مضاعفة رسوم ترامب الجمركية: تأثيرات رئيسية على الشركات الهندية وفرص الاستثمار
نيودلهي: فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية إضافية 25% على الواردات الهندية يوم الأربعاءزيادة الرسوم الجمركية على سلع معينة إلى 50%. هذا يضع المنتجات الهندية ضمن المنتجات الخاضعة لبعض أشد الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن، على غرار تلك المفروضة على البرازيل والصين.
تأتي زيادة الرسوم الجمركية عقب انهيار مفاوضات التجارة بين الهند والولايات المتحدة، والتي عُقدت خمس جولات منها منذ أبريل. وتمحورت الخلافات الرئيسية حول فتح قطاعي الزراعة والألبان الهنديين الواسعين أمام المنتجات الأمريكية، واستمرار الهند في شراء النفط الروسي. كما أشار الجانبان إلى سوء التقدير السياسي وتجاهل الإشارات الدبلوماسية كعوامل أدت إلى انهيار المحادثات.
أُعلن عن التعريفة الجمركية الأولية (25%) على الواردات الهندية في يوليو، ودخلت حيز التنفيذ في 7 أغسطس. وكان هذا الإجراء جزءًا من سياسة التعريفة الجمركية المتبادلة التي تنتهجها إدارة ترامب، والتي تستهدف الدول التي تفرض حواجز جمركية كبيرة على السلع الأمريكية. وقد سجلت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا مع الهند بقيمة $45.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024. وقبل ساعات قليلة من سريان الضريبة الجديدة، فرضت واشنطن تعريفة جمركية إضافية بقيمة 25%، مشيرةً تحديدًا إلى استمرار استيراد الهند للنفط الروسي. والجدير بالذكر أن النفط الروسي يُشكل الآن حوالي 35% من إجمالي واردات الهند من الوقود، وهي زيادة حادة عن 0.2% قبل الصراع في أوكرانيا.
تشمل القطاعات الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية الإضافية - والتي قد ترفع إجمالي الرسوم الجمركية إلى 50% - الملابس، والأحجار الكريمة والمجوهرات، والأحذية، والسلع الرياضية، والأثاث، والمواد الكيميائية. تُهدد هذه الخطوة آلاف المصدّرين الصغار ووظائفهم المرتبطة بها. مع ذلك، مُنحت البضائع المتجهة بالفعل إلى الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي للرسوم الجمركية إعفاءً لمدة ثلاثة أسابيع. تُطبق الإعفاءات أيضًا على الصلب، والألمنيوم، وسيارات الركاب، والنحاس، وغيرها من السلع الخاضعة لرسوم جمركية منفصلة بموجب برامج التجارة المتبادلة.
ردًا على ذلك، تعهدت الهند باتخاذ تدابير دعم مالي، مثل زيادة دعم القروض المصرفية، ومبادرات لمساعدة المصدرين على تنويع أسواقهم لتخفيف الخسائر المحتملة بسبب الرسوم الجمركية. وحددت الحكومة ما يقرب من 50 دولة لاستهدافها لزيادة صادراتها. ويؤكد المسؤولون أن المناقشات التجارية مع الولايات المتحدة لا تزال جارية.
فيما يتعلق بواردات النفط الروسية، لم تُصدر الهند أي توجيهات جديدة للحد من مشترياتها. في غضون ذلك، أعرب مسؤولون في السفارة الروسية في نيودلهي عن ثقتهم في أن موسكو ستواصل توريد النفط إلى الهند.
ويشكل هذا التصعيد الأخير في التعريفات الجمركية فصلا مهما في العلاقة التجارية المعقدة بين البلدين.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 50% على الواردات الهندية، مدفوعة بفشل المفاوضات التجارية واستمرار الهند في شراء النفط الروسي، يسلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في ديناميكيات التجارة العالمية. بالنسبة للشركات في عُمان، يُبرز هذا أهمية أهمية التنوع واليقظة في سلاسل التوريد، إذ قد تؤدي التغيرات المفاجئة في التعريفات الجمركية إلى عرقلة تدفقات التجارة الإقليمية. ينبغي على المستثمرين الأذكياء النظر في استكشاف أسواق التصدير البديلة والصناعات الأقل تعرضًا للتوترات بين الولايات المتحدة والهند لتخفيف المخاطر والاستفادة من إعادة تنظيم التجارة الجديدة.
