تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
الخطوة الاستراتيجية لسلطنة عُمان في قطاع الغاز: ما تعنيه للمستثمرين ورواد الأعمال في المنطقة

الخطوة الاستراتيجية لسلطنة عُمان في قطاع الغاز: ما تعنيه للمستثمرين ورواد الأعمال في المنطقة

عُمان تتبوأ مكانة رائدة إقليمياً في مجال تطوير الغاز الطبيعي

مسقط: تُرسّخ عُمان مكانتها كلاعب رئيسي في تطوير الغاز الطبيعي، من خلال مبادرات نموّ تشمل سلسلة القيمة بأكملها، بدءًا من المنبع، وصولًا إلى مرحلة الإنتاج والتصدير. وينبع هذا التصور من أحدث تقرير "توقعات الغاز العالمي" الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.

ويهدف منتدى الدول المصدرة للغاز، ومقره الدوحة، إلى تحديد موقف الغاز الطبيعي كمورد أساسي للتنمية الشاملة والمستدامة، والدعوة إلى دورها في تشكيل مستقبل الطاقة وتعزيز التعاون الدولي.

يُبرز تقرير عام ٢٠٢٥ الأهمية المتزايدة لعُمان كمنتج ومصدر للغاز في الشرق الأوسط، لا سيما مع تعزيزها لقدراتها على تسييل الغاز. وبينما تُعدّ صادرات الغاز الطبيعي المسال عنصرًا أساسيًا في تجارة الغاز، وتستمر الأهمية الاستراتيجية لسلطنة عمان في هذا القطاع في النمو.

في عام 2023، صدرت عُمان 12 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، مع أكثر من 90 بالمئة موجهة نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتشير التوقعات إلى أن الصادرات ستستقر عند 10 ملايين طن بحلول عام 2030، تليها انخفاض تدريجي إلى 8 ملايين طن بحلول عام 2040 و 6 ملايين طن بحلول عام 2050.

خضع مجمع التسييل في قلهات مؤخرًا إلى ترقية كبيرة، مما أدى إلى زيادة قدرته الاسمية من من 10.4 مليون طن سنويًا إلى 11.5 مليون طن سنويًاارتفع الإنتاج الفعلي إلى مستوى قياسي 11.98 مليون طن سنويًا في عام 2024، مما سيؤدي إلى تحقيق عائدات عالية تاريخية من الغاز الطبيعي المسال.

وتشمل خطط التوسع الإضافية منشأة لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال بطاقة إنتاجية تبلغ 1 مليون طن سنويًا في صحار. في أوائل عام ٢٠٢٤، توصلت عُمان، بالتعاون مع توتال إنرجيز، إلى قرار استثمار نهائي (FID) لمشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال، المقرر أن يبدأ عملياته في 2028ستكون هذه المنشأة أول مركز لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال في المنطقة، مما يعزز استخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود بحري أنظف ويساعد في جهود إزالة الكربون في الشحن.

ومن المهم أن نلاحظ أن التقرير لا يذكر قطار الغاز الطبيعي المسال الرابع المخطط له في قلهات، والذي أعلنت عنه الحكومة العمانية في يوليو/تموز 2023. 3.8 مليون طن سنويًا من شأن القطار أن يرفع سعة المجمع إلى ما يقرب من 15.2 مليون طن سنويًاومع ذلك، فإن القرار الاستثماري النهائي ينتظر تأكيد اتفاقيات إمدادات الغاز غير الملتزمة واتفاقيات الشراء طويلة الأجل.

وعلى صعيد المنبع، شهد إنتاج الغاز الطبيعي في سلطنة عمان نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع إلى 39 مليار متر مكعب (bcm) في عام 2023، ارتفاعًا من 33 مليار متر مكعب في عام 2020. ويعود هذا التوسع في المقام الأول إلى حقل خزان-مكارم، الذي ساهم 33 بالمئة من إجمالي الإنتاج في عام ٢٠٢٣، إلى جانب التطورات المرتبطة بمشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال. يأتي إنتاج عُمان من الغاز حاليًا من حقول برية، مما يعزز مكانة البلاد كمساهم رئيسي في نمو قطاع الغاز البري الإقليمي.

كما تتزايد جهود الاستكشاف. ففي عام ٢٠٢٣، منحت عُمان ثلاث مناطق برية جديدة في حوض الربع الخالي الجنوبي، بالقرب من المنطقة ٦، تغطي أكثر من 20000 كيلومتر مربعقدمت الحكومة مبادرة منح مباشرة لستة كتل إضافية—43أ، 43ب، 66، 73، 75، و76- تعزيز أنشطة الاستكشاف.

يؤكد التقرير أن الاستثمارات المستقبلية ستركز على مشاريع جديدة أصغر حجمًا، وتحسين الإنتاج من المواقع القديمة القائمة، بهدف تحسين معدلات الاسترداد والكفاءة التشغيلية. وتسعى استراتيجية عُمان إلى تحقيق التوازن بين الطلب المحلي وأهداف التصدير، لا سيما نحو آسيا، مع تبني تقنيات إزالة الكربون، مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، لتحقيق أهداف الاستدامة العالمية. ويدعم هذه الرؤية إطار تنظيمي مُيسّر للمستثمرين.

وبالنظر إلى المستقبل، يخلص التقرير إلى أن عُمان على استعداد للحفاظ على إنتاجها من الغاز طوال فترة التوقعات، مما قد يصل إلى 43 مليار متر مكعب بحلول عام 2050. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب استكشافًا ناجحًا، حيث من المتوقع أن تشكل الموارد التي لم يتم العثور عليها بعد (YTF) 60 بالمئة من إجمالي الإنتاج بحلول منتصف القرن.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

إن التقدم الاستراتيجي الذي أحرزته سلطنة عمان في إنتاج الغاز الطبيعي يضعها في مكانة رائدة في هذا المجال. زعيم إقليمي، خلق فرص للشركات في مجال الطاقة والبنية التحتية، وخاصةً مع المشاريع القادمة مثل منشأة مرسى للغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، لا تزال المخاطر قائمة، خاصة فيما يتعلق باستقرار اتفاقيات توريد الغاز على المدى الطويل والاعتماد على الأسواق الآسيوية. المستثمرون الأذكياء وينبغي التركيز على فرص الاستكشاف الناشئة والنظر في الشراكات التي تستفيد من الدعم التنظيمي لسلطنة عمان لمبادرات الطاقة المستدامة.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

arArabic