...

تسجيل الدخول

مدونة

أحدث الأخبار
سياسات التنمية البشرية المُصممة خصيصًا: إطلاق العنان للفرص الاقتصادية للشركات في محافظات عُمان

سياسات التنمية البشرية المُصممة خصيصًا: إطلاق العنان للفرص الاقتصادية للشركات في محافظات عُمان

صلالة، 13 يوليو

ألقى سعادة الشيخ محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة كلمة رئيسية في المؤتمر السنوي الحادي عشر للتنمية البشرية في صلالة، الدعوة إلى اتباع نهج أكثر لامركزية ومحلية للتخطيط التنموي في سلطنة عمان.

في عرضه التقديمي، استعرض الكندي العديد من التحديات المستمرة التي تواجه التنمية على مستوى المحافظات. وأشار إلى وجود تفاوتات كبيرة في البنية التحتية وفرص التنمية بين المحافظات، مشددًا على أن عدم مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل المحلي يعيق النمو الشامل. كما أشار إلى أن محدودية الموارد تعيق بشكل كبير تنمية المهارات، لا سيما في ظل تزايد الطلب على المهارات التقنية والمهنية.

كما تطرق الكندي إلى بطء تفعيل الشراكات المحلية كعائق أمام التنمية، مؤكدًا على ضرورة تحسين التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وأعرب عن قلقه إزاء ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وخاصةً بين الخريجين الجدد، وعزا هذا التوجه إلى نقص برامج التدريب التي تتوافق مع الاحتياجات الاقتصادية المحلية.

علاوةً على ذلك، علّق على تزايد الهجرة الداخلية من المناطق الريفية إلى المراكز الحضرية، محذرًا من أن هذا التحول يُضعف النسيج الاجتماعي والاقتصادي للعديد من المجتمعات. وأشار أيضًا إلى أن غياب بيانات دقيقة على المستوى المحلي يُعقّد جهود قياس أثر السياسات العامة ويُعيق اتخاذ قرارات مدروسة.

لمواجهة هذه التحديات، اقترح الكندي ست توصيات سياسية رئيسية. أولًا، دعا إلى تطوير برامج محلية تلبي الاحتياجات الفريدة لكل محافظة، بما في ذلك خطط تنمية جزئية تراعي مواطن القوة والضعف والأولويات المحلية.

ثانيًا، دعا إلى تمكين القيادات المحلية من خلال تفويض صلاحيات محددة في صنع السياسات إلى المحافظات، مما يتيح اتخاذ قرارات أكثر استجابةً وانسجامًا مع السياق. ثالثًا، شدد على أهمية تعزيز الشراكات مع الشركات المحلية والمنظمات غير الحكومية، مؤكدًا أن هذا التعاون ضروري لتحقيق نتائج التنمية المستهدفة.

ركزت توصية الكندي الرابعة على زيادة الاستثمار في التعليم التقني والمهني، إلى جانب دعم الابتكار المحلي وريادة الأعمال، لإعداد الشباب بشكل أفضل للقطاعات الناشئة في الاقتصاد المحلي. خامسًا، حثّ على تحسين جودة الخدمات العامة، موصيًا بوضع معايير أداء أوضح، والمساءلة المؤسسية، والتقييم المستمر لتقديم الخدمات.

وأخيرا، اقترح إنشاء منصات بيانات محلية لتعزيز رصد مؤشرات التنمية الرئيسية، وتسهيل صنع السياسات بشكل أكثر استنارة، وتتبع فعالية التدخلات الحكومية.

تناغم عرض الكندي مع رؤية عُمان 2040، التي تُركز على اللامركزية، وتمكين المواطنين، والتنمية الإقليمية. وأبرزت رؤيته الحاجة المُلحة إلى نماذج حوكمة تُعالج الواقع المحلي، مع مواءمتها مع الأهداف الوطنية. يستمر المؤتمر حتى 14 يوليو/تموز في منتجع ميلينيوم صلالة، وتوفير مكان لتبادل الأفكار وتعزيز الشراكات لتعزيز التنمية البشرية في جميع أنحاء سلطنة عمان.


تحليل خاص من عمانت | تصفح سوق عُمان

الدعوة إلى نهج لامركزي ومحلي يُتيح التخطيط التنموي في عُمان فرصًا كبيرة للشركات لإيجاد حلول مُصممة خصيصًا لمعالجة التفاوتات الإقليمية. ينبغي على المستثمرين الأذكياء النظر في إمكانية شراكات استراتيجية مع الكيانات المحلية، لا سيما في مجالات التعليم المهني والابتكار، والتي تُعدّ بالغة الأهمية لتطوير قوة عاملة ماهرة. ومع ذلك، فإن التحدي المتمثل في بطالة الشباب وعدم كفاية البيانات المحلية كما أن هذا الأمر يشكل مخاطر، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى قيام المشاريع بالاستثمار بحكمة في فهم متطلبات السوق الإقليمية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

arArabic