الخطة العاشرة تُطلق مشاريع متعددة: ما يحتاج المستثمرون ورواد الأعمال في عُمان إلى معرفته
مسقط - أعربت وزارة الاقتصاد عن بالغ اعتزازها بإشادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالنتائج الإيجابية التي تحققت في إطار خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021-2025). وتعزز هذه الإنجازات الثقة باستراتيجية السلطنة التنموية الشاملة والمتوازنة، وتؤكد التزامها الراسخ بالتنويع الاقتصادي والاستدامة، بما يتماشى مع النمو المطرد للاقتصاد الوطني وتحسّن المؤشرات المالية والاقتصادية، بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040.
أكد سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي، وكيل وزارة الاقتصاد، أن التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم، وتضافر جهود جميع الجهات المعنية، كان لهما دورٌ محوري في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، ومنها تحقيق معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي المستهدف في الخطة العاشرة، وتعزيز النمو الاقتصادي المدفوع بالقطاعات غير النفطية، وتحقيق تحول جذري نحو الاستدامة المالية، وتعزيز التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان ومكانتها التنافسية العالمية.
إن التقدم المستمر في استراتيجية التنويع الاقتصادي والتنفيذ السريع لأولويات التنمية في رؤية عُمان 2040 - بدءًا من الخطة الحالية - يشكل أساسًا متينًا لاستدامة أهداف التنمية طوال خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة (2026-2030)، مع التركيز القوي على التنويع.
خلال فترة الخطة العاشرة، تم تحقيق تقدم ملحوظ من خلال إنجاز وتشغيل مشاريع رئيسية وإطلاق العديد من المشاريع التنموية المحورية. وقد لعبت هذه المشاريع دورًا حيويًا في تنويع أطر الإنتاج والتصدير، وتنمية الاقتصاد، وزيادة فرص العمل، وجذب الاستثمارات في مختلف المحافظات. ومن أبرز المبادرات مدينة السلطان هيثم، أول مشروع مدينة مستقبلية في السلطنة، إلى جانب توسعة المناطق الاقتصادية والحرة والخاصة، مثل المنطقة الاقتصادية المتكاملة في الظاهرة ومنطقة الروضة الاقتصادية الخاصة في البريمي.
وساهمت الاستثمارات التنموية في تعزيز قطاعات الخدمات والقطاعات الاجتماعية المتعددة، وتوسيع البنية الأساسية للرعاية الصحية، وإطلاق مشاريع الطرق الاستراتيجية، وإجراء صيانة واسعة النطاق للطرق، وتعزيز النظم التعليمية في جميع الولايات والمحافظات.
بين عامي 2021 و2024، نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسلطنة عُمان بمعدل 3.41 تريليون ريال عُماني (TP3T)، مقتربًا من الهدف السنوي البالغ 3.51 تريليون ريال عُماني (TP3T) المحدد في الخطة العاشرة. وتجاوز نمو القطاع غير النفطي التوقعات، مسجلاً متوسط 4.11 تريليون ريال عُماني (TP3T) مقابل هدف قدره 3.51 تريليون ريال عُماني (TP3T)، بينما بلغ نمو قطاع النفط 2.31 تريليون ريال عُماني (TP3T)، وهو أقل بقليل من الهدف البالغ 3.51 تريليون ريال عُماني (TP3T) نتيجةً لتخفيضات إنتاج النفط الخام التي نسقتها أوبك بلس.
واصلت المؤشرات المالية والاقتصادية تحسنها في عام ٢٠٢٥، مع توقعات إيجابية لنمو القطاعات التنويعية على المدى المتوسط، مما يؤكد استدامة التقدم الاقتصادي، وتعزيز جاذبية الاستثمار، والاستقرار المالي. وانخفض الدين العام إلى ١٤.١ مليار ريال عُماني (٣٤.١١ مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي) بحلول منتصف عام ٢٠٢٥.
تم تأكيد التصنيف الائتماني لعُمان من الدرجة الاستثمارية هذا العام، حيث رفعته وكالة موديز من "Ba1" إلى "Baa3"، مما يعكس قوة المركز المالي للبلاد، وكفاءة إدارتها المالية، وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، وتوسع مشاريعها الاستراتيجية. وقد مكّنت هذه المرونة عُمان من تجاوز انخفاض إنتاج النفط والتحديات الاقتصادية العالمية بفعالية.
بنهاية الربع الأول من عام 2025، ارتفع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر بمقدار 20.61 تريليون ريال عُماني على أساس سنوي ليصل إلى 30.6 مليار ريال عُماني. وشهدت الصادرات غير النفطية نموًا بمقدار 9.11 تريليون ريال عُماني في النصف الأول من العام، لتصل إلى 3.3 مليار ريال عُماني، بينما زادت ودائع القطاع الخاص في البنوك بمقدار 61 تريليون ريال عُماني لتصل إلى حوالي 22 مليار ريال عُماني. وزاد حجم القروض والتمويل بمقدار 8.41 تريليون ريال عُماني، ليصل إجماليه إلى 34 مليار ريال عُماني.
ارتفع عدد المؤسسات الخاصة بجميع أحجامها بمقدار 9.41 تريليون ريال عُماني (3.3 تريليون دولار أمريكي) بحلول الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بالعام السابق، متجاوزًا 268 ألف مؤسسة. وارتفعت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 5.41 تريليون ريال عُماني (3.3 تريليون دولار أمريكي)، لتصل إلى 8.4 مليار ريال عُماني. كما ازداد عدد القوى العاملة العُمانية بمقدار 2.31 تريليون ريال عُماني (3.3 تريليون دولار أمريكي)، ليصل إلى 863,932 مواطنًا ومواطنة بحلول يوليو 2025، في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأسرية والمدنية.
ظل التضخم معتدلاً في عام ٢٠٢٥، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك تضخماً قدره ٠.٨١١ طن/طن من يناير إلى يوليو. ورغم انخفاض النشاط النفطي بنسبة ٠.٤١ طن/طن، فقد بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام ٢٠٢٥ ٢.٥١ طن/طن، مدعوماً بتوسع قوي في القطاعات غير النفطية بنسبة ٤.٤١ طن/طن.
من المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.21 تريليون دولار أمريكي بنهاية عام 2025، مرتفعًا من 1.61 تريليون دولار أمريكي بنهاية عام 2024، مدفوعًا بزيادة إنتاج النفط الخام عقب تخفيف قيود أوبك+، واستمرار قوة القطاعات غير النفطية. ويستفيد هذا النمو من استمرار التنويع الاقتصادي، وتحسين مناخ الاستثمار، وتنفيذ المبادرات الوطنية التي تعزز أداء القطاع الخاص وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو أمر بالغ الأهمية لخلق فرص العمل وجذب الاستثمارات.
أكد الدكتور المعولي أن السلطنة، من خلال جهودها المركزة لتحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية، والمتماشية مع المرحلة الأولى من تنفيذ رؤية عُمان 2040، قد حققت نهجًا متوازنًا يجمع بين ضبط المالية العامة والتحفيز الاقتصادي والأهداف الاجتماعية. وقد ساهمت هذه الجهود في توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وتحسين مستويات المعيشة، وخفض أعباء الدين العام، وتعزيز التصنيف الائتماني، مما مهد الطريق لتنمية مستدامة وشاملة.
  
 
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
إن نجاح سلطنة عمان في تنفيذ خطة التنمية الخمسية العاشرة يؤكد على التحول الاستراتيجي نحو التنوع الاقتصادي والاستدامةمما يعزز نمو القطاع غير النفطي بشكل كبير ويعزز الاستقرار المالي. وهذا يُبشر بالخير للشركات والمستثمرين فرص موسعة في القطاعات الناشئة والمناطق الاقتصادية الحرةفي حين ينبغي على رواد الأعمال الأذكياء الاستفادة من الحوافز الحكومية وتطوير البنية التحتية لدخول أسواق جديدة. ومع ذلك، لا بد من توخي الحذر المستمر لمواجهة تقلبات إنتاج النفط وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، بما يضمن المرونة والنمو المستدام بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040.

 
  
 