مبادرة الهيدروجين الأخضر: ما تعنيه للمستثمرين والشركات في قطاع الطاقة في عُمان
مسقط، 21 سبتمبر - أكد معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن العماني، أن الهيدروجين الأخضر سيكون مكونًا أساسيًا في استراتيجية سلطنة عمان مستقبل الطاقةفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى مواءمة الاستخدام الطويل الأمد للنفط والغاز مع التقدم السريع في مصادر الطاقة المتجددة.
في مقابلة حصرية مع تواصل في مقالٍ بمجلة "الطاقة المتجددة"، أشار العوفي إلى أن تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام ٢٠٥٠ يتطلب استثمارًا كبيرًا ومستمرًا في البحث والتطوير. وأكد على أهمية تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية لتسهيل هذا التحول.
قال العوفي: "لا نعتبر مصادر الطاقة المتجددة مجرد بدائل للنفط والغاز، بل هي تكاملات استراتيجية ضمن منظومة طاقة متنوعة. هدفنا ليس التخلي عن النفط والغاز، بل تنويع مصادر طاقتنا".
وأكد الوزير أنه في حين تظل الوقود الأحفوري محورية للاقتصاد العالمي، فإن سلطنة عمان ملتزمة باستراتيجية مزدوجة: الاستفادة من التقنيات المتقدمة لتعزيز الكفاءة والاستدامة في إنتاج الهيدروكربونات، إلى جانب تكثيف التطوير في قطاعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
لقد قطعت عُمان خطوات كبيرة في تعزيز الهيدروجين الأخضر، وإنشاء هيدروم بصفتها الجهة التنسيقية الوطنية، تُحدد المناطق الاستراتيجية للإنتاج والتصدير. وقد أُبرمت اتفاقيات عديدة مع شركات ومستثمرين دوليين، ويجري العمل على مواءمة أطر السياسات مع معايير السوق العالمية.
قال العوفي: "تشمل أولوياتنا الحالية تطوير البنية التحتية للنقل والتصدير، وتنمية كوادر وطنية مؤهلة، وتعديل اللوائح لتلبية المتطلبات العالمية". وأضاف: "مع أن مشاريع بهذا الحجم تنطوي على تحديات، إلا أننا نعتبرها فرصًا واعدة".
كما أكد على أهمية جامعة السلطان قابوس كشريك أساسي في تطوير قطاع الهيدروجين. وقد تم تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة وجامعة السلطان قابوس لتسهيل تكامل البحوث، ودعم مشاريع الطلاب، وإنشاء مختبرات متخصصة تُركز على تحولات الطاقة والمعادن الأرضية النادرة.
وشدد على أنه "لتحقيق صافي الصفر، يجب علينا مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير، وخاصة في مجال الهيدروجين، وتقنيات الغاز النظيف، واحتجاز الكربون وتخزينه، وإعادة تدوير النفايات الصناعية".
هذا العام، حددت الوزارة احتياطيات واعدة من النحاس والكروم في محافظة شمال الشرقية من خلال اتفاقيات امتياز جديدة. كما تُقيّم شركة تنمية نفط عُمان الإمكانات التجارية لاكتشافات النفط والغاز الجديدة في المربع 6. إضافةً إلى ذلك، تم تقييم مواقع طاقة الرياح ذات الإمكانات العالية للتطوير بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
دعا العوفي إلى تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والعاملين في القطاع، مشددًا على أهمية التكامل بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. وأشار إلى أن "المعرفة غير المطبقة تبقى حبرًا على ورق؛ والاستكشاف الذي يفتقر إلى الدقة العلمية يُهدد بإهدار الموارد". وأضاف: "أعظم الابتكارات تبدأ بفكرة، وتتقدم بالدراسة، وتُتوّج بالإنجاز".
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
التزام عُمان بـ الهيدروجين الأخضر حجر الزاوية لمستقبل الطاقة يقدم كلا من المهمين الفرص والمخاطر للشركاتينبغي للشركات أن تكون مستعدة للاستثمار في البحث والتطوير والبنية التحتية، بالاستفادة من الدعم الحكومي والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية. المستثمرون الأذكياء ينبغي التركيز على القطاعات التي تتوافق مع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز قدراتها في تقنيات الاستدامة للنجاح في هذا المشهد المتطور.
