...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
تحويل المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى استثمار مستدام: ماذا تعني مؤسسة الطاقة الجديدة للشركات في عُمان

تحويل المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى استثمار مستدام: ماذا تعني مؤسسة الطاقة الجديدة للشركات في عُمان

المسكات عنب طيب الشذا: في خطوةٍ هامةٍ تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية، وتعزيز مساهمة قطاع الطاقة في التنمية المستدامة، أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية مؤسسة تنمية المسؤولية الاجتماعية لقطاع الطاقة. أُنشئت هذه المبادرة بموجب القرار الوزاري رقم 323/2025، الصادر في 23 سبتمبر 2025. وستكون المؤسسة الجهة المركزية المشرفة على مبادرات المسؤولية الاجتماعية في قطاع الطاقة، بما يضمن تحقيق أثر إيجابي مستدام في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وفي تعليقه على إطلاق المؤسسة، قال سعادة محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن: "تُمثل المؤسسة عهدًا جديدًا في توجيه مساهمات قطاع الطاقة نحو مشاريع طويلة الأمد تُحدث آثارًا مستدامة. هدفنا هو مأسسة جهود المسؤولية الاجتماعية، ودعم المجتمعات، وتمكين الشباب، ورعاية الابتكار، وتسهيل ريادة الأعمال. ويتماشى هذا مع أهداف رؤية عُمان 2040، لا سيما في تحسين جودة الحياة، والتنمية البشرية، والاستدامة الاقتصادية. واليوم، نُضفي طابعًا رسميًا على مساهماتنا الراسخة في المبادرات المجتمعية في عُمان، ونُعززها."

تنطلق المؤسسة من رؤية شاملة لتعزيز التنمية المستدامة، مع التركيز على مسؤوليات قطاع الطاقة تجاه المجتمع. وتشمل أهدافها تنمية رأس المال البشري من خلال برامج تعليمية وتدريبية وتأهيلية، وتزويد الشباب بمهارات مستقبلية مصممة خصيصًا للقطاعات الواعدة، والمساهمة في تطوير البنى التحتية المجتمعية والتعليمية والصحية والاجتماعية التي تعزز الرفاه وتدعم بيئات معيشية مستدامة. كما ستتعاون مع القطاعين العام والخاص لدعم المبادرات الوطنية والخيرية التي تعود بفوائد ملموسة على المجتمع.

محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن

محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن

من الأهداف الحيوية الأخرى تعزيز خلق القيمة المحلية من خلال دعم وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز ريادة الأعمال، وتحفيز الابتكار المحلي لخلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد الوطني. وتعتزم المؤسسة تمكين الشباب ورواد الأعمال الطموحين من خلال برامج قيادية ومبادرات مبتكرة تهدف إلى بناء جيل قادر على دفع عجلة التقدم المجتمعي.

علاوةً على ذلك، ستُولي المؤسسة أولويةً قصوى للصحة والسلامة وحماية البيئة من خلال إطلاق حملات توعية وبرامج تدريبية لتعزيز الصحة العامة والسلامة المهنية والمحافظة على البيئة. وستتوافق هذه الجهود مع أهداف التنمية المستدامة والسياسات البيئية الوطنية. كما ستسعى المؤسسة جاهدةً للحفاظ على الهوية الثقافية وتنمية السياحة المجتمعية من خلال دعم المبادرات الثقافية والتراثية والسياحة المستدامة، لما لها من إسهامات قيّمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

أُنشئت هذه المؤسسة لتوحيد مساهمات القطاع المجتمعية ضمن إطار مؤسسي موحد، يضمن الشفافية ويوجه الموارد استراتيجيًا نحو مشاريع تتوافق مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة. ورغم أن وزارة الطاقة والمعادن وشركات قطاع الطاقة دأبت على دعم المبادرات المجتمعية، إلا أن الحاجة ماسة لوجود كيان قانوني لإدارة هذه المساهمات بفعالية وضمان استدامتها. وتُجسد هذه المؤسسة التزام الوزارة بتعزيز الحوكمة والمسؤولية المشتركة، حيث توفر آلية تنفيذية متماسكة لتوحيد جهود الشركات وتمكين القياس المنهجي للأثر الاجتماعي.

يُحدَّد رأس مال المؤسسة بما لا يقل عن مليون ريال عُماني، ويُموَّل من مساهمات المجتمع المستحقة لوزارة الطاقة والمعادن بموجب اتفاقيات امتياز مع الشركات، بالإضافة إلى عوائد الاستثمار، ورسوم العضوية السنوية، وأية دعم آخر مُعتمد. ويضم مجلس الإدارة، المُعيَّن من قِبَل وزير الطاقة والمعادن، مُمثلين عن الوزارة وشركات قطاع الطاقة، مما يضمن تمثيلًا متوازنًا وتكاملًا في عملية صنع القرار. تستمر مدة العضوية ثلاث سنوات قابلة للتجديد لضمان استمرارية العمل المؤسسي.

في نهاية المطاف، تستعد المؤسسة لإحداث نقلة نوعية في تعزيز أثر المسؤولية الاجتماعية لقطاع الطاقة من خلال إعادة توجيه الإنفاق المجتمعي نحو مشاريع استراتيجية تلبي احتياجات المجتمع، وتتماشى مع مبادرات الدولة للتنمية المستدامة. وستعزز المؤسسة بناء القدرات الوطنية، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الابتكار المحلي، وتحسين جودة الحياة من خلال مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. علاوة على ذلك، ستُنشئ المؤسسة إطارًا للرصد والتقييم لتقييم الأثر الاجتماعي الفعلي لهذه المشاريع، بما يعزز الشفافية والكفاءة والقيمة المضافة المستمرة.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

إنشاء مؤسسة تنمية المسؤولية الاجتماعية لقطاع الطاقة تشير إلى نهج تحويلي للمشاركة المجتمعية في قطاع الطاقة في سلطنة عمان، مما يوفر فرص كبيرة للشركات للتوافق مع أهداف الاستدامة الوطنية. ينبغي على المستثمرين ورجال الأعمال الاستعداد للاستفادة من المشاريع الناشئة التي تركز على التأثير الاجتماعي، وخاصة في التعليم وتمكين الشباب والابتكار المحليمع التخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة بالامتثال والشفافية في تخصيص الاستثمارات. ويؤكد الإطار المنظم الذي وضعته المؤسسة على الحاجة إلى الشراكات الاستراتيجية وفهم قوي لديناميكيات السوق المتطورة التي تمليها رؤية عُمان 2040.

سوق عُمان

يضم فريق أبحاث "عُمانت" مجموعة من الصحفيين المتخصصين ومحللي السوق والمساهمين في القطاع، يتمتع كلٌ منهم بخبرة في مجالاته، من البنوك والطاقة إلى العقارات والسياحة. مهمتنا هي تقديم تقارير دقيقة وفورية وقابلة للتنفيذ حول الاتجاهات التي تُشكل السوق العُمانية. كل مقال هو ثمرة بحث تعاوني، وتدقيق دقيق للحقائق، والالتزام بتقديم رؤى تُمكّن قرائنا من اتخاذ قرارات مدروسة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *