...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
استكشاف استراتيجيات الاقتصاد الدائري: رؤى رئيسية من جلسة "الدقم الآن" في 17 سبتمبر وتأثيرها على المشهد التجاري في عُمان

استكشاف استراتيجيات الاقتصاد الدائري: رؤى رئيسية من جلسة "الدقم الآن" في 17 سبتمبر وتأثيرها على المشهد التجاري في عُمان

الدقم، 7 سبتمبر — يناقش قادة الأعمال باستمرار أهمية تحديد الاتجاهات الناشئة، وقد يكون الاقتصاد الدائري أحد أهم التطورات حتى الآن. فعلى عكس العديد من الاتجاهات العابرة، ينبع هذا الاقتصاد من حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية استخدام موارد كوكبنا. ولا يقتصر دور المدافعين على تسليط الضوء على الضرورة البيئية ولكن أيضا الإمكانات الاقتصاديةوفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يُمكن أن يُحقق اعتماد النماذج الدائرية فوائد إجمالية تصل إلى 1.4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030. في الوقت نفسه، أفادت مؤسسة إلين ماك آرثر أن صناديق الأسهم العامة المُخصصة للممارسات الدائرية قد زادت بأكثر من عشرين ضعفًا منذ عام 2019. ويبقى السؤال الحاسم: هل يُمكن للشركات وصانعي السياسات والمستثمرين التكيف بسرعة كافية؟

سيتم مناقشة هذا السؤال خلال جلسة نقاشية ضمن برنامج "الدقم الآن" يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، الساعة 7:30 مساءً بفندق كراون بلازا الدقم. يشارك في الجلسة كلٌ من حسين اللواتي، الرئيس التنفيذي لبنك التنمية؛ والدكتورة عائشة السريحي، مستشارة البيئة بوزارة الاقتصاد؛ والدكتور مهاب الهنائي، نائب الرئيس للاستدامة والاقتصاد الدائري في شركة بيئة. يدير الجلسة طلال الشهري، مدير المحطات الإذاعية المتخصصة بوزارة الإعلام، وستتناول مواضيع متنوعة، من المالية والسياسات إلى التنفيذ الاستراتيجي.

يأتي هذا النقاش في وقته المناسب، إذ انخفض الاستهلاك الدائري العالمي من 9.11 طن متري في عام 2018 إلى 7.21 طن متري فقط في عام 2024، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن شركة "سيركل إيكونومي". وتستمر النفايات الإلكترونية في الارتفاع، حيث سيتم إنتاج 62 مليون طن في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030؛ ومع ذلك، لا يتم جمع سوى 221 طن متري فقط من هذه النفايات بشكل صحيح، وتلبي جهود إعادة التدوير الشحيحة أقل من 11 طن متري من الطلب على المواد الأرضية النادرة. ويشكل هذا الوضع ليس فقط التحدي البيئي ولكن أيضا مخاطر اقتصادية كبيرةالشركات العمانية التي تعتمد على نموذج "الأخذ والتصنيع والتخلص" التقليدي معرضة لتقلبات أسعار السلع الأساسية - مثل الليثيوم والنيكل - ولبيئة لوجستية غير مستقرة، وهو واقع تفاقم بسبب التعريفات الجمركية التي فُرضت خلال عهد الرئيس ترامب، والتي لا تزال تؤثر على التجارة العالمية. في المقابل، تعمل الشركات التي تركز على إعادة الاستخدام والاسترداد على تعزيز مرونتها واكتشاف سبل نمو جديدة.

كان اختيار الدقم كمركز محوري مقصودًا. إن هدف عُمان المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام ٢٠٥٠ ليس مجرد إعلان؛ بل هو الآن مبدأ توجيهي، حيث يقود مركز عُمان للصفر الصافي المبادرات الوطنية. وفي صميم جهود نمو الدقم، أنشأت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وميناء الدقم بنية تحتية متكاملة - من المرافق إلى الخدمات اللوجستية - مما يعزز التعايش الصناعي حيث تقوم الشركات بتحويل مخرجات بعضها البعض إلى مدخلات، وبالتالي تقليل الهدر وتعزيز الكفاءة.

يرى المهندس أحمد عكاك، الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أن الدائرية أساسية للاستدامة التجارية. وقال قبيل انطلاق الفعالية: "يُصدّر مُصنّعونا منتجاتهم إلى بعضٍ من أكثر الأسواق تطلبًا في العالم. ويُطبّق الاتحاد الأوروبي بسرعة أطر الاستدامة، بما في ذلك جوازات سفر المنتجات الرقمية وتعديلات حدود الكربون. وللحفاظ على تنافسيته، يجب على القطاع الصناعي في الدقم مواكبة هذه التغييرات. لم تعد الدائرية مسألةً هامشية، بل أصبحت ضروريةً لنجاح الصادرات".

هذه الميزة التنافسية مهمة. في أوروبا، يُسهم الاقتصاد الحيوي بما يقارب 1.6 تريليون دولار أمريكي، أي ما يُعادل 111 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي. والخلاصة هي أنه عند التعامل بجدية، يُمكن أن تُمثل الدائرية حلاً فعالاً. محفز للنمو بدلاً من أن يكون ذلك عائقاً للامتثال. يكمن التحدي الذي تواجهه الدقم في تحديد ما إذا كان الدعم المالي قادراً على دعم المبادرات الدائرية، ومدى فعالية صانعي السياسات في تسريع تبنيها، وإلى أي مدى يمكن لقادة الأعمال ابتكار عملياتهم للحد من الهدر وتعزيز الربحية.

لكي يتجاوز الاقتصاد الدائري مجرد الكلام، من الضروري أن تجد مناطق مثل الدقم سبلًا فعّالة لتطبيقه. الإمكانات موجودة، لكن التحدي يكمن في استغلالها قبل أن تترسخ الممارسات الخطية المتجذرة والأنظمة القديمة.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

ال يقدم الاقتصاد الدائري فرصة محورية وتساهم هذه المبادرة في تمكين الشركات العمانية من الابتكار وتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة تقلبات السوق، وخاصة في القطاعات التي تعتمد على تقلب أسعار السلع الأساسية. يجب على المستثمرين ورجال الأعمال إعطاء الأولوية للممارسات المستدامة لمواكبة الاتجاهات العالمية، والاستفادة من سوق متوقعة بقيمة 1.5 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، مع تجنب المخاطر الاقتصادية المرتبطة بسلاسل التوريد الخطية التقليدية. ويمكن أن يُحدث تفعيل البنى التحتية المتكاملة، كتلك الموجودة في الدقم، نقلة نوعية، مما يسمح للشركات العمانية التنافس بفعالية في الأسواق الصعبة من خلال تبني الدائرية كاستراتيجية عمل أساسية.

سوق عُمان

يضم فريق أبحاث "عُمانت" مجموعة من الصحفيين المتخصصين ومحللي السوق والمساهمين في القطاع، يتمتع كلٌ منهم بخبرة في مجالاته، من البنوك والطاقة إلى العقارات والسياحة. مهمتنا هي تقديم تقارير دقيقة وفورية وقابلة للتنفيذ حول الاتجاهات التي تُشكل السوق العُمانية. كل مقال هو ثمرة بحث تعاوني، وتدقيق دقيق للحقائق، والالتزام بتقديم رؤى تُمكّن قرائنا من اتخاذ قرارات مدروسة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *