الفصل القادم في الدقم: كيف يُفيد تطوير المدينة الجديدة المستثمرين ورجال الأعمال في عُمان
مسقط، 4 نوفمبر - بعد أن رسخت الدقم مكانتها كمركز صناعي واستثماري ديناميكي، فإنها تشرع الآن في مرحلة جديدة ومثيرة تركز على أن تصبح مدينة نابضة بالحياة حيث يمكن للمستثمرين والموظفين والسياح والمقيمين أن يشعروا حقًا وكأنهم في وطنهم.
وقد سلّط معالي الشيخ الدكتور علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، الضوء على هذه الرؤية خلال منتدى الدقم الاقتصادي 2025 الذي عُقد مؤخرًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة. وأكد على هدف تطوير الدقم لتصبح "مدينة نابضة بالحياة، لا مجرد منطقة صناعية".
أشار الدكتور السنيدي إلى أنه في حين ركز المنتدى الافتتاحي العام الماضي على الهيدروجين الأخضر والاستدامة، وهما مبادرتان أطلقتا بالفعل مشاريع كبرى في مراحل مختلفة من التطوير، إلا أن جدول الأعمال الحالي شهد توسعًا ملحوظًا. وقال: "يتمثل التركيز الرئيسي الآن في تحسين جودة حياة سكان الدقم والعاملين فيها".
وفي معرض حديثه عن التوجهات العالمية، أوضح أن المناطق الاقتصادية الناجحة حول العالم تتطور إلى مجتمعات متكاملة يعيش فيها الناس ويدرسون ويؤسّسون أسرهم. وانعكاسًا لهذا التحول، شهدت الدقم زيادة في أعداد الوافدين ذوي التوجهات العائلية، حيث انتقل حوالي 600 طفل إلى المدينة مع والديهم العام الماضي. كما ارتفعت نسبة التحاق الطلاب بالمدارس المحلية بنحو 47% خلال السنوات الثلاث الماضية.
في حين أن التقدم في مجال السكن والإقامة واعد، أقرّ الدكتور السنيدي بالحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لجعل الدقم وجهةً جذابةً للسكان والعمال والسياح على حدٍ سواء. ولتحقيق ذلك، تعمل الهيئة بالتعاون الوثيق مع مخططي المدن وخبراء التصميم لوضع مخطط رئيسي شامل لشاطئ الدقم الذي يمتد بطول 16 كيلومترًا، من فندق كراون بلازا الدقم إلى ميناء الصيد البحري.
وأوضح قائلاً: "نتصور كيف يمكن لهذه الواجهة البحرية أن تتطور على مدى الخمسين عامًا القادمة لتصبح معلمًا طبيعيًا مميزًا ووجهة تجمع رئيسية حيث يمكن للعائلات الاسترخاء والاستمتاع بالمدينة". وأضاف: "الهدف هو جذب المزيد من الشركات والسكان من خلال الاستفادة الكاملة من إمكانات الدقم كوجهة اقتصادية واجتماعية".
أكد الدكتور السنيدي أن رؤية منطقة الدقم الحرة تتماشى مع التطورات العالمية، مشيرًا إلى وجود أكثر من 7000 منطقة حرة حول العالم، والعديد منها يتحول إلى أماكن يعيش فيها الناس ويعملون. وقال: "لا يمكننا أن نجعل الدقم مجرد مكان عمل. فالناس يرغبون في الاستمتاع بالحياة بعد العمل، والمشاركة في أنشطة مثل الصيد والاسترخاء والشعور بالانتماء إلى مجتمع".
ومن الجدير بالذكر أن الإصلاحات التنظيمية الأخيرة تُسهّل الاستقرار الدائم وملكية العقارات الخاصة في الدقم. وأكد الدكتور السنيدي: "نريد أن يمتلك الناس منازلهم ومبانيهم". وأضاف: "المرسوم السلطاني الأخير الذي يسمح بتملك العقارات في الدقم يُحدث نقلة نوعية ستُحدث فرقًا مستدامًا".
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
يمثل تحول الدقم من مركز صناعي إلى مدينة نابضة بالحياة وقابلة للعيش فرص كبيرة للشركات والمستثمرين بهدف الاستفادة من هذا السوق المتطور. مع الإصلاحات التنظيمية التي تُمكّن من ملكية العقارات والتخطيط الحضري الشامل الذي يُركز على جودة الحياة، ينبغي على رواد الأعمال أن يفكروا في المشاريع في مجال العقارات والضيافة والخدمات المجتمعية لتلبية الطلب السكني والسياحي المتزايد. هذا التحول الاستراتيجي أيضًا يخفف من مخاطر استنزاف القوى العاملةحيث أن تحسين ظروف المعيشة يجذب ويحتفظ بالمواهب، مما يجعل الدقم بمثابة نقطة جذب للاستثمار المستدام طويل الأجل.
