فتح الفرص: شراكات استراتيجية عُمانية سعودية تُحدث تحولاً في مشهد الأعمال
المسكات عنب طيب الشذا: انعقد مؤخرا مجلس الأعمال العماني السعودي المشترك على هامش معرض الامتيازات العماني السعودي لبحث سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين.
برئاسة مشتركة من قبل قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، و د. سعد عثمان القصبي، محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO)، وحضر الاجتماع شخصيات رئيسية مثل فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان، الشيخ علي بن حمد الكلباني، رئيس الجانب العماني في المجلس، عبد العزيز سامي العلي- رئيس الجانب السعودي في المجلس وعدد من أعضاء المجلس.
استعرض المشاركون فرص التعاون المحتملة، واقترحوا إقامة شراكات استراتيجية في عدد من القطاعات الاقتصادية الواعدة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة، وتعزيز تكامل سلسلة التوريد، ودعم القطاع الخاص في تحقيق الأهداف المحددة في رؤية عُمان 2040 و رؤية السعودية 2030.
أكد اليوسف أن المجلس يُمثل حلقة وصل حيوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين عُمان والمملكة العربية السعودية. وأفاد بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 1.212 مليار ريال عماني ($3.152 مليار) بحلول نهاية يونيو 2025، وهو ما يمثل زيادة 20.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأكد معاليه أن هذه الشراكة العمانية السعودية، التي تركز على التكامل الاقتصادي الاستراتيجي، تُسهّل زيادة الاستثمارات في القطاعات الرئيسية، وتُسهّل وصول المنتجات العمانية إلى أسواق المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح. وأكد التزام الحكومة بدعم المبادرات التي تُمكّن القطاع الخاص، مُشددًا على أهمية الاعتراف المتبادل بشهادة المنشأ، مما يُسهّل تدفق البضائع ويُوحّد معايير الجودة والامتثال.
كما دعا اليوسف إلى إنشاء شركة عمانية سعودية مشتركة وتعزيز المعارض التعاونية في مجالات مثل الامتياز التجاري والعقارات وتكنولوجيا المعلومات، مع استهداف الاستثمارات في الصناعات مثل البنوك والتأمين والعقارات والعمليات الصناعية والسياحة والخدمات اللوجستية والتعدين.
أشار الدكتور سعد القصبي إلى أهمية مجلس الأعمال العماني السعودي في تعزيز الشراكة بين البلدين، مشيرًا إلى أن البلدين قد قطعا شوطًا كبيرًا نحو التكامل الاقتصادي القائم على التنويع. وأوضح أن التبادل التجاري في ازدياد مطرد، ومن المتوقع أن يصل إلى $34 مليار بحلول نهاية عام 2024، وحوالي $4 مليار بحلول الربع الثاني من عام 2025. وأعرب عن أمله في تعزيز الجهود الرامية إلى توسيع التجارة والاستثمار، وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز ريادة الأعمال.
وأكد الاجتماع على فرص الاستثمار الواعدة في قطاعات السياحة والتعدين والخدمات اللوجستية والصناعة، مع استمرار الجهود لتحديث سلاسل التوريد والتكنولوجيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
أكد سعادة عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن جهود المجلس تهدف إلى ترجمة العلاقات الثنائية الوطيدة إلى فرص استثمارية تعود بالنفع على اقتصادَي البلدين. ولفت إلى أهمية هذا الاجتماع في توقيته المناسب، في ظل النمو المتسارع في العلاقات الاقتصادية العُمانية السعودية بفضل تطور البنية التحتية والربط اللوجستي.
وأشار إلى أن غرفة تجارة وصناعة عمان ملتزمة بمعالجة التحديات التي يواجهها المستثمرون وأصحاب الأعمال من خلال التواصل المباشر مع الجهات ذات الصلة وتعزيز بيئة أعمال تنافسية تتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040، وخاصة في القطاعات الواعدة.
وصف الكلباني المجلس بأنه منصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مشيرًا إلى أنه حقق خطوات مهمة نحو تعميق الشراكة بين القطاعين الخاصين في عُمان والمملكة العربية السعودية. وركز المجلس على وضع خطط عملية وتذليل العقبات لضمان نجاح التعاون الاستثماري، بما يؤدي إلى تكامل اقتصادي أكبر.
أكد عبد العزيز العلي على أهمية اللقاء خلال معرض الامتيازات التجارية، باعتباره محطةً محوريةً في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لتمكين القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية. وأشار إلى حجم التبادل التجاري الكبير بين البلدين، مؤكدًا على أهمية تعزيز التكامل من خلال اللجان القطاعية والمبادرات العملية، لا سيما في مجال تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والشباب.
وأشار إلى وجود فرص واعدة لدمج سلاسل التوريد بين المصانع في كلا البلدين في قطاعات مثل الكيماويات، والألمنيوم، والنحاس، والحديد والصلب، والمنسوجات، وإنتاج الأغذية، والأسمدة، والآلات. وأكد العلي التزام المجلس بتحويل هذه الفرص إلى مشاريع استراتيجية تُسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز التنافسية.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن الاجتماع الأخير لمجلس الأعمال العماني السعودي المشترك يدل على لحظة محورية للشركات في عُمانتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي يمكنها تعزيز التجارة والاستثمار عبر القطاعات الرئيسية. الفرص وفيرة، لا سيما في مجالات السياحة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، حيث يُسهّل الاعتراف المتبادل بالمعايير دخول أسواق كل طرف إلى الآخر. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء التركيز على الاستفادة من التآزر تم إنشاء هذا التعاون لاستكشاف المشاريع التعاونية التي تتوافق مع رؤية عُمان 2040 ورؤية السعودية 2030.