...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
عُمان تُحسّن إطار الجودة الوطني: الآثار الرئيسية على المستثمرين ونمو الأعمال

عُمان تُحسّن إطار الجودة الوطني: الآثار الرئيسية على المستثمرين ونمو الأعمال

مسقط: تعمل سلطنة عُمان، من خلال وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والإدارة العامة للمواصفات والمقاييس، على تطوير نظامها الوطني للمواصفات والمقاييس بشكل مطرد. وتنسجم هذه المبادرات مع أهداف الخطة الخمسية العاشرة للتنمية ورؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الوطنية للجودة ورفع مستوى تنافسية الاقتصاد العُماني إقليمياً وعالمياً.

تشمل هذه المبادرة الشاملة العديد من المشاريع الرئيسية: تنظيم المعادن الثمينة والأشياء الثمينة في الأسواق المحلية، وتعزيز إطار تقييم المطابقة، والترويج للمعايير لدعم قطاعات التنمية من خلال متجر المواصفات العمانية، ورفع مستوى القدرات الفنية في مجال القياس، وإنشاء مركز الاعتماد العماني، ومواصلة تطوير علامة الجودة العمانية، وصياغة استراتيجية وطنية للتقييس والجودة للفترة 2026-2030، وتنفيذ نظام إدارة الجودة القائم على معيار ISO 9001.

أكد عماد بن خميس الشكيلي، المدير العام للإدارة العامة للمعادن الثمينة، أن عام 2025 يُمثل عاماً محورياً للتقدم الاستراتيجي (2025-2028). وقد وقّعت سلطنة عُمان مذكرات تفاهم مع البحرين والهند وبيلاروسيا وتونس لتعزيز الاعتراف المتبادل في مجال المعادن الثمينة وتقييم المطابقة. كما كثّفت عُمان مشاركتها في هيئات التقييس الدولية، مثل المنظمة الدولية للمقاييس القانونية (ISO) والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، مما يُعزز تكامل نظام الجودة العالمي لديها ومكانتها الدولية.

في مجال تطوير المعايير، أطلقت المديرية العامة للمعايير والمقاييس خمسة مشاريع وطنية جديدة تغطي الأواني العمانية التقليدية، ومنتجات اللبان، ومستحضرات التجميل، والإضاءة الموفرة للطاقة، وعدادات المياه الذكية. وتم اعتماد تسعة معايير وطنية ضمن خطة 2025، إلى جانب اعتماد 1009 معايير موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، منها 196 معياراً طورتها سلطنة عمان. وتشمل هذه المعايير الأواني التقليدية، واللبان، ومستحضرات التجميل، والإضاءة الموفرة للطاقة، والعدادات الذكية، ومواد البناء المستدامة، وسلامة الأغذية، والأجهزة الطبية الأساسية. وارتفع تمثيل سلطنة عمان في اللجان الفنية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى 170 عضواً، مما يعزز دورها في صياغة المعايير الإقليمية.

فيما يتعلق بتقييم المطابقة، أفاد الشكيلي بتبسيط الإجراءات للمستوردين والمصنعين، حيث تم إصدار أكثر من 135 ألف شهادة مطابقة إلكترونية، و79 شهادة مطابقة وطنية، و68 شهادة "إلى من يهمه الأمر" خلال عام 2025. كما تم إصدار 1163 ملصقًا لكفاءة الطاقة ضمن المرحلة الثانية من اللوائح الفنية. وتم إطلاق الهوية الإعلامية لمركز الاعتماد العماني، حيث تم اعتماد خمسة مختبرات اختبار جديدة، وتسجيل أو تجديد تراخيص أكثر من 109 مختبرات اختبار ومعايرة. وشهدت هيئات تقييم المطابقة المسجلة زيادة بنسبة 61% على أساس سنوي، مع إصدار 173 ترخيصًا جديدًا، مما يعكس نموًا قويًا في نظام الاعتماد الوطني وتعزيز ثقة السوق في البنية التحتية للجودة.

شملت جهود بناء القدرات سبعة برامج متخصصة بالشراكة مع مركز الاعتماد الخليجي، حيث تم تدريب أكثر من 250 فرداً في مجالات التسجيل والاعتماد والاختبار والمعايرة على مدى عامين. كما شارك في أكثر من خمس عشرة دورة تدريبية فنية العديد من الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.

دعماً لتنمية ريادة الأعمال، تخطط المديرية العامة للتعدين والجيولوجيا لإطلاق خدمة دمغ سريعة للمختبرات المتخصصة في المعادن الثمينة والمجوهرات، مع دمج الشركات الصغيرة والمتوسطة. كما سيتم إطلاق برنامج متخصص لريادة الأعمال يستهدف قطاعات التصنيع والاستيراد وتقييم المطابقة والشهادات وهيئات التفتيش، مما يتيح فرصاً استثمارية في توريد وصيانة معدات المختبرات.

لعب المركز الوطني للمعايرة دوراً محورياً، حيث أطلق المعيار الوطني للكتلة، وتحقق من 1121 مضخة وقود عبر مختبره المتنقل لضمان مطابقتها للمواصفات الوطنية. كما قام المركز بمعايرة 955 جهازاً لقياس الكتلة والأبعاد ودرجة الحرارة والحجم في عام 2025، ووضع معايير لعدادات الكهرباء الذكية وأنظمة المياه، مما عزز دقة القياسات وثقة المستهلكين في البنية التحتية عالية الجودة في سلطنة عمان.

في إطار التحول الرقمي، أطلقت المديرية العامة للمواصفات والمقاييس خمس خدمات إلكترونية جديدة على البوابة الحكومية، وطورت نظام خدمات المطابقة، وخططت لدمج إصدار ملصقات كفاءة الطاقة في منصة "الحزم". وتراوحت معدلات تنفيذ هذه المبادرات بين 85% و95%، مع الإنجاز الكامل لمشاريع مستودع المواصفات العمانية، وعلامة الجودة العمانية، وتنظيم الإشراف على المعادن الثمينة.

أكد الشكيلي أن تعزيز البنية التحتية للجودة أمرٌ أساسي لتنافسية المنتجات المحلية وجذب الاستثمارات. وقد حققت سلطنة عُمان قفزة نوعية، إذ تقدمت 57 مركزًا لتحتل المرتبة الستين عالميًا من بين 155 دولة في مؤشر البنية التحتية للجودة من أجل التنمية المستدامة الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو). وتحتل عُمان الآن المرتبة السادسة في الشرق الأوسط. ويواصل فريق الإدارة العامة للجودة في سلطنة عُمان جهوده لتعزيز عضويتها في منظمة المعايير الدولية (ISO)، ومراقبة مؤشرات التقييس والجودة، والتنسيق على المستوى الوطني، والتواصل مع اليونيدو لبناء نظام جودة متين يُحسّن من مكانة عُمان في المؤشرات الدولية.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تعزيز سلطنة عمان الاستراتيجي لمعاييرها الوطنية ونظام القياس، بما يتماشى مع رؤية 2040، يضع هذا الوضع السلطنة في مكانة رائدة إقليمية في مجال الجودةمما يُحسّن القدرة التنافسية والاندماج الدولي. وهذا بدوره يُسهم في خلق بيئة أعمال تُعزز القدرة التنافسية. فرص في قطاعات مثل المعادن الثمينة والتقنيات الذكية وشهادات الجودةفي حين ينبغي على المستثمرين الأذكياء التفكير في التوسع في خدمات البنية التحتية عالية الجودة الناشئة والصناعات الجاهزة للتصدير المدعومة بمعايير مجلس التعاون الخليجي الموحدة. ويعزز النمو السريع في الاعتماد وتقييم المطابقة ثقة السوق، ولكنه أيضاً يرفع ذلك من مستوى الامتثال، مما يشكل مخاطر على الشركات التي تتباطأ في التكيف مع اللوائح المتطورة.

سوق عُمان

يضم فريق أبحاث "عُمانت" مجموعة من الصحفيين المتخصصين ومحللي السوق والمساهمين في القطاع، يتمتع كلٌ منهم بخبرة في مجالاته، من البنوك والطاقة إلى العقارات والسياحة. مهمتنا هي تقديم تقارير دقيقة وفورية وقابلة للتنفيذ حول الاتجاهات التي تُشكل السوق العُمانية. كل مقال هو ثمرة بحث تعاوني، وتدقيق دقيق للحقائق، والالتزام بتقديم رؤى تُمكّن قرائنا من اتخاذ قرارات مدروسة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *