...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
أزمة العقارات المستمرة في الصين: تداعياتها على المستثمرين ورجال الأعمال في عُمان

أزمة العقارات المستمرة في الصين: تداعياتها على المستثمرين ورجال الأعمال في عُمان

شُطبت أسهم شركة تشاينا إيفرغراند، التي كانت تُعتبر سابقًا أكبر شركة تطوير عقاري في البلاد، من بورصة هونغ كونغ، في خطوة تُمثل نقطة تحول في التحديات المستمرة التي تواجه سوق العقارات الصيني. يأتي هذا القرار بعد أربع سنوات من إعلان الشركة عن مشاكلها المالية، وبعد عامين من سعيها للحصول على الحماية من الإفلاس.

في البداية، عندما طُرحت أسهم إيفرغراند في هونغ كونغ عام ٢٠٠٩، كان سوق العقارات مزدهرًا، وكان الطلب على الأسهم مرتفعًا لدرجة أن مستثمرًا واحدًا فقط من أصل ٤٧ مستثمرًا مهتمًا استطاع شراء سهم. إلا أن الوضع تغير جذريًا.

يعكس الانهيار المالي للشركة، والذي يشمل ديونًا إجمالية قدرها 1.4 تريليون و300 مليار دولار، المشاكل الأوسع نطاقًا في قطاع العقارات الصيني. فبينما حالت الإجراءات الحكومية دون انهيار مفاجئ، إلا أنها أدت إلى تباطؤ مستمر. فبدلاً من أن يكون حدثًا كارثيًا شبيهًا بالأزمة المالية الأمريكية عام 2008، شهد سوق الإسكان الصيني انخفاضًا بطيئًا على مدى السنوات الخمس الماضية. وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء إلى أن أسعار المنازل الجديدة انخفضت بأعلى معدل لها في تسعة أشهر، بينما تستمر أسعار المنازل المستعملة في الانخفاض.

لتحقيق استقرار السوق، تدخلت الحكومة بشكل انتقائي، مقدمةً الدعم لشركات العقارات المتعثرة دون إطلاق عملية إنقاذ واسعة النطاق. على سبيل المثال، اعتمدت شركة "تشاينا فانكي"، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في البلاد، بشكل كبير على قروض مساهمها الرئيسي، شركة "شينزين مترو" المملوكة للدولة، في ظل ديونها البالغة 1.7 مليار دولار و4.5 تريليون دولار. أعلنت "فانكي" مؤخرًا عن خسارة قدرها 1.7 مليار دولار و4.5 تريليون دولار في النصف الأول من العام، بزيادة قدرها 2.1 مليار دولار و3 تريليونات دولار عن العام السابق.

في عام ٢٠٢٠، أدى قرار بكين بفرض قيود على اقتراض مطوري العقارات إلى تراجع حاد في أداء العديد من الشركات. وبينما تجنبت الحكومة عمليات إنقاذ شاملة، عدّلت قيود الشراء وحثّت البنوك على زيادة الإقراض.

وفقًا لأندرو كولير، الزميل البارز في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، يُنذر هذا الوضع بصعوبات طويلة الأمد في القطاع. فعلى عكس الإنفاق الحكومي الكبير خلال فترة الركود العقاري عام ٢٠١٥، تبدو بكين مترددة في الاستثمار بكثافة في الأزمة الحالية، خشيةً من تراكم المزيد من الديون بين المطورين.

في الوقت الذي تعمل فيه الشركات الكبرى على إعادة هيكلة مواردها المالية، فشلت العديد من شركات التطوير العقاري الصغيرة، مما أدى إلى فقدان وظائف في قطاعات ذات صلة، بما في ذلك قطاع البناء وبيع العقارات. ومؤخرًا، أمرت المحكمة العليا في هونغ كونغ بتصفية شركة تشاينا ساوث سيتي القابضة بعد فشلها في تحقيق تقدم ملموس في خطط إعادة الهيكلة.

يتزامن الانخفاض المستمر في قيم العقارات مع فترة حرجة يمر بها الاقتصاد الصيني، إذ تُعيق الحرب التجارية الصادرات، ويظل إنفاق المستهلكين راكدًا. ورغم استثمار الحكومة في قطاعات التكنولوجيا، إلا أن هذه الإجراءات قد لا تُعوّض آثار ضعف سوق العقارات، الذي كان يُمثل سابقًا حوالي 301 تريليون دولار أمريكي من اقتصاد البلاد.

تكشف الإحصاءات الأخيرة عن انخفاض حاد في بناء المساكن الجديدة، بانخفاض يقارب 20% على أساس سنوي، في حين يتجاوز عدد المنازل الشاغرة المعدلات التاريخية. في فبراير، واجهت فيكتوريا يو، التي عرضت شقتها في هيفاي للبيع، الواقع القاسي للسوق الحالي. فرغم استعداداتها المكثفة، تلقت عروضًا أقل بكثير من سعرها المعلن، وقررت في النهاية البقاء في مكانها بدلًا من تكبد خسائر فادحة.

أشارت جولدمان ساكس مؤخرًا إلى أن أي مؤشرات على انتعاش الأسعار في سوق العقارات الصيني اقتصرت في الغالب على المدن الكبرى. ونتيجةً لذلك، تعمل الحكومات المحلية على رفع القيود لتحفيز الطلب. على سبيل المثال، خففت بكين القيود على شراء المنازل في الضواحي، وهي خطوة قد تدفع إلى اتخاذ إجراءات مماثلة في مدن مثل شنتشن وشنغهاي.

في خضم هذه التحديات، شعرت ليلي تشانغ، التي باعت شقتها في بكين بعد عملية شاقة، بتأثير ضعف السوق بشكل مباشر. ورغم أنها باعت منزلها بأقل من المتوقع، إلا أنها اعتبرت الصفقة ضربة حظ نظرًا للظروف السائدة. تعكس رحلة تشانغ التقلبات غير المتوقعة في سوق العقارات، مما ترك العديد من مالكي المنازل يشعرون بعدم اليقين بشأن استثماراتهم.

تم نشر هذا التقرير أصلا في صحيفة نيويورك تايمز.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

ال انهيار تشاينا إيفرغراند يُشير هذا إلى خطرٍ كبيرٍ على الشركات في عُمان المرتبطة بالسوق الصينية، وخاصةً تلك العاملة في قطاعي البناء والعقارات. في حين تُكافح الصين مع انخفاض أسعار العقارات لفترة طويلةينبغي على المستثمرين الأذكياء التفكير في تنويع محافظهم الاستثمارية والبحث عن فرص في قطاعات أقل تأثرًا بالتقلبات الاقتصادية العالمية. علاوة على ذلك، يمكن لرواد الأعمال استكشاف سبل الشراكات الاستراتيجية التي تعمل على تخفيف تأثير الضغوط الاقتصادية الخارجية وتعزز الطلب المحلي.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *