توجه عُمان نحو التنقل الأخضر والخدمات اللوجستية منخفضة الكربون: ما يجب على المستثمرين والشركات معرفته
مسقط: تُكثّف عُمان جهودها الرامية إلى إرساء منظومة نقل مستدامة من خلال سلسلة من مبادرات النقل منخفضة الكربون التي تقودها وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تشمل هذه المبادرات توسيع البنية التحتية للسيارات الكهربائية، وتطوير أنواع الوقود الأخضر، وخفض الانبعاثات البحرية، وهي جميعها جزء لا يتجزأ من طموح عُمان الأوسع في أن تصبح رائدة إقليميًا في مجال الخدمات اللوجستية الخضراء والتكنولوجيا النظيفة.
تم إحراز تقدم ملحوظ في البنية التحتية للسيارات الكهربائية، حيث أصبحت أكثر من 160 محطة شحن عامة وخاصة عاملة في مختلف المحافظات بحلول الربع الثالث من عام 2025. إضافةً إلى ذلك، أطلقت الوزارة تطبيق "شاهين"، وهو تطبيق وطني لشحن السيارات الكهربائية، يُمكّن المستخدمين من تحديد مواقع محطات الشحن، والتحقق من توفرها في الوقت الفعلي، وإتمام عمليات الدفع إلكترونيًا. يدعم هذا التوسع تزايد اعتماد السيارات الكهربائية، ويتماشى مع رؤية عُمان للتنقل الحضري المستدام.
شهد مطلع عام ٢٠٢٥ إنجازًا تاريخيًا مع إطلاق أول محطة لإنتاج وتوريد وتوزيع الهيدروجين في الشرق الأوسط، بالتعاون مع شركة شل عُمان. تُشكل هذه المحطة حجر الأساس في إطلاق وسائل النقل العاملة بالهيدروجين، حيث بدأ تشغيل أول أسطول من ١٥ مركبة هيدروجينية خفيفة. ومن بين الابتكارات الأخرى شاحنة ثنائية الاحتراق، قادرة على العمل بالديزل والهيدروجين، صُممت وبُنيت بالكامل على يد خبراء عُمانيين، وحصلت على جائزة التميز والابتكار في الملتقى الهندسي الخليجي السادس والعشرين.
في القطاع البحري، تُعزز وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهودها في مجال إزالة الكربون من خلال عدة مشاريع. وقد تم إبرام اتفاقية امتياز لإنشاء أول منشأة صديقة للبيئة في المنطقة لإعادة تدوير السفن في خطمة ملاحة، ملتزمةً بالمعايير الدولية للبيئة والسلامة. كما طبّق ميناء صحار والمنطقة الحرة نظام كيّ بارد يُزوّد السفن الراسية بالكهرباء من الشاطئ، مما يُخفّض الانبعاثات بشكل كبير أثناء الرسو. إضافةً إلى ذلك، وُقّعت مذكرة تفاهم مع شركاء من القطاع الخاص لتطوير أول منشأة متكاملة لإنتاج الميثانول الأخضر في عُمان، والتي ستوفر وقودًا نظيفًا للسفن وتُسرّع من إزالة الكربون في القطاع البحري.
تؤكد هذه المبادرات التزام عُمان بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، مع دعم أهداف الاستدامة الوطنية. ويعكس التركيز على التنقل بالهيدروجين، وتوسيع البنية التحتية للسيارات الكهربائية، وإنتاج الميثانول الأخضر، وكهربة السفن، وقدرات إعادة التدوير، استراتيجيةً موحدةً للحد من الانبعاثات في قطاع النقل البري والبحري.
من خلال تطوير حلول النقل الأخضر المبتكرة وخيارات الوقود المستدامة، تهدف سلطنة عُمان إلى بناء بيئة لوجستية متطورة ومنخفضة الكربون تعزز قدرتها التنافسية الدولية وتحقق الأهداف البيئية طويلة الأجل. — ONA
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
الدفعة القوية التي تبذلها عُمان نحو نظام بيئي للنقل المستدام، بقيادة استثمارات كبيرة في البنية التحتية للسيارات الكهربائية، والتنقل بالهيدروجين، وإزالة الكربون البحري، تقدم فرص هائلة للشركات تتماشى مع التقنيات الخضراء. ينبغي على المستثمرين الأذكياء أن يأخذوا في الاعتبار الاستفادة من القطاعات الناشئة كما يمكن لرواد الأعمال استكشاف حلول مبتكرة في مجال الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا النظيفة للاستفادة من استراتيجية الحكومة المنسقة وتوسع الطلب في السوق.
