نظام شرطة عُمان السلطانية الجديد لحماية ضحايا الاتجار بالبشر: الآثار المترتبة على الشركات العاملة في عُمان
مسقط - حثت شرطة عمان السلطانية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص، الجمهور على الإبلاغ عن أي أنشطة أو انتهاكات مشبوهة قد تشير إلى الاستغلال.
ويحتفل بهذا اليوم سنويا في الثلاثين من يوليو/تموز، ويركز هذا العام على موضوع "الجريمة المنظمة - إنهاء الاستغلال"، مسلطا الضوء على الحاجة إلى معالجة هذه القضية العالمية بشكل فعال.
أشار العميد جمال بن حبيب القريشي، مدير عام التحقيقات والبحوث الجنائية، إلى أن احتفال هذا العام يتزامن مع الخطوات الكبيرة التي اتخذتها سلطنة عُمان والإجراءات الاستباقية في مكافحة الاتجار بالبشر. وتشمل هذه الجهود تعزيز التشريعات والتنسيق بين الجهات المعنية، بالإضافة إلى تدريب كوادر الأمن على كشف هذه الحالات وإدارتها بكفاءة.
لتعزيز حماية الضحايا، طبّقت شرطة عُمان السلطانية نظامًا متخصصًا لمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر. يُسهّل هذا النظام التنسيق بين الجهات المعنية، ويستخدم مؤشرات محددة لتحديد الضحايا، ويتلقى الموظفون تدريبًا مستمرًا عليها. يضمن هذا النظام سير الإجراءات القانونية بكفاءة، مما يُتيح إحالة الحالات إلى دار الحماية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية في الوقت المناسب.
كشفت التحقيقات الأخيرة التي أجرتها الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية عن شبكات إجرامية منظمة تستخدم أساليب مختلفة لاستغلال الضحايا. على سبيل المثال، ألقت شرطة عُمان السلطانية القبض على مشتبه بهم من أصول عربية وآسيوية دخلوا عُمان للسياحة ثم تورطوا في الترويج لعمليات زرع الأعضاء البشرية غير القانونية، مستغلين المرضى المحتاجين بشكل عاجل إلى عمليات زرع.
من بين الأساليب التي يستخدمها المتاجرون بالبشر إعلانات وظائف احتيالية مصممة لجذب النساء إلى عُمان، ثم إخضاعهن لأنشطة غير أخلاقية. ومن الأساليب الشائعة الأخرى مصادرة جوازات سفر العمال دون موافقتهم، أو توظيف أفراد بتأشيرات سياحية، في انتهاك لأنظمة العمل.
كما سلط العميد القريشي الضوء على عملية دولية بارزة أسفرت عن اعتقال شخص مطلوب من قبل السلطات الإيطالية بتهمة قيادة منظمة إجرامية متورطة في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين إلى أوروبا. وقد أُنجز تسليمه بنجاح وفقًا للبروتوكولات الدولية، وحظي بإشادة واسعة النطاق.
وتم التأكيد على أهمية عقود العمل الرسمية باعتبارها أمرا حاسما في حماية حقوق كل من العمال وأصحاب العمل. إن سوء الفهم فيما يتعلق بشروط العقد غالبا ما يساهم في حالات الاشتباه بالاتجار.
علاوة على ذلك، تواصل شرطة عُمان السلطانية التزامها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية لدعم الفئات المستضعفة المعرضة لخطر الاستغلال، رغم عدم تصنيفها قانونيًا كضحايا اتجار بالبشر. ويشمل هذا الدعم مساعدتهم في تصحيح أوضاعهم القانونية وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
أكد العميد القريشي على أهمية التوعية العامة في منع الاتجار بالبشر. وتعمل شرطة عُمان السلطانية على تعزيز تواصلها المجتمعي من خلال الحملات الإعلامية والمحاضرات التثقيفية في الجامعات والمعاهد، بهدف توعية الجمهور بمؤشرات الاتجار بالبشر وآثاره السلبية على المجتمع.
وأكد على الدور المحوري للمواطن والمقيم في حفظ الأمن والاستقرار من خلال الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة قد تؤدي إلى الاستغلال. إن شرطة عُمان السلطانية ملتزمة تمامًا بمكافحة الإتجار بالبشر، وضمان تمتع جميع المقيمين بحياة آمنة ومسالمة في عُمان.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
ويؤكد الموقف الاستباقي لشرطة عُمان السلطانية ضد الاتجار بالبشر على الحاجة إلى عقود عمل قوية و الضمانات لحماية كلٍّ من أصحاب العمل والعمال. ويمثل هذا فرصةً للشركات في عُمان لتعزيز ممارسات العمل الأخلاقية وتعزيز سمعة الشركة. المستثمرون ورجال الأعمال الأذكياء وينبغي للشركات أن تعطي الأولوية للامتثال لهذه اللوائح، لأن عدم القيام بذلك قد يعرضها لمخاطر قانونية ويضر بمصداقية علامتها التجارية.