تطوير المواقع التراثية في عُمان: كيف سيعزز السياحة وفرص الأعمال للمستثمرين
مسقط - قال وزير التراث والسياحة سالم بن محمد المحروقي إن سلطنة عمان تستغل استراتيجيا محفظتها الواسعة من مواقع التراث العالمي لليونسكو والمعالم التاريخية الأخرى لجذب السياح المحليين والدوليين.
وأكد الوزير أن الجمع بين التاريخ والتراث يعد أمرا أساسيا لتطوير قطاع سياحي متنوع ومستدام يحفز الاستثمار ويخلق فرص العمل ويفتح فرص العمل لرواد الأعمال العمانيين.
أوضح المحروقي أن "تطوير المواقع التراثية أمرٌ أساسيٌّ لجذب الاهتمام، وتشجيع الاستثمار، وتعزيز الحيوية الاقتصادية". وأشار إلى أمثلة ناجحة مثل مسفاة العبريين ونزوى، اللتين حوّلتهما المجتمعات التقليدية إلى وجهات سياحية مستدامة مُعترف بها من قِبَل الأمم المتحدة للسياحة. وأضاف في مقابلة مع أحدث إصدار من تقرير "عُمان 2025" الصادر عن مجموعة أكسفورد للأعمال: "تُقدّم هذه المناطق للزوار تجارب ثقافية غامرة من خلال أماكن الإقامة المحلية والفنون والفولكلور".
كما أكد المحروقي على أهمية الاستدامة في استراتيجية عُمان السياحية طويلة المدى. "يلتزم القطاع بالتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وطموح عُمان لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050. هدفنا هو بناء منظومة سياحية تُولي الأولوية لحماية البيئة، وتدعم المجتمعات المحلية، وترفع مستوى الوعي بالاستدامة، وإزالة الكربون، والإجراءات التصحيحية اللازمة."
ومن المبادرات البارزة في هذا السياق مشروع مدينة يتي المستدامة، الذي تبلغ تكلفته مليار ريال عماني ($1)، والذي يضم مبانٍ موفرة للطاقة، وطاقة متجددة، وترشيدًا للمياه، ومساحات خضراء. ومن المتوقع أن يصبح هذا المشروع أول مجتمع خالٍ من الانبعاثات الكربونية في عُمان بحلول عام 2040.
أشار الوزير إلى أن "السياحة تمر بمرحلة محورية، إذ يسعى المسافرون المعاصرون بشكل متزايد إلى وجهات تتوافق مع قيمهم". وأضاف: "في الوقت نفسه، يُولي المستثمرون المؤسسيون الأولوية للاستدامة، مُبرزين الحاجة إلى تعزيز فرص الاستثمار الصديقة للبيئة".
ولتعزيز قدرة القطاع على الصمود في مواجهة الصدمات الخارجية، وخاصة تلك التي شهدها بعد جائحة كوفيد-19، تعمل الوزارة على تنويع العروض السياحية في عُمان والترويج للسياحة الداخلية، التي شكلت ما يقرب من 70% من مليون سائح مسجل في عام 2024.
وأضاف المحروقي: "نعزز جاذبية عُمان من خلال تطوير معالم سياحية جديدة، مثل حديقة عُمان النباتية، ومتحف عُمان عبر العصور، وأطول مسار انزلاقي مائي في العالم في خصب. كما نتعاون بشكل وثيق مع قطاعي الضيافة والتجزئة لدعم السياحة الداخلية من خلال حملات ترويجية مُستهدفة".
يتطلب استدامة النمو لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 استثمارات ضخمة وتنويعًا أكبر للمنتج السياحي. وصرح قائلاً: "هدفنا الوطني هو جذب 11 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2040، مع التركيز على سياحة المغامرة والرفاهية والسياحة البيئية والرحلات البحرية وسياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) والسياحة الرياضية. ويتطلب تحقيق ذلك تطوير بنية تحتية متخصصة مدعومة باستثمارات تتجاوز قيمتها 1.5 مليار دولار أمريكي، بهدف دفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم المجتمعات المحلية".
كما أشاد المحروقي بدور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع السياحة، مستشهدًا بمشاريع مثل المجمعين السياحيين المتكاملين "الموج مسقط" و"جبل السيفة". وسلط الضوء على مساهمات مجموعة عمران، الذراع الاستثمارية الحكومية في قطاع السياحة، والتي تدير خمسة مشاريع تطوير رئيسية، و29 مشروعًا فندقيًا، وخمسة معالم طبيعية وتراثية.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن التركيز الاستراتيجي لسلطنة عمان على الاستفادة من مواقع التراث العالمي لليونسكو وتنمية السياحة المستدامة يمثل فرصة نمو كبيرة للشركات والمستثمرين تهدف الشركة إلى الاستفادة من سوق يُقدّر التراث، والسفر الصديق للبيئة، والمشاركة المجتمعية. ويتوافق الالتزام بالاستدامة وخطة استثمارية بقيمة 1.5 مليار ريال عماني و4.5 مليار ريال عماني مع رؤية عُمان 2040. تشير إلى إمكانات قوية للمشاريع في السياحة البيئية والرفاهية والمغامرة وتطوير البنية التحتيةمع تسليط الضوء أيضًا على ضرورة بناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية من خلال تنويع العروض. ينبغي على المستثمرين ورواد الأعمال الأذكياء إعطاء الأولوية للشراكات مع القطاعين العام والخاص ومواءمة المشاريع مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية للاستفادة من التفضيلات المتطورة للمسافرين المعاصرين والمستثمرين المؤسسيين.
