استثمار بقيمة 4.5 مليون ريال عماني في ترميم التراث في الداخلية: ما يعنيه لنمو الأعمال والسياحة في عُمان
نزوى: تُنفّذ محافظة الداخلية بنشاط العديد من المشاريع الهادفة إلى ترميم وتأهيل وصيانة المعالم التاريخية والأحياء القديمة. تُؤكّد هذه المبادرات التزام المحافظة بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التراث العُماني كرافدٍ أساسيٍّ للاقتصاد وقطاع السياحة، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040.
كشف سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري، محافظ الداخلية، أن إجمالي الاستثمارات في مشاريع إحياء التراث وتعزيز الاقتصاد المحلي تجاوز 4.5 مليون ريال عُماني. ويؤكد هذا التخصيص الكبير على التركيز المزدوج على حماية التراث الثقافي والحضري، مع تعزيز الأنشطة الاقتصادية والسياحية.
وأكد أن هذه المشاريع التراثية تتجاوز مجرد الترميم والصيانة، فهي جزء من إطار اقتصادي شامل يستثمر في الإنسان والمكان، مما يعزز المحتوى المحلي، ويتيح فرصًا أوسع للمجتمع ورواد الأعمال للاستفادة من الإمكانات المتاحة.
بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة والجهات المعنية الأخرى، تُبذل جهودٌ مُستمرة لترميم وصيانة القلاع والحصون والأحياء التاريخية. الهدف هو الحفاظ على قيمتها الأصيلة واستدامتها، مع تطوير مرافق حديثة وخدمات عالية الجودة للنهوض بقطاع السياحة في المحافظة.
وقد حققت هذه المشاريع بالفعل تأثيرًا ملموسًا، حيث استقطبت أكثر من 302 ألف زائر إلى القلاع والحصون التاريخية في النصف الأول من عام 2025. ويعكس هذا النمو السياحي تزايد الوعي العام بأهمية التراث وأثره الإيجابي على الاقتصاد. كما يؤكد على ضرورة مواصلة الترويج للمواقع التراثية وتأهيلها للحفاظ على تنافسيتها إقليميًا ودوليًا.
أكد الشيخ هلال بن سعيد الحجري أن هذه الجهود تنسجم مع نهج التنمية اللامركزية الذي أكدت عليه رؤية عُمان 2040، وتعزز مكانة الداخلية كوجهة ثقافية وسياحية واستثمارية، وتدعم طموحها في أن تكون نموذجًا للتنمية المستدامة. واستشرافًا للمستقبل، سلّط الضوء على الفرص الواعدة لمشاريع جديدة تُسهم في تحقيق هذه الأهداف، مشددًا على أهمية مواصلة التعاون مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق تنمية متوازنة تعود بالنفع على المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء.
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
تمثل مشاريع ترميم التراث الجارية في محافظة الداخلية الاستثمار الاستراتيجي في السياحة الثقافية والتنمية الاقتصادية المحلية المستدامةبما يتماشى مع رؤية عُمان 2040. وبالنسبة للشركات والمستثمرين، فإن هذا يخلق فرصًا كبيرة لـ الاستفادة من تدفق السياحة المتزايد والتجارة القائمة على التراثبينما ينبغي على رواد الأعمال النظر في شراكات تدمج الخدمات الحديثة مع الحفاظ على التراث الثقافي للاستفادة من الطلب المتزايد في السوق. ويشير التركيز على النمو اللامركزي وتعزيز المحتوى المحلي إلى إطار عمل قوي للتنمية الإقليمية المتوازنة طويلة الأمد مما سيزيد من جاذبية المحافظة كوجهة ثقافية واستثمارية.
