قطاع السياحة في عُمان يُعزز الاقتصاد: ما الذي تعنيه مساهمة 2.71 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمستثمرين ورجال الأعمال؟
مسقط - أظهر قطاعا التراث والسياحة في سلطنة عمان أداءً قوياً خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بما يتماشى مع الأهداف المحددة في رؤية 2040.
ساهم قطاع السياحة بقيمة مضافة مباشرة بلغت 873 مليون ريال عُماني، بينما بلغ إجمالي الناتج السياحي حوالي 1.99 مليار ريال عُماني. وساهمت السياحة بنسبة 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، مما يؤكد دورها الحيوي كركيزة أساسية للاقتصاد غير النفطي.
بلغت الإيرادات الحكومية من أنشطة وزارة التراث والسياحة 13.55 مليون ريال عُماني بنهاية سبتمبر 2025، مما يُبرز كفاءة الإدارة المالية وارتفاع الطلب على الخدمات السياحية. وارتفعت إيرادات الفنادق بنسبة 6.1% لتصل إلى 293.4 مليون ريال عُماني، مدفوعةً بارتفاع معدلات الإشغال وتنوع البرامج السياحية.
أظهرت أعداد الزوار اتجاهًا متباينًا: فقد بلغ عدد السياح الدوليين الوافدين 2.83 مليون، مسجلاً انخفاضًا طفيفًا بنسبة 2.4% مقارنةً بعام 2024، بينما شهدت السياحة المحلية طفرةً كبيرةً مع وصول 13.6 مليون زائر محلي، بزيادة قدرها 5.1% مدفوعةً بالفعاليات والمهرجانات المحلية. واستقبلت الفنادق 4.6 مليون نزيل، بزيادة قدرها 4.6%، مما يعكس ثقة الزوار المستمرة في الخدمات والبنية التحتية السياحية في عُمان.
لتعزيز التواصل العالمي، أنشأت الوزارة مكاتب في أسواق سياحية رئيسية، بما في ذلك الصين وروسيا وإسبانيا، وتستعد لافتتاح مكتب إقليمي يغطي سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند. تمتلك عُمان الآن 11 مكتبًا تمثيليًا سياحيًا تُجري حملات تسويقية في 25 دولة، مُحققةً عوائد اقتصادية مباشرة تتجاوز 30 مليون ريال عُماني.
ساهمت مشاركة عُمان في أكثر من 20 معرضًا دوليًا في تعزيز التعاون بين الجهات السياحية العُمانية والعالمية. وحصد جناح السلطنة جوائز متعددة لأفضل تصميم، مستعرضًا مزيجًا من الأصالة والحداثة من خلال الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا والعروض الرقمية التي تُبرز التراث العُماني الغني وتجاربه السياحية.
وواصلت الوزارة شراكاتها الإعلامية الاستراتيجية، وكان من أبرزها إطلاق حملة ترويجية على قناة "سي إن إن" من خلال إعلانات تلفزيونية وإعلانات رقمية على الموقع الإلكتروني للشبكة.
في قطاع الرحلات البحرية والرحلات المستأجرة، تُنفَّذ مبادراتٌ قائمةٌ على دراسةٍ شاملةٍ لتنظيم وتطوير البنية التحتية للموانئ لاستيعاب سفن الرحلات البحرية واليخوت بشكلٍ أفضل. لموسم 2024-2025، نقلت 588 رحلةً مستأجرةً 93 ألف سائح، محققةً عوائدَ اقتصاديةً تُقدَّر بحوالي 1.4 مليار دولار أمريكي من خلال الإقامة والنقل والجولات السياحية.
وامتدت الجهود الترويجية عبر المنصات الدولية وشملت فعاليات سياحية محلية تم تنظيمها مع شركاء من القطاعين العام والخاص، حيث تم تنظيم 30 فعالية حققت فوائد اقتصادية بلغت 4 ملايين ريال عماني.
شهد قطاع الضيافة نموًا ملحوظًا، حيث بلغ عدد المنشآت الفندقية 1,309 منشآت، و38,000 غرفة بحلول سبتمبر 2025، بزيادة قدرها 7.9% في الطاقة الاستيعابية للغرف. وبلغ متوسط معدلات الإشغال 36.8% إجمالًا، و52.6% للفنادق من ثلاث إلى خمس نجوم. كما مُنحت الموافقات الأولية لـ 383 مشروعًا جديدًا للإقامة، مع وجود 114 مشروعًا قيد التنفيذ للانطلاق بين عامي 2025 و2027. وتجاوزت الاستثمارات في المجمعات السياحية المتكاملة 11.5 مليار ريال عُماني، مما يعكس ثقة المستثمرين القوية ونمو القطاع.
وقعت الوزارة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، 36 عقد امتياز بقيمة 100 مليون ريال عماني لتطوير مشاريع سياحية.
ارتفع عدد القوى العاملة في قطاع السياحة إلى 169,800 موظف، يعمل 27.8% منهم في أنشطة تشرف عليها الوزارة. وارتفعت نسبة التعمين إلى 10.9%، مقارنةً بـ 10.1% في عام 2024.
في مجال حفظ التراث، سجلت الوزارة 3655 موقعًا تاريخيًا وأثريًا، بما في ذلك الحصون والقلاع والمساجد والبيوت التراثية، حيث تم ترميم 1328 موقعًا حتى الآن هذا العام. وتتواصل الجهود لترشيح موقعي بُصيا وسلوت الأثريين لإدراجهما في قائمة التراث العالمي إلى جانب المواقع المسجلة في سلطنة عُمان.
وعلى الصعيد الإقليمي، حققت سلطنة عمان نتائج جيدة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وصلت معدلات إشغال الفنادق إلى 66.7% في محافظة مسقط و56.7% في صلالة في سبتمبر 2025.
وتعكس هذه الإنجازات التزام السلطنة المستمر بتعزيز قطاعي الحفاظ على التراث والسياحة باعتبارهما عنصرين أساسيين في التنمية الاقتصادية المستدامة في سلطنة عمان.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
لا يزال قطاع التراث والسياحة في سلطنة عمان يشكل محرك حيوي للتنويع الاقتصادي في ظل رؤية 2040، مع الأداء المالي القوي، وزيادة الطاقة الفندقية، والنمو القوي في السياحة المحلية مما يشير إلى التنمية المستدامة. ينبغي للمستثمرين الأذكياء التركيز على مشاريع البنية التحتية السياحية الناشئة والاستفادة من الأسواق المتخصصة المتوسعة مثل سياحة الرحلات البحرية والرحلات المستأجرةفي حين يمكن للشركات الاستفادة من الطلب المحلي المتزايد وجهود التسويق الدولية لتعزيز قدرتها التنافسية. إن مرونة القطاع في ظل التحولات العالمية تمثل فرصة استراتيجية ودعوة للابتكار في التميز في الخدمة والحفاظ على التراث للحفاظ على جاذبية عُمان المميزة.
