...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
مراكز حداثة: ربط الأمن السيبراني بالابتكار لتعزيز النمو الاقتصادي في عُمان

مراكز حداثة: ربط الأمن السيبراني بالابتكار لتعزيز النمو الاقتصادي في عُمان

المسكات عنب طيب الشذا: تهدف مراكز حداثا لصناعة الأمن السيبراني، التي أطلقتها وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى أن تكون أكثر من مجرد مرافق بحثية؛ بل تعمل كمحفزات للابتكار ونمو الأعمال في قطاع الأمن السيبراني.

وقالت عزيزة بنت سلطان الراشدية، مساعدة المدير العام لبرامج الأمن السيبراني في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "هذا المركز ليس مشروعًا تقنيًا فحسب، بل هو مساحة فكرية وعلمية مصممة لتعزيز الإبداع وتسريع المبادرات الريادية في مجال الأمن السيبراني".

خلال افتتاح مركز حداثة الثالث، وصفت الراشدي هذه المبادرة بأنها ركيزة أساسية لرؤية عُمان نحو اقتصاد رقمي آمن ومستدام. وأوضحت أن هذه المراكز تُعدّ بمثابة حلقات وصل حيوية بين البحث وتطبيقات السوق، حيث يُمكن للابتكار أن يُحقق فوائد اقتصادية وأمنية.

تعمل مراكز حداثة ضمن البرنامج الوطني للأمن السيبراني (حداثة)، أحد المكونات الأساسية للبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي في سلطنة عُمان. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

يوجد حاليًا ثلاثة مراكز حداثة عاملة في جميع أنحاء سلطنة عمان: الأول تم افتتاحه في جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية بمسقط، يليه مركز حداثة في جامعة السلطان قابوس، والأخير في كلية الشرق الأوسط بمسقط.

وأكد الراشدي أنه "في ضوء التوقعات العالمية التي تشير إلى أن خسائر الجرائم الإلكترونية قد تتجاوز عشرة تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030 وأن سوق الأمن السيبراني العالمي قد يتجاوز خمسمائة مليار دولار، فإن الحاجة الملحة للابتكار أمر بالغ الأهمية".

وأشارت إلى أنه مع تصاعد التهديدات الرقمية، أصبح الابتكار في مجال الأمن السيبراني محليًا أمرًا ضروريًا لا اختياريًا. تُولي أكثر من ثمانين بالمائة من المؤسسات العالمية الآن أولوية للابتكار في مجال الأمن السيبراني داخليًا، لكن أقل من أربعين بالمائة منها تمتلك الوسائل اللازمة لتحويل الأفكار إلى حلول عملية.

أوضحت الراشدي أن "هذه الفجوة بين الضرورة والقدرة تُبرز أهمية استثمار عُمان في الابتكار المحلي". وأكدت أن مركز "حداثة" يُمثل خطوةً عمليةً نحو تعزيز الابتكار المحلي وتحويله إلى قيمة اقتصادية وأمنية، مُشددةً على أن نجاحه يعتمد على الشراكات الفعّالة والاستثمار المُستمر ومواءمة البحث مع متطلبات السوق.

علاوةً على ذلك، ذكرت الراشدي أن الوزارة تتعاون مع مركز الثورة الصناعية الرابعة في عُمان لدمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في حلول الأمن السيبراني المستقبلية، والتي تعتقد أنها ستعزز قطاع الأمن السيبراني وتُسهم في تطوير الاقتصاد الرقمي. وتهدف هذه المبادرات إلى ترسيخ مكانة عُمان كدولة رائدة إقليميًا في مجال ابتكارات الأمن السيبراني.

وبحسب أمل بنت سعيد المشيخيه، أخصائية أولى في ابتكار الأمن السيبراني بالمركز الوطني للأمن السيبراني، فإن نموذج "حداثة" يعتمد على "إطار ابتكار متخصص" مصمم لربط القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية في سلطنة عمان في نظام بيئي متماسك.

وأوضحت قائلةً: "يهدف المشروع إلى إرساء منظومة وطنية متكاملة لتعزيز الابتكار في هذا المجال". وينسق المركز الوطني للأمن السيبراني هذا الإطار، مقدمًا التوجيه للمؤسسات الأكاديمية التي تستضيف مراكز "حداثة"، بينما يتولى القطاع الحكومي وضع سياسات واستراتيجيات لتشجيع الاستثمار في الأمن السيبراني. ويساهم القطاع الخاص بالتمويل والتوجيه، بالإضافة إلى توفير حلول للتحديات الواقعية التي يتعين على المبتكرين مواجهتها، بينما تعمل الأوساط الأكاديمية كحاضنة للبحث والإبداع وريادة الأعمال، مما يضمن امتداد الابتكار إلى ما هو أبعد من حدود المختبرات ليصل إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.

ينطلق كل مركز من مراكز "حداثة" في رحلة ابتكار دورية، تبدأ بورش عمل لبناء الوعي والمهارات، تليها برامج إرشادية، وهاكاثونات، ومسرّعات تُحوّل الأفكار الأولية إلى شركات ناشئة. واختتمت قائلةً: "يدعم هذا المسار المتكامل المبتكرين من مرحلة الفكرة إلى دخول السوق على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية".


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

إن إطلاق مراكز حداثة للأمن السيبراني يدل على فرصة أساسية للشركات في عُمان للتفاعل مع أحدث ابتكارات الأمن السيبراني، بما يتماشى مع رؤية الدولة لاقتصاد رقمي آمن. تقدم هذه المبادرة طريق للمستثمرين ورجال الأعمال الأذكياء للاستفادة من سوق سريع النمو، إذ تُعدّ ابتكارات الأمن السيبراني المحلية ضروريةً لمعالجة الثغرات الملحة في القدرات التي تبرزها التهديدات السيبرانية العالمية المتزايدة. ويعتمد نجاح المشاركة على تعزيز الشراكات الفعالة والاستفادة من الدعم الحكومي لتحويل الأبحاث إلى حلول سوقية قابلة للتطبيق.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *