...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
مشروع التوطين الوطني: صياغة مستقبل الأعمال وفرص الاستثمار في عُمان

مشروع التوطين الوطني: صياغة مستقبل الأعمال وفرص الاستثمار في عُمان

في عالمٍ سريع التطور، حيث تتغير باستمرار التضاريس الاقتصادية وأنماط النمو المجتمعي، يظل التوظيف قضيةً حرجةً تؤثر تأثيرًا عميقًا على حياة الناس. في عُمان، حيث تُعدّ طموحات الشباب محورًا أساسيًا لرؤية عُمان 2040، منصة توطين لقد برزت منصة التوظيف الوطنية كأكثر من مجرد أداة رقمية للبحث عن الوظائف، بل إنها تمثل مبادرة وطنية تربط التطلعات الفردية برؤية جماعية، وتعمل على مواءمة الأهداف الشخصية مع المهمة الأوسع للتنمية الوطنية.

منذ انطلاقها، تجاوزت منصة "توطين" دورها التقليدي كموقع توظيف. فهدفها يتجاوز مجرد عرض الوظائف الشاغرة؛ فهي تُمثل انعكاسًا حيويًا لسوق العمل، تربط الباحثين عن عمل وأصحاب العمل وصانعي السياسات والمؤسسات التعليمية. وتضع المنصة الإمكانات البشرية في صميم التحول الرقمي، مُعيدةً صياغة العلاقة بين المواطنين والوطن من خلال منظور التوظيف الهادف.

توضح أميمة سعيد المحضورية، رئيسة مسار حوكمة التوظيف في البرنامج الوطني للتشغيل التابع لوزارة العمل، أن برنامج "توطين" يُجسّد نموذجًا متطورًا للتحول الرقمي في قطاع التوظيف. فهو، بفضل الذكاء الاصطناعي وتحليلات سوق العمل التنبؤية، يُقدّم رؤى دقيقة حول اتجاهات العرض والطلب. ويُمكّن هذا النهج القائم على البيانات صانعي السياسات من وضع استراتيجيات توظيف واقعية تتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040.

يُشرف برنامج توطين حاليًا على التوظيف في 18 قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا، بما في ذلك السياحة، والاتصالات، والتعليم، والطاقة، والصحة، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، والتمويل. ويضمن ذلك مواءمة تنمية القوى العاملة في عُمان بشكل وثيق مع الأولويات الوطنية، وتوجيه الفرص نحو القطاعات التي يُمكنها تحقيق أكبر قدر من التأثير.

تؤكد المحذورية أن "توطين" ليس مجرد منصة توظيف، بل هو مشروع وطني يُركز على استعادة ثقة الباحثين عن عمل وتعزيز الشفافية في سوق العمل. وتضيف: "كل فرصة عمل تُمثل قصة أمل للمواطن العماني، وقصة نجاح للوطن بأكمله".

تعمل المنصة وفق مبدأ يُطلق عليه المسؤولون "الشفافية المزدوجة": إذ يفهم الباحثون عن عمل بوضوح متطلبات السوق، بينما يحصل أصحاب العمل على وصول مباشر إلى المهارات التي يحتاجونها. تُعزز هذه الوساطة المحايدة بيئة عمل متوازنة، حيث تُبنى قرارات التوظيف على الكفاءة والجدارة والفرص الحقيقية، لا على الصدفة.

من أبرز ميزات "توطين" قدرته على إمداد قطاعي التعليم والتدريب ببيانات سوق العمل. باستخدام رؤى تحليلية، تحدد المنصة المهارات الناشئة، والفجوات في القوى العاملة، والمتطلبات المستقبلية. تُشارك هذه المعلومات مع الجامعات ومؤسسات التدريب، مما يساعدها على تصميم برامجها لتلبية احتياجات السوق الفعلية. وهكذا، يُمثل "توطين" بوصلة إرشادية لمواءمة التعليم مع فرص العمل.

يقدم برنامج "توطين" للشركات تجربة رقمية سلسة، بدءًا من تقديم طلبات التوظيف والوصول إلى قائمة موثقة من المرشحين، وصولًا إلى تسجيل العقود ودمج فرص العمل الحر ضمن أهداف التعمين. وتشجع الحوافز الشفافة المرتبطة بالامتثال الشركات على المساهمة بفعالية في تنمية القوى العاملة الوطنية.

تُسهّل المنصة للأفراد رحلةً رقميةً احترافيةً تشمل إنشاء ملفات شخصية ذكية، وتقديم طلبات التوظيف، وتتبع الطلبات، والوصول إلى فرص العمل الحر. صُممت المنصة لتزويد الشباب العُماني بمسارٍ عادلٍ وشفافٍ وفعالٍ نحو مساراتٍ مهنيةٍ مستدامة.

يُشكل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة محورَ عمليات توطين. إذ تُنبئ الخوارزميات الذكية بالفرص، وتُحلل اتجاهات سوق العمل، وتتنبأ بصعود مهن جديدة، وتُحدد المهن التي تشهد تراجعًا. تضمن هذه التقنية بقاء توطين مُتكيّفةً واستباقيةً وتركيزًا على المستقبل.

ويعمل فريق توطين حالياً على توسيع قدرات المنصة لتشمل التوجيه المهني الذكي ونماذج التنبؤ المتقدمة، بهدف مساعدة الشباب العماني على الاستعداد لوظائف قد لا تكون موجودة بعد ولكنها ستهيمن على سوق العمل في المستقبل.

في حين يوفر برنامج توطين البنية التحتية الرقمية الأساسية، يؤكد المحدورية أن القطاع الخاص يبقى جوهر المبادرة. ورغم تزايد مشاركة الشركات الخاصة في النظام، إلا أن الأمر يتطلب مرونة وشجاعة أكبر لتحويل الفرص إلى واقع مثمر.

وتشير إلى أن حتى أكثر المنصات الرقمية تطورًا ليست حلولًا سحرية للبطالة. إنها مُسرِّعات قوية تتطلب منظومة داعمة تضم سياسات ذكية، ونظامًا تعليميًا متجاوبًا، وقطاعًا خاصًا نشطًا.

بناء الثقة أمرٌ بالغ الأهمية في أي تحوّل رقمي. يعالج برنامج "توطين" التشكيك الثقافي من خلال قصص نجاح ملموسة؛ فكل فرصة عمل تُنشئ سفراء ثقة داخل المجتمعات، مما يُظهر فعالية النظام وسهولة الوصول إليه.

تُعزز مصداقية المنصة من خلال عمليات تحقق دقيقة تضمن صحة إعلانات الوظائف وعدالة ظروف السوق. كما أن التكامل مع الأنظمة الحكومية يحافظ على سلامة البيانات، ويوفر تسجيلًا سهل الاستخدام للشركات والأفراد على حد سواء.

برنامج توطين ليس ثابتًا، بل يتطور باستمرار من خلال التحديثات المنتظمة، والتقارير الشفافة، ومراقبة الأداء، مما يضمن أهميته كأداة وطنية فعّالة للتوظيف. رسالته واضحة: رصد وتحليل وتحفيز التوظيف في عُمان، مع توفير رؤى آنية لصانعي القرار.

مع تقدم سلطنة عُمان نحو أهداف رؤية 2040، يمثل برنامج توطين مبادرة وطنية محورية تعمل على تحويل البيانات إلى حلول قابلة للتنفيذ، والفرص إلى نتائج ملموسة، والتحديات إلى مسارات للتقدم.

وفي الختام يؤكد المحذورية: توطين ليس مجرد منصة، بل هو جسر يربط طموح الفرد بالآفاق الوطنية، وهو مشروع يعيد الثقة بين الباحثين عن عمل ويؤكد أن المستقبل هنا في عُمان.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

منصة توطين هي مثال على ذلك احتضان عُمان الاستراتيجي للتحول الرقمي لمواءمة تنمية القوى العاملة مع رؤية 2040، مما يخلق نظام بيئي للتوظيف قائم على البيانات وشفافبالنسبة للشركات، هذا يعني تعزيز الوصول إلى المواهب المؤهلة والحوافز المرتبطة بأهداف التنمية الوطنيةبينما ينبغي على المستثمرين الأذكياء إدراك الفرص المتاحة في القطاعات التي تُعطيها تحليلات سوق العمل الفورية الأولوية. ويجب على رواد الأعمال وصانعي السياسات على حد سواء الاستفادة من رؤى Tawteen التنبؤية لتوقع متطلبات المهارات الناشئة، وضمان المرونة والقدرة التنافسية المستدامة في اقتصاد سريع التطور.

سوق عُمان

يضم فريق أبحاث "عُمانت" مجموعة من الصحفيين المتخصصين ومحللي السوق والمساهمين في القطاع، يتمتع كلٌ منهم بخبرة في مجالاته، من البنوك والطاقة إلى العقارات والسياحة. مهمتنا هي تقديم تقارير دقيقة وفورية وقابلة للتنفيذ حول الاتجاهات التي تُشكل السوق العُمانية. كل مقال هو ثمرة بحث تعاوني، وتدقيق دقيق للحقائق، والالتزام بتقديم رؤى تُمكّن قرائنا من اتخاذ قرارات مدروسة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *