...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
تسارع الجاهزية السيبرانية في عُمان: ما يعنيه هذا للمستثمرين وأصحاب الأعمال

تسارع الجاهزية السيبرانية في عُمان: ما يعنيه هذا للمستثمرين وأصحاب الأعمال

مسقط، ١٦ نوفمبر - تدخل عُمان مرحلةً محوريةً في تطوير الأمن السيبراني، حيث يؤكد خبراء القطاع أن مرونة الدولة لا تعتمد فقط على أطر عمل متينة، بل أيضًا على التنفيذ الفعال والمستمر. وقد طُرحت هذه الرؤية المهمة خلال حلقة نقاشية ضمن منتدى Cysec عُمان، حيث بحث المتخصصون تحديات ترجمة استراتيجيات الأمن السيبراني إلى نتائج ملموسة.

أقرّت اللجنة بأن عُمان قد أرست أساسًا استراتيجيًا متينًا. فقد ساهمت أطر الأمن السيبراني الوطنية، واللوائح الخاصة بالقطاعات، ومركز الدفاع السيبراني، وسياسات حماية البيانات، جميعها في تعزيز الحوكمة في مختلف القطاعات بشكل ملحوظ. ومع ذلك، اتفق الخبراء على أن التحدي المُلحّ الآن يكمن في التنفيذ، مع تفاوت التقدم في سرعة النشر، وقدرة القوى العاملة، والتنسيق بين القطاعات.

تختلف المخاطر اختلافًا ملحوظًا بين القطاعات. على سبيل المثال، حققت المؤسسات المالية تقدمًا في نضج الأمن السيبراني بفضل الأطر الصارمة للبنك المركزي العُماني للأمن السيبراني واستمرارية الأعمال. وقد مكّنت هذه الأطر البنوك والهيئات المالية من استيفاء المعايير الدولية والاستجابة السريعة للحوادث. مع ذلك، لم تصل قطاعات حيوية أخرى إلى نفس مستوى التطور. وفي هذا السياق، صرّح أحمد اللواتي، أخصائي أمن المعلومات في "ملاءة": "توجد مستويات متعددة من الحوكمة، ولكن يجب تحسين التنفيذ، مما يتطلب استقرارًا في الموظفين والعمليات والتقنيات".

كان النقص العالمي في متخصصي الأمن السيبراني من أبرز المخاوف التي سُلِّطت الضوء عليها. ووصف المشاركون في الندوة مسألة استبقاء الكفاءات في عُمان بأنها صعبة بشكل متزايد، في ظل تنافس القطاعين العام والخاص على مجموعة محدودة من الخبراء. ويؤدي هذا النقص إلى عدم استقرار العمليات، وتأخر الاستجابة، وصعوبات في الحفاظ على مراقبة التهديدات بشكل مستمر. وأوضحت مزون الربيعي، أخصائية أمن المعلومات في بلدية مسقط، قائلةً: "الأطر قوية، لكن قدرتنا على التنفيذ تعتمد على وجود كوادر مدربة وجاهزة للعمل".

تناولت الندوة أيضًا المفهوم الخاطئ بأن الأمن السيبراني مشروع محدود. وصرح هلال البوسعيدي، خبير مراكز البيانات، قائلاً: "الأمن السيبراني ليس مجرد عرض تقديمي، بل هو عملية مستمرة ومتطورة تتطلب مراجعة واختبارًا وتطويرًا مستمرًا. وبما أن التهديدات السيبرانية مستمرة، فلا بد أن تكون دفاعاتنا كذلك".

تُبرز هذه الرؤية رسالةً حيويةً للشركات العمانية: إن تحقيق المرونة السيبرانية يتجاوز مجرد الامتثال. فبينما تُرسي السياسات وعمليات التدقيق الهيكل، فإن الجاهزية الحقيقية تتطلب ثقافةً تُركز على الأمن، والاستثمار في التكنولوجيا، وتمكين الموظفين من التصرف بمسؤولية.

رغم هذه التحديات، كانت التوقعات العامة إيجابية. فالتقدم التنظيمي في عُمان، والتعاون بين القطاعات، والوضوح الاستراتيجي، كلها عوامل تضعها في صدارة العديد من اقتصادات المنطقة. وأشار الخبراء إلى فرص لتعزيز الجاهزية من خلال الأتمتة، والمراقبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والإبلاغ الموحد عن الحوادث، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

خلص المتحدثون إلى أن عُمان في وضع جيد لتعزيز قدراتها الوطنية في مجال الدفاع السيبراني، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب تنفيذًا أسرع، وتعاونًا أعمق، والتزامًا قياديًا راسخًا في جميع القطاعات. وكما لخّصت شيخة المشايخي، أخصائية أمن المعلومات في غرفة تجارة وصناعة عُمان، "لقد أوصلتنا الرؤية إلى هذا الحد، لكن التنفيذ سيحدد مدى مرونتنا الحقيقية."


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

توفر أطر الأمن السيبراني القوية في سلطنة عمان أساسًا قويًا، ولكن التحدي الحاسم الآن يكمن في التنفيذ السريع والفعال والاحتفاظ بالمواهب في جميع القطاعات. بالنسبة للشركات والمستثمرين، هذا يعني فرص كبيرة في خدمات الأمن السيبراني، والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتطوير القوى العاملةبينما أولئك الذين يتباطأون في التكيف معرضون لخطر متزايد من الضعف. يجب على رواد الأعمال الأذكياء إعطاء الأولوية الابتكار المستمر والتعاون بين القطاعات وبناء قدرات الأمن السيبراني للاستفادة من هذا المشهد المتطور ودعم الاقتصاد الرقمي المتنامي في سلطنة عمان.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *