تحوّل المنطقة نحو الطاقة الخضراء. وتُعزز التحسينات الأخيرة في الكفاءة التشغيلية، إلى جانب الدعم الحكومي القوي، هذه النظرة المتفائلة، كما هو موضح في تقرير موديز الصادر في 12 نوفمبر.

يُعد برنامج رأس المال التحويلي محور هذه الاستراتيجية. ومن المقرر أن تستثمر شركات المرافق الرئيسية الثلاث - الشركة العمانية لنقل الكهرباء ش.م.ع.م (OETC)، وشركة نماء لتوزيع الكهرباء ش.م.ع.م (NEDC)، وشركة ظفار للخدمات المتكاملة ش.م.ع.م (DISC) - 1.4 مليار ريال عماني من عام 2025 إلى عام 2027. لا يقتصر هذا الاستثمار على الحفاظ على الأصول الحالية فحسب؛ بل يضع الإطار لشبكة الطاقة الخضراء العملاقة المستقبلية في عُمان، مما يسهل تحقيق الهدف الوطني المتمثل في الحصول على الطاقة 30% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ومعالجة نمو الطلب السنوي المتوقع بنحو 4%.

تأتي هذه المبادرة الاستثمارية متعددة السنوات في أعقاب إعادة هيكلة ناجحة للقطاع في عام ٢٠٢٣، والتي دمجت خمس شركات في ثلاث شركات، مما عزز حجم العمليات وقلّل من التشرذم. وقد ساهمت إعادة التنظيم هذه في مواءمة القطاع ضمن إطار تخطيطي وتنظيمي أكثر تماسكًا. ووفقًا لموديز، فقد بدأت هذه التغييرات تُحقق بالفعل تآزرًا من خلال توحيد العمليات وتحسين الإدارة المالية عبر كل من النظام الرئيسي المترابط (MIS) والشبكات الريفية. وقد بلغ الدعم المالي من شركة نماء القابضة 225 مليون ريال عماني كما لعبت الاستثمارات طويلة الأجل في الفترة من 2021 إلى 2023 دورًا حاسمًا في استقرار الميزانيات العمومية وتعزيز قواعد الأصول المنظمة للمرافق العامة.

إن المشروع الرائد الذي يدفع القطاع إلى مرحلته التالية هو مشروع شركة OETC رابط نقل الرباط جهد 400 ك.ف، مبادرة رائدة تربط أنظمة الطاقة الشمالية بالمحافظات الوسطى والجنوبية. عند اكتماله، يهدف مشروع "ربط" إلى دمج المناطق التي تعتمد تاريخيًا على توليد الطاقة بالديزل المكلف وكثيف الكربون، مما يُسهّل استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع، ويعزز مرونة الشبكة، ويُخفّض بشكل كبير تكاليف التشغيل على المدى الطويل. يُعدّ هذا المشروع محوريًا في إطلاق إمكانات الطاقة المتجددة في عُمان وضمان إمدادات طاقة موثوقة للقطاعات الصناعية والمنازل.

في حين أن موجة الاستثمار قد تضغط على التدفق النقدي الحر وتزيد من الاقتراض في السنوات المقبلة، إلا أن الأساس المالي للقطاع لا يزال متينًا. تُمثل البيئة التنظيمية السائدة قوة ائتمانية رئيسية، إذ توفر عوائد متوقعة على قاعدة أصول منظمة متنامية، وأساليب شفافة لاسترداد التكاليف، ورؤية واضحة للتدفقات النقدية طويلة الأجل. ورغم تطور هياكل التعريفات لتعزيز التنافسية الاقتصادية، إلا أنها لا تزال مدعومة بلوائح تنظيمية واضحة ورقابة مستقلة.

إن التحدي الكبير - والفرصة - يكمن في 2.3 مليار ريال عماني من الديون المستحقة بين عامي 2026 و2027، وهو ما تُحدده موديز بأنه لحظة حاسمة لإعادة تمويل القطاع. وبدلاً من اعتباره مخاطرة، يرى المستثمرون فيه فرصةً لخيارات تمويل تنافسية طويلة الأجل، بما في ذلك السندات الخضراء والصكوك والأدوات المرتبطة بالاستدامة، والتي تتماشى مع التحول الطاقي في عُمان.

الأهم من ذلك، أن الدعم الحكومي ثابت: فالشركات المملوكة بالكامل، مثل شركة تنمية الطاقة الوطنية، تستفيد من المادة 67 من قانون القطاع، التي تلتزم وزارة المالية بموجبها بتأمين التمويل اللازم للشركات للوفاء بالتزاماتها. هذا الدعم المؤسسي يُخفف بشكل كبير من مخاطر إعادة التمويل ويُعزز ثقة المُقرضين.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

الدفع الاستراتيجي لسلطنة عمان نحو أمن الطاقة على المدى الطويل يسلط الضوء على لحظة محورية للشركات، ويقدم فرص الاستثمار في البنية التحتية الخضراء حيث تهدف الدولة إلى الحصول على 301 طنًا من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. ومع ذلك، مع 2.3 مليار ريال عماني من الديون المستحقةينبغي على المستثمرين الحكماء أن يأخذوا في الاعتبار البحث عن حلول تمويلية تنافسية مثل السندات الخضراء للاستفادة من ظروف السوق مع مراعاة التغييرات التنظيمية. ويعزز الدعم الحكومي القوي إمكانات القطاع، مما يوفر بيئة خصبة لـ الأدوات المالية المبتكرة والنمو المستدام.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *