كيف يساهم دور جهاز الاستثمار العماني في تحسين التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان في تعزيز ثقة المستثمرين ونمو الأعمال
في نشرتها الفصلية إنجاز وإعجازبمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيس جهاز الاستثمار العُماني، أكدت الهيئة على استثماراتها الدولية المهمة ومساهماتها الحيوية في تعزيز الاقتصاد العُماني في ظل التحديات العالمية. وقد عززت هذه الجهود ثقة المستثمرين بشكل ملحوظ، وأعادت التصنيف الائتماني للسلطنة إلى مستوى الاستثمار بعد تراجع استمر سبع سنوات.
نجح جهاز الاستثمار العماني في خفض ديون الشركات بما يزيد عن 2.5 مليار ريال عماني وخفض الضمانات الحكومية بما يصل إلى 47%.
منذ إنشائه، خصص جهاز الاستثمار العماني 8.8 مليار ريال عُماني من خلال صندوق التنمية الوطني، موجهًا استثمارات تُعدّ في الوقت نفسه آليات مالية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتخفيف الضغوط على الموازنة، وتحفيز النمو. وتشمل القطاعات الرئيسية ذات التأثير الكبير المستهدفة السياحة والعقارات (9%)، والخدمات اللوجستية (8%)، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (4%). تُسهم هذه القطاعات في تنويع القاعدة الاقتصادية، وتوليد فرص العمل، وتعزيز سلاسل التوريد المحلية.
تتضمن استراتيجية جهاز الاستثمار العماني إعادة استثمار أرباح النفط والغاز في صندوق مستقبل عُمان (FFO)، مما يُمثل تقدمًا ملحوظًا في تمكين القطاع الخاص وتعزيز التنويع الاقتصادي خارج قطاع النفط والغاز. ويتماشى هذا الصندوق، برأس مال يبلغ ملياري ريال عُماني، مع رؤية عُمان 2040 من خلال تركيز الاستثمارات على القطاعات ذات الأولوية، مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، والتعدين، والسياحة، والطاقة النظيفة، ومصايد الأسماك، والتحول الرقمي.
ويدعم صندوق التنمية المالية الرؤية من خلال تخصيص 90% من استثماراته للمشاريع المحلية المباشرة و10% لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي الوطني.
يدير صندوق التنمية الوطني (NDF) الأصول والشركات المحلية في سلطنة عُمان، بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم ميزانية الدولة من خلال توزيع الأرباح وتصفية الأصول. ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في قطاعات تشمل السياحة والعقارات والتعدين والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي ومصايد الأسماك.
أُطلق صندوق مستقبل عُمان مطلع عام ٢٠٢٤، وهو أحدث مبادرات جهاز الاستثمار العُماني وأكثرها طموحًا. باستثمارات قدرها ملياري ريال عُماني على مدى خمس سنوات، يُركز الصندوق على المشاريع المحلية ذات الأثر الكبير والاستثمارات الاستراتيجية التي تُعزز التنوع الاقتصادي وتُعزز جاذبية عُمان للمستثمرين. كما يُسهم الصندوق بدورٍ محوري في تمكين القطاع الخاص من خلال الاستثمار في المشاريع الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
حاليًا، تتركز استثمارات جهاز الاستثمار العماني محليًا في الغالب، حيث تتركز 61.31 تريليون دولار أمريكي (TP3T) في عُمان. أما على الصعيد الدولي، فتتوزع الاستثمارات عبر القارات، وتتصدرها أمريكا الشمالية بـ 19.91 تريليون دولار أمريكي (TP3T). ويستحوذ قطاع الطاقة على ما يقرب من 681 تريليون دولار أمريكي (TP3T) من إجمالي الاستثمارات، يليه قطاعا السياحة والعقارات بـ 91 تريليون دولار أمريكي (TP3T).
ويسلط هذا النهج الاستثماري الشامل الضوء على التزام جهاز عمان للاستثمار بتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق تنويع أوسع بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إعادة توجيه عائدات النفط والغاز الاستراتيجية لهيئة الاستثمار العمانية نحو قطاعات متنوعة من خلال صندوق التنمية الوطني وصندوق مستقبل عُمان تشير إلى دفعة قوية نحو النمو الاقتصادي المستدام وتمكين القطاع الخاصيُتيح هذا فرصًا قيّمة للشركات في قطاعات مثل السياحة والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة النظيفة، في حين ينبغي على المستثمرين الأذكياء إعطاء الأولوية للمشاريع التي تتوافق مع أهداف التنويع الاقتصادي في رؤية عُمان 2040 للاستفادة من المبادرات الحكومية. ومع ذلك، لا بد من توخي الحذر، إذ قد يُشكّل هذا التحول مخاطر قصيرة الأجل على الصناعات المعتمدة على النفط في ظلّ تحوّل تدفقات رأس المال وديناميكيات السوق المتغيّرة.