مشروع القبة المبتكر يستهدف عُمان كمركز رئيسي لنمو صناعة الألعاب والإبداع: ما يعنيه للمستثمرين ورجال الأعمال
مسقط: من المقرر إطلاق مبادرة معمارية رائدة تجمع بين هياكل القبب الجيوديسية والابتكار الرقمي في سلطنة عُمان، بقيادة الفريق الهندسي الإيراني الذي يقف وراء مشروع "هيميبول". ويمثل هذا إنجازًا هامًا في خططهم للتوسع الإقليمي، حيث يقدمون تصاميم مستقبلية إلى مسقط وخارجها.
بعد خمس سنوات من تطوير وهندسة قباب جيوديسية متطورة، اختار مؤسسو هيميبول عُمان موقعًا مثاليًا لإطلاق مركزهم المتخصص في الألعاب وإنشاء المحتوى. تعكس هذه الخطوة استراتيجية الشركة لدمج هذه الأشكال المعمارية الفعّالة في الصناعات الإبداعية.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة عُمان أوبزرفر، قال محمد أمين أنوري، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركة هيميبول: "بعد ما يقرب من خمس سنوات من تطوير وهندسة وإنتاج القباب الجيوديسية، اخترنا التوسع في القطاعات التي تعمل فيها هذه الهياكل ليس فقط كحلول معمارية وظيفية ولكن أيضًا كمعالم بارزة وتقدمية".
جاء قرار التركيز على عُمان بعد دراسات جدوى شاملة وتعاون مع أبرز المهندسين المعماريين والمهندسين الإيرانيين. ترى هيميبول عُمان بيئة مستقرة وسهلة الوصول ومحفزة للابتكار، مما يميزها عن غيرها في المنطقة.
خلال المرحلة الأولى، سيزور فريق هيميبول مسقط من 2 إلى 6 نوفمبر للمشاركة في معرض مشروع عُمان، وهو منصة رئيسية لمشاريع البنية التحتية والتنمية في السلطنة. كما سيُقيّم الفريق المخيمات الصحراوية القائمة باستخدام هياكل قببية، وسيتواصل مع شركات استثمارية مهتمة بالمشاريع المعمارية الرائدة.
أوضح أمير أنوري، الرئيس التنفيذي لشركة هيميبول، قائلاً: "تهدف زيارتنا إلى فهم السوق المحلية، والالتقاء بالمستثمرين المحتملين، ورصد الاستخدام الحالي للقباب الجيوديسية في قطاع السياحة في عُمان. ونتطلع إلى دمج هذه الأشكال المعمارية في صناعة الألعاب العالمية سريعة النمو".
يُسلّط مؤسسو هيميبول الضوء على التناغم بين التراث المعماري العُماني والتطلعات المعاصرة، مما يجعل تصاميم القباب مُنسجمة بشكل طبيعي. وتُدمج مُخيّمات البلاد الصحراوية الفاخرة بالفعل مثل هذه الهياكل، ما يُتيح الجمع بين الفائدة العملية والطابع الثقافي.
قال أبتين شمسي، مدير الأعمال: "تُظهر عُمان ارتباطًا وثيقًا بالهياكل الجيوديسية. تُجسّد هذه القباب عمارة المساجد التقليدية، ولكن مع إعادة تصميمها بأسلوب عصري وديناميكي."
وسيعمل مركز الألعاب والمحتوى المخطط له كمركز للترفيه الرقمي ومعلم ثقافي، حيث يدمج التكنولوجيا مع التصميم المستوحى من الهوية المعمارية للمنطقة.
تتميز قباب هيميبول بكفاءتها في استخدام الطاقة ومرونتها وقدرتها على التكيف. صُممت لتتحمل الظروف المناخية القاسية، وتستهلك طاقة منخفضة، مع أنظمة طاقة شمسية متكاملة مصممة خصيصًا لإمكانات الطاقة الشمسية الوفيرة في عُمان.
أشار محمد أمين إلى أن "هياكلنا مصممة لتتحمل البيئات القاسية. إن دمج الطاقة الشمسية مباشرةً في القباب يجعلها مثالية لعُمان".
يتيح تصميمها المعياري إمكانية التخصيص بناءً على احتياجات العميل، بما في ذلك خيارات الطلاء الواقي والمواد والمواصفات الجمالية. تتيح هذه المرونة فرصًا واعدة في قطاعات السياحة والترفيه والبنية التحتية المستدامة.
في المستقبل، تهدف هيميبول إلى دعم أهداف الاستدامة في سلطنة عُمان من خلال مشاريع معمارية صديقة للبيئة، خالية من الكربون تقريبًا. وصرح محمد أمين: "نخطط للتوسع نحو مشاريع القرى الخضراء التي تعتمد على هندسة معمارية معيارية ذاتية الاستدامة، بما يتماشى مع التزام سلطنة عُمان بالطاقة المتجددة والحياة المستدامة".
أعرب أعضاء قيادة هيميبول - محمد أمين أنوري، وأمير أنوري، وأبطين شمسي - عن اهتمامهم الكبير بتكوين شراكات مع المستثمرين والمطورين والمؤسسات الابتكارية العمانية، مؤكدين على أهمية التعاون لتكييف تصميماتهم مع السياقات المحلية.
واختتم محمد أمين قائلاً: "بفضل فريقنا من المهندسين الإيرانيين المتميزين وخبرتنا الواسعة في الإنتاج، نتطلع إلى التوسع بما يتماشى مع احتياجات وفرص سلطنة عمان".
تبشر هذه المبادرة بعصر جديد من الهندسة المعمارية المبتكرة والمستدامة في عُمان، حيث تمزج بين التكنولوجيا المتطورة والتراث الثقافي.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
دخول هيميبول إلى عُمان يُشير إلى فرصة تحويلية للتقارب بين الهندسة المعمارية المبتكرة والصناعات الرقمية، مما يجعل عُمان مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا الإبداعية والتصميم المستدام. بالنسبة للشركات، تُسلط هذه المبادرة الضوء على الإمكانات المتاحة في الاستفادة من بيئة عُمان المستقرة والداعمة للابتكار ومواردها من الطاقة المتجددة لتطوير بنية تحتية متطورة ومشاريع خضراء. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء مراعاة شراكات تستفيد من التصميمات المعيارية الموفرة للطاقة لتلبية احتياجات قطاعات السياحة والألعاب والاستدامة المتوسعة، بما يتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي والبيئة الأوسع في سلطنة عمان.
