إمكانات طاقة الأمواج الواعدة في عُمان: ما يعنيه ذلك لفرص الاستثمار في الطاقة المتجددة
المسكات عنب طيب الشذا: كشفت دراسة حديثة أجراها فريق تعاوني من الباحثين العمانيين عن إمكانات كبيرة لطاقة الأمواج على طول الساحل الجنوبي الشرقي لسلطنة عمان.
قيّم البحث حالة الأمواج في ثلاثة مواقع على الساحل الشرقي، وحدد جزر مصيرة وشليم والحلانيات كمرشحين رئيسيين لتطوير طاقة الأمواج. في المقابل، أظهرت مسقط إمكانات أكثر اعتدالًا.
إذا ثبتت جدواها الاقتصادية، يمكن لطاقة الأمواج أن تُشكّل موردًا مُكمّلًا لطاقتي الشمس والرياح، اللتين تُعدّان محوريًا في تحوّل عُمان نحو اقتصاد منخفض الكربون. كما تجذب هذه النتائج اهتمام مُطوّري طاقة المحيطات الباحثين عن فرص استثمارية في المياه العُمانية.
تُعتبر طاقة الأمواج عالميًا موردًا هائلًا، وإن كان غير مستغل إلى حد كبير، إذ تتجاوز قدرتها النظرية 29,000 تيراواط/ساعة سنويًا، وهو ما يُقارب الطلب العالمي الحالي على الكهرباء. وتُقدر طاقة الأمواج القابلة للاسترداد اقتصاديًا بحوالي 4,000 تيراواط/ساعة سنويًا، وهي كافية لتلبية ما يقارب 10-151 تيراواط/ساعة من احتياجات العالم من الكهرباء. وتشمل مزاياها القدرة على التنبؤ، والثبات، وكثافة طاقة أعلى مقارنةً بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
يُضاف هذا البحث إلى مجموعة أبحاث متنامية حول إمكانات طاقة الأمواج في عُمان. شارك في المشروع، الذي امتد لثلاث سنوات، كلٌّ من عبد الله البادي من جامعة السلطان قابوس، وجمال الهنائي من هيئة الطيران المدني، وعبد المجيد الوهيبي من جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، وسلطان اليحيائي من أكاديمية البرمجة.
أشار فريق البحث إلى أن "التحليل المكاني يشير إلى زيادة ملحوظة في قوة الأمواج على طول الساحل الجنوبي الشرقي، متجهةً نحو المحيط الهندي المفتوح حيث تسود ظروف رياح أقوى. وتكشف التقييمات الشهرية أن متوسط قوة الأمواج يبلغ ذروته خلال أشهر الصيف (من يونيو إلى أغسطس)، بالتزامن مع موسم الرياح الموسمية في جنوب غرب الهند، مما يعزز نشاط الأمواج بشكل ملحوظ على طول الساحل الجنوبي".
كشفت النتائج أن معظم طاقة الأمواج السنوية تُولّد من ارتفاعات أمواج كبيرة تتراوح بين متر واحد وأربعة أمتار، مما يشير إلى ضرورة تصميم أنظمة مُصممة لهذه المنطقة لتتناسب مع هذا النطاق من الارتفاعات. يُقدم هذا البحث رؤىً مهمة حول جدوى مشاريع طاقة الأمواج في عُمان، مُحددًا المواقع الواعدة والمواسم المُثلى لاستخراج الطاقة.
من بين المواقع الثلاثة التي خضعت للتقييم، أظهرت جزيرتا شليم والحلانيات أعلى إمكانات، حيث بلغت ذروة طاقة الأمواج 64.5 كيلوواط/متر خلال فصل الصيف. كما أظهرت مصيرة إمكانات موسمية كبيرة، بينما أظهرت مسقط أكثر ظروف الأمواج استقرارًا من حيث التباين، على الرغم من انخفاض إجمالي إنتاج الطاقة.
وخلص الباحثون إلى أن "الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، وخاصة بالقرب من جزر شليم والحلانيات ومصيرة، يوفر فرصًا كبيرة لتطوير طاقة الأمواج، وخاصة كمصدر طاقة موسمي للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد خلال أشهر الصيف".
وأكدوا أن "هذه النتائج ستُرشد التخطيط الاستراتيجي المستقبلي، واختيار المواقع، وتصميم الأنظمة لمشاريع طاقة الأمواج في المنطقة. ويُنصح بإجراء أبحاث إضافية لاستكشاف الجدوى التقنية والاقتصادية، والآثار البيئية، والتقلبات طويلة المدى المرتبطة بسيناريوهات تغير المناخ".
تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان
الدراسة الحديثة تسلط الضوء على إمكانات طاقة الأمواج في عُمان يمثل فرصة كبيرة للشركات التي تتطلع إلى تنويع محافظ الطاقة، وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة. كما تقدم طاقة الأمواج القدرة على التنبؤ وكثافة الطاقة الأعلىينبغي على المستثمرين الأذكياء أن يأخذوا في الاعتبار احتمال المشاريع التعاونية مع مطوري طاقة المحيطات للاستفادة من هذه السوق الناشئة. ومع ذلك، يجب عليهم أيضًا تقييم المخاطر المتعلقة تقييمات الأثر البيئي و ال القدرة على البقاء على المدى الطويل من المشاريع المقترحة.
