...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
ستاندرد آند بورز تؤكد تصنيف عُمان السيادي عند "BBB-/A-3": ماذا يعني ذلك للمستثمرين وثقة الشركات في عُمان؟

ستاندرد آند بورز تؤكد تصنيف عُمان السيادي عند "BBB-/A-3": ماذا يعني ذلك للمستثمرين وثقة الشركات في عُمان؟

مسقط، 27 سبتمبر أكدت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني تصنيف سلطنة عُمان السيادي عند "BBB-" للديون طويلة الأجل و"A-3" للديون قصيرة الأجل بالعملات الأجنبية والمحلية، مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة. وأبقى تقييم التحويل والتحويل عند "BBB".

ويعكس هذا التأكيد ثقة ستاندرد آند بورز في التزام سلطنة عُمان بالانضباط المالي والإصلاحات الهيكلية الجارية، على الرغم من انخفاض أسعار النفط المتوقعة في السنوات المقبلة.

صرحت وكالة ستاندرد آند بورز: "نتوقع أن تظل الحكومة العُمانية ملتزمة بالانضباط المالي طوال فترة انخفاض أسعار النفط المحتملة الممتدة". وبينما تتقدم جهود التنويع الاقتصادي، لا تزال الهيدروكربونات المصدر الرئيسي للإيرادات المالية وإيرادات التصدير.

وفقًا لأحدث توقعات ستاندرد آند بورز، من المتوقع أن تسجل عُمان عجزًا ماليًا متواضعًا قدره 0.51 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، يليه ميزانيات متوازنة على نطاق واسع خلال الفترة من 2026 إلى 2028. كما تتوقع الوكالة أن تحافظ عُمان على صافي أصول حكومية عامة يبلغ حوالي 81 تريليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة.

تعكس النظرة المستقبلية المستقرة توازنًا بين الآثار الإيجابية للإصلاحات المالية والاقتصادية في عُمان والضعف الهيكلي للبلاد تجاه تقلبات أسعار النفط. ويفترض السيناريو الأساسي لوكالة ستاندرد آند بورز أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت $60 للبرميل في عام 2025، وأن يرتفع إلى $65 للبرميل بين عامي 2026 و2028، مقارنةً بمتوسط $84 للبرميل بين عامي 2021 و2024.

بدأت جهود عُمان لتقليل اعتمادها على النفط تؤتي ثمارها. وتشمل المبادرات الرئيسية إعادة تنظيم الكيانات الحكومية، وبيع الأصول لتحفيز نمو القطاع الخاص، وتطبيق أول ضريبة دخل شخصية في المنطقة. ورغم أنه من المتوقع أن تكون إيرادات هذه الضريبة متواضعة في البداية، إلا أنها تمثل خطوة حاسمة نحو تنويع مصادر الدخل.

وأشارت وكالة ستاندرد آند بورز إلى أن "الإجراءات التي تهدف إلى الحد من تأثير تقلب أسعار النفط - مثل الإصلاحات المالية، وضوابط الإنفاق، وتنمية القطاع الخاص - تعمل بشكل مطرد على تعزيز مرونة الاقتصاد العماني".

وفي حالة انخفاض أسعار النفط بشكل كبير، تتوقع ستاندرد آند بورز أن تتمكن الحكومة من تخفيف الضغوط المالية من خلال خفض الإنفاق الرأسمالي ــ الذي يبلغ حاليا نحو 1.71 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي ــ وتعديل التحويلات غير الإلزامية إلى صناديق الادخار.

فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، تتوقع ستاندرد آند بورز معدل نمو متوسط للناتج المحلي الإجمالي يبلغ 21.3 تريليون دولار أمريكي سنويًا بين عامي 2025 و2028، بدعم من قطاعي الهيدروكربونات وغير الهيدروكربونات. وتُمثل الأنشطة غير النفطية، بما في ذلك البناء والتصنيع والخدمات، حاليًا ما يُقدر بنحو 731.3 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي، مما يُبرز التنويع التدريجي للاقتصاد.

من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2028. ومع ذلك، يُتوقع أن يُقلص انخفاض الأسعار إيرادات الحساب الجاري، مما يؤدي إلى عجز متوسط في الحساب الجاري يبلغ 1.91 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي خلال فترة التوقعات. وتتوقع ستاندرد آند بورز أن يُمول هذا العجز بشكل كبير من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي بلغ متوسطه حوالي 101 تريليون دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الأخيرة.

وأشادت الوكالة أيضًا بالتقدم الذي أحرزته سلطنة عمان في الشفافية المالية والحوكمة، مشيرة إلى نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي والمالية الفصلية ومشاركة البلاد في عملية مراجعة المادة الرابعة لصندوق النقد الدولي.

ومع توقع نمو القطاع غير الهيدروكربوني بمعدل 2.91 تريليون ريال سنويا، مدفوعا بالاستثمارات في التصنيع والسياحة، خلصت ستاندرد آند بورز إلى أن التوقعات لسلطنة عمان على المدى المتوسط تظل مستقرة، بدعم من زخم الإصلاح المستمر.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تأكيد التصنيف الائتماني لسلطنة عمان من قبل وكالة ستاندرد آند بورز مع نظرة مستقبلية مستقرة تشير إلى انضباط مالي قوي وإصلاحات هيكلية مستمرة، مما يوفر أساسًا متينًا للمرونة الاقتصادية على الرغم من تقلب أسعار النفط. وينبغي للشركات والمستثمرين الاستفادة من نمو القطاعات غير النفطية، وخاصة التصنيع والسياحة، مع توخي الحذر من تقلبات سوق النفط التي قد تؤثر على الاستقرار المالي. ينبغي لرواد الأعمال الأذكياء التركيز على فرص التنويع التي تدعمها الإصلاحات الحكومية وزيادة مشاركة القطاع الخاص للاستفادة من التحول الاقتصادي في سلطنة عمان.

سوق عُمان

يضم فريق أبحاث "عُمانت" مجموعة من الصحفيين المتخصصين ومحللي السوق والمساهمين في القطاع، يتمتع كلٌ منهم بخبرة في مجالاته، من البنوك والطاقة إلى العقارات والسياحة. مهمتنا هي تقديم تقارير دقيقة وفورية وقابلة للتنفيذ حول الاتجاهات التي تُشكل السوق العُمانية. كل مقال هو ثمرة بحث تعاوني، وتدقيق دقيق للحقائق، والالتزام بتقديم رؤى تُمكّن قرائنا من اتخاذ قرارات مدروسة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *