...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
نجاح موزة في الطبخ المباشر في عُمان: تداعياته على المستثمرين ورواد الأعمال في قطاع الطهي

نجاح موزة في الطبخ المباشر في عُمان: تداعياته على المستثمرين ورواد الأعمال في قطاع الطهي

موزة المعمري: حارسة الطهي على التراث العماني

أينما ذهبت، سواءً في خيام المهرجانات، أو في ساحات الفنادق، أو في الاحتفالات الوطنية، تأسر موزة المعمري جمهورها بحضورها الهادئ والقوي. وبينما تُلفّ العجين بمهارة وتفرده لتُصبح خبز الرخل العماني التقليدي الرقيق للغاية، تُجسّد حركاتها قصةً وسردًا ثقافيًا منسوجًا عبر الأجيال.

اليوم، تُعتبر موزة شخصيةً بارزةً في عُمان، تُعرف بعروضها الحية لخبز الرخل. إلا أن رحلتها بدأت قبل ذلك بكثير، خلال أيام الصف الرابع الابتدائي، عندما حلمت بأن تصبح مُدربة طبخ. ومع مرور الوقت، تطور هذا الحلم؛ تقول: "بعد المرحلة الثانوية، أدركتُ رغبتي في إحياء التراث العُماني داخل السلطنة وخارجها".

خلال دراستها الجامعية، تبلورت رؤيتها، إذ سعت إلى دمج المطبخ العُماني التقليدي في أجواء الفنادق، مُبرزةً التراث بأسلوبٍ نابضٍ بالحياة وملموس. إلا أن مقترحاتها الأولى قوبلت بالشك. لم يستطع العديد من مديري الفنادق استيعاب قيمة تحضير الخبز التقليدي الطازج. لكن موزة، رغم ذلك، أصرت على المضي قدمًا حتى وجدت شريكًا داعمًا في فندق إنترسيتي مسقط، مما ساعدها على انطلاق مسيرتها المهنية. واليوم، لا يتوقف هاتفها عن الرنين بطلبات من جهات حكومية ومنظمات خاصة وفعاليات مختلفة.

تأثر أسلوب موزة في الطهي تأثرًا عميقًا بعائلتها، وخاصةً والدتها وجدتها. كان مطبخهما بمثابة فصلها الدراسي الأول، حيث ورثت ليس فقط الوصفات، بل أيضًا موهبة الطهي الأساسية. وبينما تُقدّر موزة تقنياتهم، تُضفي أيضًا ذوقها الفريد، لا سيما في التقديم والنكهة.

إن مشاهدة موزة وهي تُحضّر الرخال أشبه بمشاهدة إحياء ثقافي. يتحول مكان عملها إلى مسرح حيث يصبح العجين نصًا، يأسر المشاهدين وهي تخلطه وتعجّنه وتُحضّره. تملأ رائحة السمن الدافئة الأجواء، مُستحضرةً ذكريات حنين لدى العديد من الضيوف، الذين غالبًا ما يستذكرون قائلين: "لقد ذكّرتنا بأمهاتنا" أو "هذا الخبز يُشبه تمامًا خبز طفولتنا".

رغم نجاحها، لم يخلو طريق موزة من العقبات. فكثيرًا ما استُخفّ بالمطبخ العُماني التقليدي، إذ اعتبر البعض جهودها مُبسّطة. كما واجهت صعوبات لوجستية، مثل نقص مرافق المطبخ المُلائمة في الفعاليات وارتفاع أسعار المكونات. ومع ذلك، فإن إيمانها بأهمية المطبخ العُماني يدفعها إلى الأمام.

تشارك موزة اليوم في مختلف الفعاليات الثقافية وحفلات الزفاف والمناسبات الرسمية، مقدمةً تشكيلة واسعة من النكهات، من الرخال الكلاسيكي إلى النكهات المبتكرة التي تضم العسل والجبن والتوابل. وتُعد قدرتها على التكيف مفتاح نجاحها؛ إذ تقول: "أستمع إلى الناس"، وأُصمم عروضها بما يتناسب مع تفضيلات عملائها.

تتطلع موزة إلى المستقبل بامتلاك عربة "رخال" متنقلة للوصول بسهولة إلى الفعاليات الكبرى، وتأمل في تنظيم ورش عمل لتعليم الجيل القادم الحفاظ على هذه التقاليد الطهوية. وتؤكد: "يجب أن يستمر هذا التراث".

مع تنامي الاهتمام بالهوية الثقافية، تتطلع موزة إلى مستقبل مشرق للطعام العماني التقليدي. وتوضح قائلةً: "الطعام من أقوى أشكال الهوية"، مشيرةً إلى حفاظ عُمان الملحوظ على تقاليدها الطهوية في ظل التحديث.

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في تعزيز مكانتها، وساعدت الناس على التواصل مع أعمالها. ومع ذلك، فهي لا تزال حذرة من مخاطرها، مُدركةً المنافسة واحتمالية التضليل الكامن في هذا المجال الرقمي. وتقول: "إنه سلاح ذو حدين".

بجهودها، تُجسّد موزة المعمري روح المرأة العُمانية العصرية - صامدة، متجذّرة في تراثها، وجريئة في خلق مساحة للتقاليد في عالمٍ متطور. في كل مرة تمدّ فيها العجين على اللهب، لا تُحضّر خبزًا فحسب؛ بل تُحافظ على الذكريات، وتُغذّي الثقافة، وتُكرّم أجدادها، وتمهّد الطريق لأجيالٍ قادمة من النساء العُمانيات.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

تسلط رحلة موزة المعمري الضوء على فرصة متنامية للشركات في عمان للتكامل التراث الثقافي في الأسواق الحديثة، لا سيما في قطاعي الضيافة والفعاليات. مع تزايد اهتمام المستهلكين بالأصالة، ينبغي على المستثمرين الأذكياء النظر في الاستثمار في المبادرات الطهوية المحلية التي تحتفي بالتقاليد العمانية، مما يعزز التواصل مع الجمهور المحلي والدولي. ومع ذلك، تحديات مثل المنافسة والحاجة إلى التسويق الفعال يجب التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بعناية لتجنب الوقوع في الأخطاء المحتملة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *