ارتفاع أسعار النفط وسط تكهنات خفض الفائدة: تداعيات ذلك على المستثمرين في قطاع الطاقة في عُمان
لندن: شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا يوم الخميس عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة. ويقيّم المتداولون آثار هذه السياسة النقدية الميسرة في ظل استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.5% إلى $68.29 للبرميل بحلول الساعة 11:40 بتوقيت جرينتش، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 37 سنتا أو 0.6% إلى $64.42.
خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، مُشيرًا إلى التزامه بمواصلة خفض تكاليف الاقتراض طوال الفترة المتبقية من العام. وجاء هذا التعديل مدفوعًا بمؤشرات ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة.
عادةً ما يدعم انخفاض أسعار الفائدة الطلب على النفط من خلال تحفيز النشاط الاقتصادي، مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع. وقد أعرب وزير النفط الكويتي، طارق الرومي، عن تفاؤله، متوقعًا زيادة الطلب على النفط، وخاصةً من الأسواق الآسيوية، عقب خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
مع ذلك، لا يتشارك جميع المحللين هذه النظرة الإيجابية. صرّح خورخي مونتيبيك، المدير الإداري لمجموعة أونيكس كابيتال، قائلاً: "لقد فعلوا ذلك الآن لأن الاقتصاد يتباطأ بشكل واضح. ويحاول الاحتياطي الفيدرالي استعادة النمو".
سلط رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الضوء على المخاطر المتزايدة التي تهدد العمالة، في حين أشار أيضًا إلى مخاطر التضخم المستمرة التي تتطلب إدارة حذرة.
ورغم الإجراءات الأخيرة التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي، لا تزال السوق تواجه تحديات بسبب فائض المعروض المستمر وضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
كشفت بيانات حديثة صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام الأميركية الأسبوع الماضي، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى انخفاض صافي الواردات إلى مستوى قياسي وارتفاع الصادرات إلى أعلى مستوياتها في عامين.
في المقابل، ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 4 ملايين برميل، متجاوزةً بذلك التوقعات البالغة مليون برميل. وقد أثار هذا الارتفاع غير المتوقع مخاوف بشأن ضعف الطلب، وفرض ضغوطًا هبوطية إضافية على أسعار النفط. — رويترز
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
الأخيرة خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة تشير إلى إمكانية زيادة الطلب على النفط، وهو ما قد يفيد الاقتصاد العماني المعتمد على النفط؛ ومع ذلك، فإن استمرار فائض العرض وضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة تشكل مخاطر كبيرة على انتعاش الأسعار بشكل مستدام. المستثمرون الأذكياء ينبغي أن نفكر في التركيز على القطاعات التي يمكنها الاستفادة من هذا الطلب المتزايد، وخاصة في الأسواق الآسيويةمع التحلي باليقظة حيال التقلبات المحتملة الناجمة عن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي. ومع تطور الظروف، يتعين على الشركات في عُمان أن تظل مرنة وجاهزة لتكييف استراتيجياتها استجابةً لهذه الديناميكيات المتغيرة.
