...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
التزام مجموعة البنك الدولي بإطلاق العنان للاستثمار الخاص: ما يعنيه ذلك لنمو الأعمال في رؤية عُمان 2040

التزام مجموعة البنك الدولي بإطلاق العنان للاستثمار الخاص: ما يعنيه ذلك لنمو الأعمال في رؤية عُمان 2040

مسقط: في عالمٍ يزداد ترابطًا، أصبح جذب رأس المال الخاص أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة. وفي كلمتها خلال حوار رئيس بورصة MSX يوم الاثنين، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أكدت ويندي فيرنر، مديرة مجموعة البنك الدولي في سلطنة عُمان، على الدور المحوري لـ"تعظيم التمويل من أجل التنمية". وسلطت الضوء على التعاون بين الحكومات والمستثمرين من القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الشامل والاقتصادات المرنة.

سلط الحدث الضوء على الشراكة طويلة الأمد بين عُمان ومجموعة البنك الدولي، والتي دعمت تنمية السلطنة منذ انضمامها إلى المؤسسة عام 1971. ويأتي هذا النقاش في لحظة محورية حيث تعمل عُمان على تسريع تحولها الوطني بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040، والتي تهدف إلى إنشاء اقتصاد متنوع وتنافسي مدعوم بالابتكار والاستثمار في القطاع الخاص.

قال فيرنر: "تعمل مجموعة البنك الدولي بشكل وثيق مع حكومة عُمان والقطاع الخاص لتوفير المعرفة والأدوات والحلول التمويلية التي من شأنها أن تُسهم في تحقيق رؤية عُمان 2040". وأضاف: "إن حشد التمويل من أجل التنمية أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف".

على الصعيد العالمي، تتسع فجوة تمويل التنمية. تُقدّر الأمم المتحدة الحاجة إلى مبلغ إضافي قدره $4 تريليون دولار أمريكي سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. ويتجاوز هذا المبلغ بكثير ما تُقدّمه المساعدات الإنمائية الدولية حاليًا. ورغم أن المؤسسات المالية العالمية تُدير أصولًا تُقدّر بالتريليونات، إلا أن جزءًا صغيرًا منها يُوجَّه إلى الأسواق الناشئة أو المشاريع ذات الأثر الاجتماعي الكبير.

بالنسبة لعُمان تحديدًا، يتطلب تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050 استثمارًا رأسماليًا بقيمة 1.23 مليار ريال عُماني (1.4 مليار دولار أمريكي). وتُعدّ الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة والابتكار الرقمي ركائز أساسية لرؤية عُمان 2040. وأشار فيرنر إلى أن "الحكومات لا تستطيع مواجهة هذه التحديات بمفردها. يجب أن يلعب الاستثمار الخاص دورًا محوريًا في خلق فرص العمل، والعمل المناخي، وتحقيق النمو المستدام".

أصبح حشد رأس المال الخاص أولوية استراتيجية لمجموعة البنك الدولي، التي تستغل الشراكات وأدوات التمويل المبتكرة لجذب الاستثمارات التجارية إلى قطاعات التنمية. بين عامي 2021 و2025، حشدت المجموعة $242 مليار دولار أمريكي عالميًا من خلال مبادرات تجمع بين التمويل العام والخاص.

من الأمثلة البارزة على ذلك مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في ساو باولو بالبرازيل، حيث ساهمت مجموعة البنك الدولي في حشد تمويل خاص ومؤسسي بقيمة $4. وقد وسّع هذا المشروع نطاق الوصول إلى المياه النظيفة لنحو أربعة ملايين شخص، مع تحسين البنية التحتية الحضرية. وتُظهر هذه المبادرات كيف يُمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تُوائِم المصالح التجارية مع الأهداف الاجتماعية، وهو نهجٌ يتزايد ملاءمته لأهداف البنية التحتية والاستدامة في عُمان.

وعلاوة على ذلك، توفر منصة الضمان التابعة لمجموعة البنك الدولي، والتي تم إطلاقها في عام 2024، ضمانات ائتمانية وآليات لتقاسم المخاطر ودعم السياسات لمساعدة المستثمرين على إدارة المخاطر والاستثمار بثقة في الأسواق الناشئة مثل عُمان.

مع استمرار عُمان في تطبيق الإصلاحات لجذب الاستثمار وتشجيع ريادة الأعمال، ستكون الشراكات القوية مع المؤسسات المالية الدولية بالغة الأهمية. وخلص فيرنر إلى أن "تعظيم التمويل من أجل التنمية لا يقتصر على التمويل فحسب، بل يشمل تهيئة البيئة المناسبة لازدهار الاستثمار الخاص، مما يُسهم في تحقيق الرخاء للأفراد والاقتصاد والكوكب. هذا هو جوهر رؤية عُمان 2040".


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تشير الشراكة القوية بين عُمان ومجموعة البنك الدولي إلى فرصة استراتيجية للشركات للاستفادة من أدوات التمويل المبتكرة والشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تتوافق مع أجندة رؤية 2040. ينبغي للمستثمرين الأذكياء إعطاء الأولوية لقطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة والابتكار الرقميحيث يتم الترويج بنشاط لتدفقات رأس المال الضخمة وآليات تخفيف المخاطر لدفع نمو شامل وقادر على التكيف مع تغير المناخ. ومع ذلك، يتعين على الشركات أيضًا مواكبة الإصلاحات التنظيمية المتطورة والاستفادة من التعاون الدولي لتعظيم القيمة في هذه المرحلة التحولية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *