آليات جديدة في الجولة الثالثة من مزاد الهيدروجين في عُمان: تعزيز فرص الاستثمار لأعمالك
مسقط، 15 يوليو أعلنت شركة هيدروم، المؤسسة الحكومية المسؤولة عن مبادرة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، عن مجموعة من الآليات والحوافز المصممة لتعزيز اهتمام المستثمرين بالجولة الثالثة من المزادات الخاصة بكتل تطوير الهيدروجين الأخضر.
أُطلقت الجولة الثالثة في أبريل 2025، وتشمل أرضًا مساحتها 300 كيلومتر مربع في الدقم. يمكن للمطورين المهتمين التقدم بعروضهم لمساحة لا تقل عن 100 كيلومتر مربع، مما يتيح لهم تخصيص مساحة مشاريعهم بما يتناسب مع أهدافهم الاستراتيجية وظروف السوق.
صرح عبد العزيز الشيذاني، المدير العام لشركة هيدروم، بأن الجولة الحالية تتميز بمرونة أكبر لتلبية توقعات المستثمرين بشكل أفضل. وصرح لصحيفة "ذا إنرجي يير"، وهي وكالة أنباء متخصصة في الطاقة مقرها المملكة المتحدة، قائلاً: "نعرض قطعة أرض مساحتها 300 كيلومتر مربع، حيث يمكن للمتقدمين اقتراح تطوير ثلثها أو ثلثيها أو كامل مساحتها، حسب قدراتهم. ونحن منفتحون على منح الأرض لمطور واحد أو اثنين أو ثلاثة. ويُظهر هذا النهج التزام عُمان مع الحفاظ على قدرتها على التكيف".
أضافت هيدروم العديد من الميزات الجديدة إلى عملية المزاد لتشجيع المستثمرين على التفاعل بشكل أكبر. وأوضح الشيذاني: "نطبق مزادًا ثنائي الجانب بنظام العقود مقابل الفروقات، إلى جانب مزاد لاحق يستهدف الصناعة المحلية". وأضاف: "تهدف هذه المبادرات إلى تحفيز الطلب المحلي على الهيدروجين من خلال تضييق فجوة الأسعار بين الموردين والمشترين. كما ندعم التطوير التدريجي للمشاريع، مما يسمح للمطورين بالبدء بكميات صغيرة وتوسيع نطاقها مع مرور الوقت".
ستُقدم حوافز إضافية، لم يُكشف عنها بعد، للمطورين الذين يحققون أهدافًا محددة. وأضاف: "حاليًا، لم يُخصص سوى 4% من إجمالي إمكانات إنتاج الهيدروجين في عُمان، البالغة 50 ألف كيلومتر مربع. ونحن حريصون على التوسع مع مراعاة المخاطر".
ورغم التفاؤل الذي أحاط بالمزاد، أدرك الشيذاني التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع الهيدروجين العالمي، بما في ذلك التحولات السياسية وتأخير السياسات في الأسواق الكبرى مثل ألمانيا واليابان.
من القضايا المهمة التي تسعى هيدروم إلى معالجتها التفاوت بين العرض والطلب العالمي على الهيدروجين. وصرح قائلًا: "نعالج هذا الأمر من خلال اتفاقيات بين الحكومات مع اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وهولندا وبلجيكا وسنغافورة. وتتجاوز هذه الاتفاقيات مجرد مذكرات التفاهم؛ فنحن نُنظم ورش عمل ونشارك في دراسات مشتركة بنشاط، وقد أطلقنا أول ممر للهيدروجين السائل في العالم بالتعاون مع ألمانيا وهولندا".
على الصعيد المحلي، تلتزم هيدروم بتطوير سوق هيدروجين محلي مستدام. وأشار إلى ذلك قائلاً: "ندرس التطبيقات اللاحقة ونستفيد من آليات الدعم، مثل نموذج المزاد الثنائي، لجعل الهيدروجين الأخضر متاحًا للصناعات المحلية دون المساس بالقدرة التنافسية". وأضاف: "لا ننتظر الظروف المثالية؛ بل نمضي قدمًا من خلال شراكات حقيقية وتخطيط البنية التحتية".
لتبسيط عملية الاستثمار، طبّقت هيدروم نظام تصاريح أكثر كفاءةً يُبسّط الموافقات عبر جهات حكومية متعددة. وأوضح الشيذاني: "حققنا إنجازًا كبيرًا بإدخال نظام تصاريح آلي واحد. كان المطورون يحتاجون سابقًا إلى موافقات من 36 جهة؛ أما الآن، فقد انخفضت هذه العملية إلى تسع جهات فقط. ومن خلال منصة عُمان المُنشأة حديثًا، بمجرد الموافقة على أي مشروع، يُتاح للمطورين الوصول الفوري إلى جميع المتطلبات، ويُمنحون حق الوصول الكامل إلى الأرض في اليوم التالي. وقد قلّل هذا النظام الآلي بشكل كبير من العقبات الإدارية".
وفي معرض تسليطه الضوء على الدور المحوري لشركة هيدروم في تحقيق أهداف عُمان للهيدروجين الأخضر، شدد الشيذاني على أهمية التعاون بين شركاء المنظومة. واختتم حديثه قائلاً: "تتولى هيدروم دور المنسق، لكن نجاح القطاع يعتمد على وفاء جميع الجهات المعنية بمسؤولياتها". وأضاف: "نتوقع أن يبدأ تشغيل أول محطة هيدروجين لدينا بين عامي 2029 و2031".
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
مقدمة آليات المزايدة المرنة والحوافز المعززة لتطوير الهيدروجين الأخضر تشير إلى لحظة محورية لـ الشركات في عُمانمما يضع الأمة كلاعب تنافسي في سوق الهيدروجين العالمي. وهذا يخلق فرص للمستثمرين للمشاركة مبكرًا في قطاع ناشئ، لا سيما مع التطوير التدريجي للمشاريع الذي يسمح باستثمارات واسعة النطاق. ينبغي على المستثمرين الأذكياء التركيز على النظم البيئية التعاونية والشراكات بين القطاعين العام والخاص والحكومات، حيث يعتمد النجاح بشكل كبير على المسؤوليات المشتركة والاستجابة لاحتياجات الصناعة المحلية.